تخصص الكلمة ديوان العدد الجديد للشاعر والكاتب العراقي، والذي يستدعي شخصية تراثية عراقية لا لكتابة أقوالها بل كي يستمد منها راهنها ويجعلها تعيش زمنا جديدا حيث اختلط كل شيء ولأنها مقولات تعتمد التكثيف في صياغتها ورؤاها يحرص الشاعر على التقاط تلك التفاصيل التي تسم الوجع العراقي اليوم.

من أقوال الحكيم الحافي (ديوان العدد)

حمـيد الحـريزي

 

لأنّهُ

صغيرٌ وجبانٌ،

يتَخفّى في جحورٍ ضيّقةٍ،

ستظلُّ تطاردُهُ

القططُ،

الفأر.

*

 

لأنّها

خاليةُ الدّسَمِ

 في

 بُلدانِ الشّقاءِ،

أحبَّها عمالُ المطاعمَ،

صحونَ

الفُقراء.

*

 

لأنّها

عَفيفةٌ

في زَمنِ الجوعِ،

أطعَمَتِ الأطفالَ قلبَها،

لَمْ

تُطعِمْ لحمَها أحداً،

الأمّ.

*

 

لأنّها

ساحِرةُ البَريقِ،

عاليةٌ،

لَمْ تَطلْها أصابعُ السّلاطينَ،

إحتضَنتْها السَّماءُ،

النّجوم.

*

 

لأنّهُ

سارقٌ مُحترفٌ،

سَرقَ أصواتِ ناخبيهِ،

مُنِحَ عضويّةُ شرَفٍ

في نقابةِ

اللّصوصِ،

((البَرلَمانيّ)).

*

 

لأنّهُ

بلا قناعٍ،

إنفَضَّ مِنْ حَولهِ

المنافقونَ،

تقمَّصَ ثوبَ الصُمِّ البُكْمِ،

رافقَ الزّهورَ،

الصّادقَ الأمين.

*

 

لأنّهُمْ

قساةٌ،

إحتضَنوا الكلابَ،

ألبَسوها أطواقاً مِنْ ذَهبٍ،

هَزَّتْ ذُيولَها ساخرةً حينَما

مثّلوا دورَ الأوفياءِ،

الجاحِدين.

*

 

لأنّهُمْ

وحوشٌ،

ألبَسوها الحجابَ ليَستُروا

عَوراتِهِم،

أجازوا التفخيذَ،

فضَحَتْهُم  حَيْوَنَتُهُم، أدْعياءَ

الشّرَف.

*

 

لأنّهُ

آمَنَ بوجودِ الخالقِ

في مَخلوقاتِهِ،

كُشِفَ لهُ السرُّ الأعظَمُ،

عَرفَ

مَعنى الوجودِ،

فأحْرقَهُ ((وكلاءُ اللهِ)) على

الأرضِ،

الحَلّاج.

*

 

لأنّهُ

بلا ذاكرةٍ،

يُضاجِعُ كلَّ الجُيوبِ،

لا يَعرفُ مَعنى الوَفاءِ،

يتَنَكّرُ لكَ حتّى

وإنْ أسكنْتهُ في خزائنَ

مِنْ ذَهَبٍ،

الدّينار.

*

 

لأنّهُ

بلا قلْبٍ،

لا يَسمعُ صراخَها،

يبتاعُ مَزيداً مِنَ

السّكاكينَ،

يسرُّهُ تلوّثُ ملابسِهِ بمَزيدٍ

مِنْ دماءِ الخِرافِ،

القَصّاب.

*

 

لأنّهُ

مِنَ الدّوابِّ،

لا يتَلَقّى

الشّكرَ مِمَّنْ يمْتَطيهِ،

يصرُخُ بأنْكرِ الأصواتِ

عتَباً،

الحِمار.

*

 

لأنّهُ

ألِفَ

الأنهارَ والأهوارَ،

لا يحتاجُ لِمَنْ يُعلّمُهُ

فنَّ العَومِ،

لا يَخشى هيَجانَ البّحارِ،

فَرْخَ البَطّ .

*

 

لأنّهُ

بلا ضَميرٍ،

يَسرقُ أمْوالَ الفقراءِ،

ليُخفي عَفَنَ أفعالِهِ،

فَلا غَرابَةَ

أنْ يُطالبَ بالنّزاهةِ،

المَسؤول.

*

 

لأنّهُ

يَعرفُكَ،

لابُدَّ أنْ يَفهمَ

حاجتَكَ بالإشارةِ،

لا يُعرّضُكَ لِذلِّ

السؤالِ،

يُبادرُكَ العطاءَ،

صَديقَك.

*

 

لأنّها

خَيارُكَ،

حرّمَتْ عليكَ

الخيانةَ،

فأتَمنَتْكَ قلبَها دونَ

وصْلِ استلامٍ،

زَوْجتَك.

*

 

لأنّهُ

مخلصٌ لمبادئِهِ،

يتَوارى

عن عدساتِ التصويرِ،

لا يسيّجُ نفسَهُ بأفواجِ

الحماياتِ،

لا يُضلّلُ الجماهيرَ،

لا يركبُ

السيّاراتِ المُضلّلةَ،

المُناضِل.

