هذا التضاد الذي يشكله الشاعر المصري محمد الشحات، ليس خوفا من الحزن ولا متيما به، هذه الصورة العكسية تفتح "مكتبة" الذاكرة المتقدة والتي تصر على كتابة سيرتها، أو بعضا منها، لذلك تأسر لحظة التضاد هذا المخاض بين الحضور والغياب لعله يفيد في إعادة تشكيل لحظة اليومي في أن تصبح القصيدة ذاكرة اليومي.

الخَوْفُ من هُروبِ الحُزْنِ

محمد الشحات

 

كنتُ أحاولُ

أن أتملَّصَ مِنْ أحزانٍ

ظلَّتْ تكبرُ  في ذاكرتي

كانتْ لا تأتي

 ألا حينَ أحاولُ

أن أفتحَ بابَ القلبِ

تركتُ طيورَ الحزنِ تعشِّشُ

كي لا  أتركَ أفراخَ الهمِّ

تحلِّقُ خارجَ أسوارِ القلبِ

تركتُ لها

ما كانَ يتيحُ لها أن تعلوَ يومًا

فأحاولُ ألا أجلسَ منفردًا

حتَّى لا تأتيَ منْ خلفِ عيوني

وتحاول أن تهربَ

كنتُ أتيحُ لها

ما يجعلها تملكُ ناصيتي

ويتيحُ لها أن تكبرْ

فأنا أخشىَ

أن ينتفضَ الحُزنُ

  ويهربَ

لا أعرفُ كيفَ

أواريه بجوفي

 

حدائق القبة