أَثْنَاءَ اللَّيْلِ
القَرْنُ العِشْرُونَ الهَائلُ سَيَطْرُقُ بَابَكَ
زُخْرُفَاتٌ رَمَادِيَةٌ مُبْهِرَةٌ،
فَحْمَتَانِ فِي عَيْنَيْهِ السَّوْدَاوَيْنِ
بِزَيِّ لَهُ اخْضِرَارُ صَدَأ النُّحَاسِ
يَنْشُرُ بُخَارَ المُسْتَنْقَعَاتِ
فِي غُبَارِ شَارِع تيفير
الذِي يُغَطِّي الكَفَّيْن
وَيَنْفُذُ رَأْساً إِلَى القَلْبِ
الشُّيُوعِيُونَ القَوْمِيّونَ يَرِنُّونَ فِي أَحْشَائِهِ
وَفِي عَيْنَيْهِ
بَرِيقُ دَوْرِيَاتٍ
طَلائعُ الأَوْلِيَةِ الحَمْرَاءِ، عَرَفَاتُ، وَهو يَعْبُرُ نَهْرَ الأُرْدُنِ
محاصراً فِي بَيْروت،
وَعَبْرَ صَيْفٍ مَاطِرٍ
لِسَنَةِ أَلْف وَتِسْع مائة وستة وعشرون
عَلاَ شَجَرَ الحُورِ رِيشٌ خَفِيفْ
سلوتسكي فِي الجَبْهَةِ أخُوهُ يُدِيرُ الموساد
لِيلِي مَارْلِين تُغَنِّي لَهُمَا فَيَتَأَرْجَحَانِ فِي انسِجَامٍ
وَمَقَاطِعُ الأُغْنِيّاتِ مِثْل بَقَايَا رُعُودِ العَاصِفَةِ
تَهْبِطُ عَلَى سُقُوفِ مُوسْكُو
ذَاتَ يَوْمٍ
القَرْنُ العِشْرِونَ الهَائلُ سَيَطْرُقُ بَابَكَ
فِي الهُدُوءِ الفُوسْفُري لِلَيْلٍ يُسَائِلُكَ
فِي أَيِّ مُعَسْكَرٍ تَتَمَوْقَعُ
بَيْنَمَا أَنْتَ تُرَدِّدُ لُورْكَا
فِي سَاحَةِ مَلْعَبِ سَانْتِيَاغُو
جَسَدُهَا هِي يَقْفِزُ مِنْ جَدِيدٍ إلَى قَنَاةِ لاَنْدوير،
فِيمَا ثَعَالِبُ وَبُومَاتُ تيِرغَارتين تَلْتَصِقُ بِجَسَدهِ هُو
فَوْقَ بَحْرِ قَزْوِين يَنْفَتِحُ بَابٌ في السَّمَاءِ
ومِنْ هُنَاكَ يترددُّ صَوْتُ وَلٍيِّ اللهِ
مُلاَحَقاً مِنْ طَرَفِ الشُّرْطَةِ
تَرْكُضُ نَحْوَ شَارِعِ تشيستو بروندي عَبْرَ زَنْقَةِ مَارُوزِيكَا
مُبَلَّالاً بِالخَوْفِ وَالمَطَرِ،
وَأَهْرَامَاتِ المَارُونِيِّينَ
تَمْتَدُّ فَوْقَكَ وَفَوْقَ فْرَانْكفورت الضَّبَابِية
أصمٌّ بِسَبَبِ الحَرْبِ الجَوِّيَةِ
عَابِراً صَفَّارَاتِ الإِنْذَارِ
وَالصَّرَخَاتِ البَعِيدَةِ،
سَرِيعًا تنْدَفِعُ وَتنْصَهِرُ
الَّليْلُ يُبَلِّلُ قَرْنَكَ الوَاحِدِ وَالعِشْرِينَ.
هامش:
كيريل كورشاجين؛ شاعر ومترجم وناقد وعالم لغوي روسي. ولد في موسكو سنة 1986. حاصل على شهادة الدكتوراه من معهد موسكو للهندسة. فاز بجائزة موسكو سكور الأدبية سنة 2012، وجائزة أندريه بيلي سنة 2013. لديه ديوانان شعريان: "مقترحات" صدر سنة 2011. و"كل أشياء العالم" صدر سنة 2017..ترجم شعره إلى الإنجليزية والصينية والايطالية ولغات أخرى.
محمد حجي محمد شاعر ومترجم من المغرب ومن رموز الحساسية الشعرية الجديدة في المغرب، له العديد من الإصدارات ابتداء من (ذئب الفلوات وصباح لا يعني أحدا،...)، ويشغل حاليا ممثلا للحركة الشعرية العالمية في المغرب.