*

 

لأنّهُ

صادقٌ،

منحَتْهُ قلبَها

مِنْ دونِ أقفالٍ،

فأقفلَ كلَّ أبْوابِ

الخيانةِ،

الوَفيّ.

*

 

لأنّهُ

لا يعرفُ الأنانيةَ،

يفتحُ أوراقَهُ للنسيمِ،

ينشرُ

أريجَهُ مِنْ دونِ

ثَمنٍ،

الوَرد.

*

 

لأنّهُ

يعرفُ ألمَ الجفاءِ،

يهلُّ كلَّ شهرٍ معتذِراً

مُنحنِياً،

صادقَ العَهدِ معَ

 النّجومِ،

القمَر.

*

 

لأنّهُ

بلا شرَفٍ،

خلعَ شعاراتِهِ في أبوابِ

السّفاراتِ،

خانَ رفاقَ الدّربِ،

باعَ سلاحَهُ لأعداءِ

الوطنِ، ((الثائرَ))

المُزيَّف.

*

 

لأنّهُ

حكيمٌ،

لا يغرّدُ معَ السّرْب ِ،

لا يوقّرُ قائدَ القطيعِ،

يُحلّقُ مُنفرداً،

يُجيدُ ((الهَدْهَدةَ))،

لكنّهُ

لا يعرفُ الهُتافَ،

الهُدْهُد.

*

 

لأنّهُ

يَعشقُ القِممَ،

لا تطيرُ أمامَهُ الزّرازيرُ،

ولا يَحومُ حَولَ

الجِيَفِ،

الصّقر.

*

 

لأنّهُ

صادقٌ في حبِّهِ،

لمْ يستطِعْ أنْ يقولَ 

لغيرِكِ: أحبُّكِ،

غافراً لكِ جفائِكِ،

فعاشَ سنيَّ عمرهِ

في وَهمٍ،

العاشِق.

*

 

لأنّهُ

مجنونٌ بحبِّكِ،

ما عادَ يشعرُ بالزّمنِ،

متناسياً صُدودكِ،

على عكّازِهِ كتَبَ

مازلتُ أحبُّها،

المُتيَّم.

*

 

لأنّهُ

وفيٌّ،

رسمَ صورتَكِ الأولى،

استباحوكِ عشراتِ السّنينَ،

في نَظرِهِ، مازلتِ عذراءَ

كما أحبَّكِ،

المُغفَّل.

*

 

لأنّهُ

غنيُّ النّفسِ ،

مبْسوطُ اليدِ،

لا يعرفُ قولَ لا،

كانت جيوبُهُ في

غايةِ الرّشاقةِ،

الكَريم.

*

 

لأنّهُ

لا يقبلُ الظّلمَ،

يحاربُ القهْرَ والظّلامَ،

كانَ مَحطَّ

أنظارِ العَسَسِ،

الثّائِر.

*

 

لأنّهُ

عاشقُ الحرّيةِ،

لا يرتَضي السُّخرَةَ والقَهْرَ،

أحبَّها بقلبٍ صادقٍ،

قرّرَ إلغاءَ فِعْلِ

الأمْرِ،

المُتَحضِّر.

*

 

لأنّهُ

خانَها معَ النّجومِ،

باغَتَتْهُ الشّمسُ

فتَوارى خجلاً،

البَدْر.

*

 

لأنّهُ

أبيُّ النّفسِ،

فقيرُ الحالِ،

قوتُهُ رَغيفُ خُبزٍ

مُمَلّحٌ بعَرَقِ الجَبينِ،

يناهضُ الإستغلالَ،

العامِل.

*

 

لأنّهُ

لا يحبُّ الإبتذالَ،   

يُغلقُ أبْوابَ البيوتِ،

ليسَ خَوفاً مِنَ السرّاقِ،

وقتَ اللحظاتِ الحَميمةِ

يكونُ سِتْراً

للمُحبّينَ،

اللّيْل.

*

 

لأنّهُ

يكرَهُ الطرُقَ المُلتويَةَ،

عرَّفَ المُستقيمَ: أقصَرُ

الطرُقِ،

فأصابَ الهَدفَ،

الحَكيم.

*

 

لأنّهُ

يعلمُ أنَّ حلمَهُ

مُستحيلٌ،

جمهوريّتُهُ لنْ تَسودَ،

دثّرَها بدثارِ

الأملِ،

أفلاطون.

*

 

لأنّهُ

مفكرٌ عظيمٌ،

لمْ تَفتِنْها آخرُ

الأزياءِ،

تجَمّلَتْ بآخرِ مُبتكَراتِ أفكارِهِ،

حبيبتُهُ ((جيني))،

ماركس.

*

 

لأنّهُ

لا يَعرفُ

السّلْطةَ والمالَ،  

كانَ عادلاً بينَ البَشرِ،

لا يفرّقُ

بينَ العبيدِ والسّلاطينَ،

إختَطفَهُمْ جميعاً،

المَوت.

