شهدت المنامة الشهر الجاري انطلاقة فعالية "ما نامت المنامة" التي قدّمت للجمهور في مملكة البحرين نشاطاً امتد لاثنتي عشرة ساعة متواصلة حتى صباح يوم 16 ديسمبر، وذلك بداية من مركز الفنون مع افتتاح معرض "خطوط الضوء"، بحضور سعادة الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة مدير عام الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار وتواجد عدد من الفنّانين والإعلاميين. وتأتي "ما نامت المنامة" ضمن احتفالات الهيئة بالأعياد الوطنية لمملكة البحرين، وبالتزامن مع ذكرى تأسيس متحف البحرين الوطني الثالثة والثلاثين، وتنقّلت ما بين مركز الفنون، متحف البحرين الوطني، الصالة الثقافية ومسرح البحرين الوطني.
ويستمر معرض "خطوط الضوء II" حتى يوم 29 ديسمبر الجاري، ويقدّم أعمالاً لفنانات البحرين في مجال الحفر والطباعة، حيث عملن على استغلال رمزية الضوء لإبداع أعمال فنية تبرز قدرتهن على تحدي وجهة نظر المتلقي. ويأتي هذا المعرض بناء على النجاح الذي حققته نسخته الأولى عام 2019م وينظم بالتعاون مع Art Concept . وضمن أنشطة المعارض كذلك لهذه الليلة، أخذت "ما نامت المنامة" الجمهور في زيارة إلى المعارض المتعددة التي تنظمها هيئة الثقافة، كمعرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية في مسرح البحرين الوطني، معرض تقاطعات في نسخته الثانية ومعرض المجوهرات الإيطالية في متحف البحرين الوطني.
وقدّمت فعالية ما نامت المنامة للجمهور عروضاً فنية وموسيقية متعددة، حيث استضافت الصالة الثقافية حفلاً احتفى بألة العود أحيته مجموعة "هنّ" النسائية برفقة عازف العود سعد محمود جواد، وشهد الحفل تقديم تقديم عدد من المقطوعات الموسيقية التي أخذت الجمهور في رحلة موسيقية حول العالم ومقطوعات من التراث العربي الموسيقي القديم والموشحات. بينما شهدت الساحة الخارجية لمتحف البحرين الوطني أمسية فنون شعبية لفرقة محمد بن فارس، أبدعت خلالها مجموعة من أجمل الأغاني البحرينية وألواناً من الفنون التراثية البحرينية وخصوصاً فن الصوت. كما وقدّمت فرقة شباب مبادرة هارموني - تاء الشباب حفلاً موسيقياً أمام المتحف الوطني لأغنيات وطنية قريبة من القلب، حيث شارك الجمهور في غنائها، تعبيراً عن فرحة الاحتفاء بالأعياد الوطنيّة. كما شاركت في الفعالية مجموعة موسيقى الجاز في البحرين، فرقة رباعية شكلها عشاق موسيقى الجاز في البحرين وتتألف من عبد الله حاجي على السكسوفون وأحمد القاسم على الباس والغناء ومحمد راشد علىالجيتار وعبد الله عدنان على الإيقاع.
وضمن الفعالية، استضاف متحف البحرين الوطني محاضرة للإعلامي محمد جمال بالتعاون مع جمعية كلنا نقرأ، توقف خلالها عن أجمل العادات والتقاليد البحرينية وأهمية الموروث الشعبي، إضافة إلى عرض بعض الأفلام التي تمّ إنتاجها للحفاظ على الإرث الثقافي غير المادي في البحرين من خلال مقابلات أجرتها الإدارة مع متخصصين في الحراك الثقافي والإنساني البحريني. ومن أجل إضفاء أجواء ممتعة على الليلة، نظمت الهيئة مسابقتين للجمهور، الأولى "في المتحف طهاة" بالتعاون مع مقهى دارسين، حيث شارك عدد من المتسابقين في طهي أطباق عصرية بمكونات محلية، فيما قدّم تاء الشباب مسابقة "في استكشاف المتحف" والتي تعرف خلالها المشاركون على غنى المتحف وما يحمله من تاريخ أرض المملكة. كما وتم تقديم جوائز للرابحين. وأغنت فعالية "ما نامت المنامة" نشاطها بتقديم تجربة تذوق مميزة للجمهور، حيث رافقت أمسية فرقة محمد بن فارس أكشاك طعام متنوعة. أما ختام الفعالية فجاء مع وقفة "بان الصبح"، التي جاءت مع الأغنيات الجماعيّة وتناول وجبة الفطور في مقهى دارسين بعد برنامج حافل ممتدّ لـ 12 ساعة متواصلة، هو ختام ما نامت المنامة التي أعلنت بدء عامٍ جديد من حياة المتحف.