*

 

لأنّهُ

يُضارِبُ بالعُملةِ،

اسْتَبشَرَ بارتفاعِ أسعارِ السّلَعِ،

لا تهمُّهُ مُعاناةَ الفُقراءِ

برَفعِ

سعرِ الدولار،

الحاكم.

*

 

لأنّهُ

لا يعرفُ معنى الدّينِ،

نحَرَ أسيرَهُ مكبّراً بإسمِ اللهِ،

لا يعلَمُ

أنّهُ كمَنْ قتَلَ خَلْقَ اللهِ

جميعاً،

الداعشيّ.

*

 

لأنّهُ 

صاحِبُ عِلم ٍ،

لمْ يَعْرفِ الحَماقةَ،

لمْ يَرُدَّ على شَتائمِهِمْ،

قالَ للجاهلينَ

سَلاماً،

الحَليم.

*

 

لأنّهُ

يَعرفُ 

مصْدرَ ثَرَواتِهمْ،

أعتزَلَ مجالسَ السّلاطينَ،

رافِضاً

سُحْتَ موائدِهِمْ،

هادي العَلَويّ.

*

 

لأنّهُ

منذُ الطفولةِ

متخمٌ بآلامِ الجُوعِ،

لمْ

يذكّرْهُ الصّيامُ بمَعنى

معاناةِ الجياعِ،

الفَقير.

*

 

لأنّهُ

إبنُ السّماءِ،

غمَرَ الجبالَ والوديانَ

والبحارَ،

هكذا هوَ مِعطاءٌ،

المَطر.

*

 

لأنّهُ

ليسَ مِسْماراً،

ضَرَباتُ

الجلادينَ على رأسِهِ علّمَتْهُ

مَعنى الثباتِ،

الشّجاع.

*

 

لأنّهُ

متأمّلٌ

للمَعاني والحِكَمِ،

لمْ يتَعرّفْ أشكالَ جُيوبِ

محدّثيهِ،

الفيْلسوف.

*

 

لأنّهُ

يكرَهُ الحروبَ،

عكسَتْهُ المِرآةُ

طيرَ حَمامٍ،

فكانَ لأشجارِ الزّيتونِ

عَشيقٌ،

المُسالِم.

*

 

لأنّهُ

عاشقٌ

 للحرّيةِ والسّلامِ،

لمْ يأنَسْ حتّى أطواقَ

الورودِ،

فقلّدَتْهُ الشّمسُ وسامَ

 الخلودِ،

جيفارا.

*

 

لأنّهُ

لا يحبُّ الكذبَ والثَرْثَرةَ،

ألغى

مِنْ تلفازِهِ شبَكاتِ

الأخبارِ العربيّةِ،

الواعي.

*

 

لأنّهُ

إنسانٌ

كشفَ زيْفَ صناديقِهِمْ،

كرِهَ اللّونَ البنفسجيَّ

وسيلةَ الفاسدينَ،

لارْتِقاءِ كراسي

 السُّلطةِ،

((التشرينيّ))

*

 

لأنّهُ

لا يعرفُ ممارسةَ

 النّفاقِ،

وصَفوهُ بالمُتكبرِ،

إنْفضَّ مِنْ

حولِهِ الانتهازيّونَ،

المَبْدئيّ.

*

 

لأنّهُ

كالحقِّ غريبٌ،

لا يألفُ مجالسَ الظلامِ،

تبَلْبَلَ لسانُهُ،

 فغادرَ مدينةَ الجَهَلةِ،

المُثقّف.

*

 

لأنّهُ

عَشقَ

ملاعبَ السّياسةِ،

لا يَرى تحقيقَ أهدافِهِ

الّا بالرّكلاتِ،

فاغتالَ حاميَ الهدفِ،

الديكتاتور.

*

 

لأنّهُ

يُحبُّ كنزَ الأموالِ،

تسرْبلَ بالأسْمالِ الوَسخةِ،

قضَمَتِ القوارضُ

 دنانيرَهُ،

فماتَ جائعاً،

البَخيل.  

*

 

لأنّهُ

مُلحِدٌ شرّيرٌ بعِمامَةٍ،

 يوسِّعُ دائرةَ

سيمياءِ جبهتِهِ بقُرْصِ

بَطاطا،

كلّما توسّعَتْ دائرةُ

سَرقاتِهِ،

المُرائي.

*

 

لأنّهُ

يمْقتُ

 العبوديّةَ،

 أتُّهِمَ بالإلحادِ،

هربَ

 مِنْ جيشِهِمْ رافضاً

كلمة سيّدي،

حُكِمَ عليهِ بالإعدامِ،

العراقيّ الحُر.

*

 

لأنّهُ

مُدمِنُ

 العِشقِ والغَرامِ،

كائنةً مَنْ تكوني،

لا يتردّدُ أنْ يقولَ لكِ:

أحبُّكِ،

نزار قبانيّ.

*

 

لأنّهُ

يَعشَقُ

الحياةَ لا يَخشى الشّيْبَ،

شعرُهُ الأبيضٌ بلونِ

قلبِهِ النّقيّ،

فألِفَتْهُ العَنادلُ،

طاغور.

*

 

لأنّهُ

إبْنُ الفُراتَينِ،

عَشِقَ أكواخَ القَصبِ،

تَحدّى السّلْطةَ والبَعوضَ،

بَكتِ

مقْتلَهُ ((الجباشَةُ))،

تحَمّرَتْ بدمائِهِ أفواهُ

 البطِّ والسّمكِ،

خالد أحمد زكي.

*

 

لأنّهُ

هربَ خارجَ الوَطنِ،

امْتَطى حصانَ المُعارضَةِ،

لإتقانِهِ لُعبَةِ الهايكو،

انْهالَتْ عليْهِ

المَكرُمات،

الرّفحاويّ.

*

 

لأنّهُ

ذُو شَكلٍ جذّابٍ،

وصَوتُهُ جميلٌ،

صُنِعَتْ لهُ الأقفاصُ،

ونُصِبَتْ لهُ

المَصائدُ،

البُلبُل.

*

 

لأنّهُ

لا يعرفُ

أحمرَ الشّفاهِ،

تصَوّرَها حبّاتِ رُمّانٍ،

 في لَحظَةِ عناقٍ قضَمَ شِفاهَ

عروستِهِ،

البَدويّ.

*

 

لأنّهُ

شاهدَ على

كتِفيْهِ النّجومَ،

خالَهُ القمَرَ،

مَدَّ إليْهِ يَدَيهِ ليقبضَ الضّياءَ،

قيّدَهُ السجّانُ دونَ

 عَناءٍ،

الحالِم.

*

 

لأنّهُ

يَعشقُ الحقولَ،

يُنشدُ خصوبةَ الأرضِ،

دخلَ قبرَهُ جذِلاً،

سيكونُ المَحصولُ وَفيراً حَولَ

قبرِهِ،

الفلّاح.

*

 

لأنّهُ

مِنْ عِيالِ اللهِ الفُقراءِ،

جلَدَهُ البَرْدُ فنامَ في

الجامِعِ،

النّومُ ليسَ مِنَ الفُروضِ،

لهذا طردَهُ ((الأمامُ،))

المُشَرَّد.

*

 

لأنّهُ

ظنَّهُ

يطلبُ المالَ،

وضعَ في يدِهِ

 ديناراً،

زَجَروهُ : قبِّلْها أيّها الزنْديقُ، 

أنّها يَدُ  

((آيةِ اللهِ)) العُظْمى،

السّاذج.

*

 

لأنّهُ

منذُ

أشْهرٍ،

لمْ يتَذوّقِ اللّحمَ،

سألَ سيّدَهُ عنْ

رؤوسِ وأرْجلِ

الدّجاجِ،

الحَمّال.

*

 

لأنّهُ

استَنْشَقَ 

رائحةَ البُرتقالِ على ظهرِهِ،

ناولَ سيّدَهُ كيساً،

أرجوكَ، هنا ضَعوا لي قشورَ

البرتقالِ،

الأجير.

*

 

لأنّهُ

عُبِّدَ منذُ ولادتِهِ،

صارَ يَخشى الحرّيّةَ،

تمَسّكَ بأذيالِ سيّدِهِ خَشيَةَ

الضياعِ،

((عبدَ السّادَة)).

*

 

لأنّهُ

لا يعرفُ معنى المالِ،

 إئْتَمَنَهُ

 الأثرياءُ،

وطرَدوا الأنسانَ،

الكلْب.

*

 

لأنّهُ

 لا يفارقُ الماءَ،

ليسَ لإزالةِ ((زُفرَتِهِ))

لكنّهُ لا يألفُ الهواءَ

الطّلقَ،

السّمَك.

*

 

لأنّهُ

لا يَعرفُ

الرّفقَةَ والوَفاءَ،

ما عادَ يعرفُني حالَ 

 انتقالِهِ

لجيْبِ غَيري،

الدّولار.

*

 

لأنّهُ

لا يَعرفُ الأنانيّةَ،  

لا تُعاتبْهُ بسببِ الطّيَرانِ،

نَشْرُ البَهجَةِ سِرُّ

وجودِهِ،

العِطْر.

*

 

لأنّهُ

 يعرفُ سِرَّ ثَباتِهِ،

يَطربُ رأسُهُ لضَرَباتِ

المِطْرقَةِ،

المِسْمار.

*

 

لأنّهُ

أُحيلَ على التقاعدِ،

قرّرَ أنْ يكونَ

 أديباً،

لا يعرفُ حروفَ الجَرِّ والنّصْبِ

والفاعلَ والمفعولَ،

إعْتَمرَ شفْقةً،

وطبَعَ ديواناً،

المُتَطفّل.

*

 

لأنّهُ

دائمَ الشّبَقِ،

لا يستطيعُ الصّمتَ،

 ظلَّ نقيقُهُ مسموعاً،

  تصْطادُهُ الأفاعي

 بسهولَةٍ،

الضّفدع.

*

 

لأنّها

مشغولةٌ بتأملِ جسَدِها،

لمْ تشْعرْ بمرورِ السنين،

صَدَأَ التّاجُ،

فباغَتتْها العنوسَةُ،

ملِكةَ الجَمال.

*

 

لأنّهُ

تَماهى معَ القطيعِ،

في عصْمَتِهِ ثلاثُ نساءٍ،

((عَصاهُ))

لمْ تنْثَنِ،

أشترى المَرأةَ الرّابعةَ،

الرّاعي.

*

 

لأنّهُ

عالي

 الخصوبَةِ إسْتَولدَ

الكثيرَ مِنْ مَخلوقاتِهِ،

ما عادَ يميّزُ أفرادَ أسْرَتِهِ،  

إتّهمَهُ أبناؤهُ

 بالإهمالِ،  

الكاتب.

*

 

لأنّهُ

واسعُ الخيالِ، 

تَدلّى مِنْ

شُرْفةِ منزلِهِ،

قالَ:

لا ترتعِبوا، فأنا مُمْسكٌ

بشعاعِ القمَرِ،

الشّاعر.

*

 

لأنّها

سرُّ

 استدامَةِ الحياةِ،

ألبَسوها أحذيةً مِنْ ذَهبٍ،

فالجنّةُ تحتَ

 أقدامِها،

الأمّ.

*

 

لأنّهُ

حُلمُ كلِّ الفقراءِ،

يحتَملُ النّضوجَ حرْقاً

حبّاً للجياعِ،

فقبّلتْهُ الشّمسُ،

الرّغيف.

*

 

لأنّهمْ

سلَبُوا كرامَتَهُ

المُستَغِلونَ،

لا يشعرُ بثَمنِ كرامتِهِ،

إستَسْهَلَ

الإسْتجداءَ في الطّرقاتِ،

المتسَوّل.

*

 

لأنّهُ

بائسٌ،

معدتُهُ الخاويةُ  لا تتَعرّقُ

خجَلاً حينَ

تمتَدُّ يدُهُ لطلبِ

الرّغيفِ،

الجائِع.

*

 

لأنّهُ

لا يمتلكُ مرآةً،

لا يعرفُ أنّهُ أسْودٌ مشؤومٌ،

لِيَتوارى في كهوفِ

الخفافيشِ،

الغُراب.

*

 

لأنّها

ممْلوكةٌ،

جسَدُها معْروضٌ للمَزادِ،

لا تفكّرُ بفارسِ أحلامٍ،

ولا بحِصانٍ أبيضَ،

لا تعرفُ معنى

حبيبٍ،

الجاريَة.

*

 

لأنّهُ

فقدَ إنسانيتَهُ،

يَعشقُ أكوامَ الدّنانيرَ،

يُسعِدُهُ تراكم

همومِ  الفقراءِ،

المُرابي.

*

 

لأنّهُ

لَعوبٌ

لا يعرفُ مَعنى الحياءِ،

يتنقّلُ  بينَ أحْضانِ

مالكيهِ

مِنْ دونِ خجَلٍ،

الدّينار.

*

 

لأنّهُ

فاقدُ الإرادةِ،

 يتكلّمُ عنْ كلِّ شيءٍ،

يسكتُ

عنْ كلِّ شيءٍ

بلا خجَلٍ،

الجَبان.

*

 

لأنّهُ

رمزُ السّلامِ،

لا يحبُّ الحروبَ،

يكرَهُ صراعَ الدّيَكةِ،

يتزيّنُ بأغْصانِ

الزّيتونِ،

الحَمام.

*

 

لأنّها

جميلةٌ،

تُحبُّ كلَّ العُشّاقِ،

تمنَحُ

عِطرَها للجميعِ

بلا ثمَنٍ،

الزّهور.

*

 

لأنّهُ

يملكُ وَجهاً واحداً

فقطْ،

لا يُخفي عليكَ أمْراً،

مفْتوحُ القلبِ،

 لا يَعرفُ

الرّياءَ،

الكتاب.

*

 

لأنّها

حمَلتْكَ تِسْعاً،

صرْتَ

قطعةً منْ جسَدِها،

لا حاجةَ لكَ بالكلامِ،

تعرفُ ما تريدُ

قبلَ أنْ تتفَوّهَ،

الأمّ.

*

 

لأنّها

تَعشقُ النّجومَ،

لا تتأوّهُ مِنْ ثقلِ أقدامِ

الصّاعدينَ،

السّلالِم.

*

 

لأنّهُ

جاءَ على ظهْرِ دبابةِ

مُحتَلٍّ،

لا يخجلُ منْ إفقارِ شعبِهِ،

يدوسُ خارطةَ الوطنِ،

يسرقُ أرغفَةَ

الصّغارِ،

الخائن.

*

 

لأنّهُ 

قبَّلَ أحذيةَ أسيادِهِ

المُحتلّينَ،

لا يخجلُ منْ هتافاتِ الثّوارِ

بسقوطِهِ،

((الذّيل)).

*

 

لأنّهُ

شَيطانٌ

بزيّ عِمامَةٍ،

يقتلُ الأحرارَ بدمٍ

باردٍ،

فوقَ دمائِهمْ يؤدّي

 صلاةَ الشّكرِ،

السّفاح.

*

 

لأنّهُ

أودَعَ

 روحَهُ في ضَمائرِ

الملايينِ الثائرةِ،

باسِماً

يعْتَلي منصّاتِ

 المَشانقِ،

المُناضل.

*

 

لأنّهُ

يمتَصُّ

دماءَ الشّعوبِ،

يزرعُ الحروبَ والفِتَنَ،

لا يسمعُ أصواتِ الجياعِ،

يطربُهُ رنينُ

الذّهبِ،

الرأسماليّ.

*

 

لأنّهُ

مشرّدٌ

 طريدٌ، 

لا أرضَ تُؤويهِ،

جابَ كلَّ قارّاتِ جسَدِكِ

الحبيبِ،

وجَدَ في أحضانِكِ خيْرَ  

وطنٍ،

المُهاجر.

*

 

لأنّهُ

يَعشقُ

الزّهورَ الحمراءَ

والنّدى،

هامَ في بساتينَ جسَدِكِ

الغنّاءِ،

قبّلَ كرْزَ شفَتيكِ

بشَغَفٍ،

البُستانيّ.

*

 

لأنّهُ

 يعلَمُ

أنّها ستُطعِمُ الجياعَ،

لا يتألمُ

حينَما يحصُدُ

رؤوسَ

 السّنابلِ،

المِنْجل.

*

 

لأنّهُ

بَذلَ

كلَّ جهدِهِ منْ أجلِ

نموّها حَدّ النضوجِ،

ليسَ للرياحِ،

وفاءً لهُ

طَأطَأتْ رؤوسَها

 السّنابلُ،

الفلّاح.

*

 

لأنّهُ

صاحَ

ليلَ نهارَ لا ينامُ،

قدْ يغْفو تحتَ تأثيرِ

 المخدِّراتَ،

ولكنّهُ سرعانَ

ما يفيقُ،

الضّمير.

*

 

لأنّهُ

قدّمَ

الرّوحَ والمالَ والعيالَ،

لأنّهُ لا يعرفُ الخُنوعَ

و الخضوعَ،

مهما لطَمتُمُ الصّدورَ،

لأنّكُمْ سُرّاقٌ،

بَريءٌ مِنْ نفاقِكِمُ،

الحُسيْن.

*

 

لأنّهُ

كبيرٌ،

غزيرٌ، عميقٌ بلا نهايةَ،

فَمُهُ للسّماءِ، للشّمسِ

مفتوحٌ،

لكنّهُ يأنَسُ قُبُلاتِ

النّوارسِ،

البَحر.

*

 

لأنّهُ

مالكُ الذّكاءِ،

لَو لمْ يُدرِكْ أنَّ هناكَ أسماكاً

مُغفّلَةً،

لَما ألقَى شِباكَهُ

الصيّاد.

*

 

لأنّهُ

عاشقُ الحرّيّةِ،

في القفَصِ لا يقتربُ مِنْ

حَبيبتِهِ،

كيْ لا ينجبُ صِغاراً في سجونٍ.

 يحْتقِرُ الدّجاجَ

البُلبُل.

*

 

لأنّهُ

وَفيٌّ

لإنسانيّتِهِ، مُخلِصاً لمِهْنتِهِ،

يدقّقُ في جَسدِ المريضِ،

 لا ينظرُ إلى

 جَيبِهِ

الطّبيبُ الشّريف.

*

 

لأنّهُ

يُحِبُّ

النّماءَ والأنسانَ،

يُزَمْجِرُ

بوجْهِ الغُيومِ: أن إهْطِلي

 مَطراً،

لتَرتَوي حَبيبتي

الأرْضُ،

الرّعد.

*

 

لأنّهُ

بلا سياجٍ،

تَداعَتْ الى ساحتِهِ

العقاربُ والهَوامُ،

تنامُ ساحتُهُ مفتوحةَ

العُيونِ،

الفَقير.

*

 

لأنّهُ

يَملكُ

قلْباً كبياضِ الثلجِ،

كانَتْ قُبلَتُهُ

ساخنَةً،

الصّادق.

*

 

لأنّهُ

باذخُ الجَمالِ،

كانَ

رفضُهُ للقُبْحِ

صارخاً،

الفنّان.

*

 

لأنّهُ

صاحبُ

عقلٍ مليءٍ

بالحِكمةِ،

قالَ للجاهلينَ

سَلاماً،

الحَكيم.

*

 

لأنّهُ

يَحملُ

نَفساً كريمةَ الخِصالِ،

إعتَزَلَ مجالسَ

السّلاطين،

العَفيف.

*

 

لأنّهُ

يمْتلِكُ براءَةَ

الأطفالِ،

فشَلَ في إختبارِ

المُنافقينَ،

الطيّب.

*

 

لأنّهُ

يُجيدُ فنَّ النّهْبِ،

كانَ

بارعاً في لَفِّ

العَمائمِ،

المُنافق.

*

 

لأنّهُ

يَعشَقُ القراءَةَ،

إختارَ قميصاً مُزَيّناً بخريطةِ

المَكْتباتِ، مُطرَّزاً  بأغلفَةِ

الكُتبِ،

المُثقّف.

*

 

لأنّهُ

عَشقَ

الحياةَ، فسَّرَ أحلامَ الجياعِ،

صارَ يَحلمُ بالمُساواةِ،

قالَ لسجّانيهِ

 سَلاماً،

((فَهد)).

*

 

لأنّهُ

لا يطيقُ

رؤيتَهُمْ أذلّاءَ،

لمْ يَمْنحِ المُتسوّلينَ

الصّدقاتِ،

أخبَرَهُمْ بِمَوتِهِ لأجْلِهِمْ

مَنْفيّاً،

الغفاريّ.

*

 

لأنّهُ

حُرٌّ

لا يطيقُ المَسْكنَةَ،

يبتلِعُ حبوبَ منْعِ

الذلّةِ،

كلّما دَخلَ إيوانَ

السّلطان،

الأبيّ.

*

 

لأنّها

محميّةٌ بقوّةِ

الفِكرِ،

لمْ تَحْتَمِ بقماشَةِ

الحجابِ،

لمْ تخْشَ عَصا المُفْتي،

فطلّقَتِ

الرّياءَ،

نوال السّعداوي.

*

 

لأنّهُ

يُقدّرُ الإنسانَ نظيرَهُ

 في

الخَلْقِ،

لمْ يُعطِها صَدَقةً،

الكلِمةُ الطيّبةُ علامةُ

 إنسانيتِهِ،

الحُرّ.

*

 

لأنّهُ

أتْقنَ لسانَ العَرَبِ،

خَلَقَ

آياتِ البَلاغةِ،

فارَتْ عصبيّةُ السّلطان،

فأحْرَقوهُ،

إبنَ المُقَفّع.

*

 

لأنّهُ

يَخشى بلوغَهُ

الكَمال،

يحاولُ عرقلَةَ نموّهِ

خَوفاً مِنَ الأفولِ لَو صارَ

بدْراً،

الهِلال.

*

 

لأنّهُ

عانَى

الكثيرَ مِنَ البِذَارِ

حتّى الحَصادِ،

يُوقّرُ فُتاتَ الخُبزِ،

رَفَعَهُ مِنَ الطّرُقاتِ؛

خَشْيةَ

أنْ تدوسَهُ الأقدامُ،

المُزارع.

*

 

لأنّهُ

مُؤَدْلجٌ

حَدّ النّخاعِ،

يَرى أنّ الوَطنَ مِنْ حَقِّ

مُؤيّديهِ فقَط

لا يعترفُ بوجودِ

 الآخَرين،

الطّائفيّ.

*

 

لأنّهُ

أسْوَدُ اللّونِ،

 يتَشاءَمُ مِنهُ ويُحارِبُهُ الجَميعُ،

لا تَهربُ مِنهُ البَلابلُ،

الطّيورُ لا تعرفُ

الكَراهيَةَ،

فيَسْتغْربَ سلوكَ

الأنسانِ،

الغُراب.

*

 

لأنّهُ

مُتواضِعٌ،

يُشاركُ الفُقراءَ

حياتَهُمْ

زاهدٌ،

واسعُ العَيْنينِ،

 لا يُشاركُ المُترفينَ قصورَهُمْ،

يَسكنُ الخَرائبَ،

البُوم.

*

 

لأنّهُ

هَجينٌ سياسيٌّ، 

 لمْ يَحْظَ بحبِّ الديكتاتورِ،

هرَبَ خارجَ البلادِ،

رفعَ رايةَ ((النّضالِ))

وأحتَضَنَ

المكاسبَ،

المُرتَزق.

*

 

لأنّهُ

شاعرٌ،

حمَلَ همومَ الأنسانِ،

قاوَمَ القبْحَ حتّى

الرّمَقِ الأخيرِ،

فقَتَلوهُ،

لوركا.

*

 

لأنّهُ

إبْنُ

الشّعبِ البارُّ،

عَشِقَ الكادحينَ،

إقتَحَموا بَوابَةَ تسامُحِهِ،

 فقَتلوهُ،

أخْفوا قبرَهُ،

شيّدَ لهُ الفُقراءُ ضَريحاً في

القَمرِ،

عبدالكريم قاسم.

*

 

لأنّهُ

أحَبَّ شعبَهُ،

 منَحتْهُ عنْزتُهُ شَعرَها

لنَسجِ ثيابِهِ،

حارَبَهُمْ عارياً بقوّةِ

الملحِ،

خلّدَهُ السّلامُ،

غاندي.

*

 

لأنّهُ

صَلبٌ

 كالفولاذِ،

زاهدٌ كالرّهْبانِ،

 سَكنَ الأكواخَ،

أسْكنَ شَعبَهُ حَدَقاتِ

 العيونِ،

لمْ يَرهبْ إمبراطوريةَ القَهرِ،

هوشي منّه.

*

 

لأنّهُ

آمَنَ

بالعدلِ والسّلامِ،

لا سادةً ولا عبيدَ،

الشَراكةُ في الأرضِ

والمالِ،

فقَتلوهُ،

حمدان قرمط .

*

 

لأنّهُ

آمَنَ

 أنَّ الخالقَ واحدٌ،

فلا أسْودَ ولا أبْيضَ،

قالَ كفى ظُلماً للزّنْجِ،

فذبَحَهُ ((خلفاءُ اللهِ))

 في الأرضِ،

صاحبَ الزّنج.

*

 

لأنّهُ

حلوٌ،

تفاخَرَ على البِحارِ

المالحةِ،

غيرَ عارفٍ لَولا هُمْ

لَما جاءَ المَطرُ،

فكانَ ماؤهُ عذِباً،

النّهر.

*

 

لأنّهُ

غايَةٌ في الجَمالِ،

تَحفّظَ مِنْ نساءِ السّلاطين،

رَدَمَ كلَّ الآبارِ،

تعاطفَ معَ مَظلوميّةِ

 الذئبِ،

يوسُف.

*

 

لأنّهُ

لا يُجيدُ

ارتداءَ الأقنعةِ،

إعتَزَلَ النّاسَ،

اخْتارَ ((خيرَ جَليسٍ))،

اتّهَموهُ بالتكبّرِ،

المُفكّر.

*

 

لأنّهُ

الخالقُ العجيبُ،

تُطاردُهُ أشْباحُ مَخلوقاتِهِ،

يَقبلُهُ أحدُهُمْ،

الآخَرُ يقدّسُهُ،

الثالثُ يَرميهِ

بنَعْلِهِ،

الرّوائيّ.

*

 

لأنّهُ

طامعٌ

بالسّلطةِ والمالِ،

كُشفَتْ كُلُّ أقنعَةِ الثّعالبِ،   

إستَعارَقناعَ العِمامَةِ،

فصارَ تحتَ ((آيةِ اللهِ))

ذئْباً،

الدجّال.

*

 

لأنّها

تَعشقُ

 النّورَ والحياةَ،

طهّرَتْها السّماءُ

بالنّدى،

إحتَضنَتْ نورَ الفَجرِ،

محْتَفلةً بيومٍ

جديدٍ،

الزّهور.

*

 

لأنّهُ

بِلا ذائِقَةٍ،

 لا يُدركُ مَعنى

 الجَمالِ،

أزاحَ الشِّعرَ والمُوسيقى 

مِنْ عَلى مائدَتِهِ،

تنَفّسَ الصُّعَداءَ،

وتناوَلَ

طبَقَ الشّعيرِ،

الجاهِل.

*

 

لأنّهُ

لا يمْتَلكُ

 بيتاً على الأرضِ،

يجوبُ كلَّ أرجاءِ الكونِ،

يُدْرِكُهُمْ ولَو كانوا في أبْراجٍ

مُشَيَّدَةٍ،

لا يُميّزُ بينَ غنيٍّ وفقيرٍ،

بينَ سائلٍ ومسْؤولٍ،

عِزْرائيل.

 

لأنّهُ

إحتَمَلَ

 نيرانَ الحدّادِ

وطَرْقَ المَطارقِ،

أمتلَكَ شَفرَةً تحصُدُ

الرّقابَ،

السّيْف.

*

 

لأنّهُ

كانَ عاقلاً،

مزّقَ سِترَ الطّائفيّةِ،

وأظهَرَ وَجْهَ التناقُضِ،

قَبلَهُ إبنُ رُشْدٍ،

صَفّقَ لهُ ماركس،

فوَأدوهُ،

مهدي عامل.

*

 

لأنّها

خالِقةُ الحَياةِ،

دلّتْ آدمَ على بيْتِ

اللذّةِ،

بارَكَها الإلهُ ومنحَها

الأرضَ،

حَوّاء.

*

 

لأنّهُ

أكتشفَ رَحمَ الأرضِ،

زرَعَ

 أوّلَ نبتَةٍ،

ليكاتبَ الآلهةَ،

كتبَ أوّلَ حرْفٍ

للبحْثِ عنْ سِرِّ الخُلودِ،

طاوَعَتْهُ العجَلةُ،

السّومريّ.

*

 

لأنّهُ

استَوعبَ

دروسَ التاريخِ،

لمْ يَخدعْهُ كرسيُّ الحُكمِ،

فمَنْ صنَعَهُ قادرٌ عَلى

كسْرِهِ،

فزهَدَ بالسّلطةِ،

الحاكمَ الحَكيم.

*

 

لأنّهُ

سيّدُ الحُكماءِ،

نَصيرُ الفُقراءِ،

مَنْ وزّعَ العَطاءَ بالسّواءِ،

قتَلوهُ،

الأمامَ عليّ (ع).

*

 

لأنّهُ

خفيفُ اليَدِ.

يعانقُكَ بِحرارةٍ، 

بيَدٍ يحتضِنُكَ ،

والأُخرى تخطفُ مَا في

جيبِكَ،

((النشّال)).

*

 

لأنّهُمْ

مُحتالونَ،

يتَخاصمونَ فيما بيْنهِمْ،

يستغلونَ سذاجَتَكَ،

تُهرولُ لفَكِّ

اشتباكِهِمْ،

يخطفونَ محفظتَكَ، حراميّةَ

 المدينة

*

 

لأنّها

مُتسائلةٌ،

تثيرُ الشكوكَ والأسئلةَ،

لا تقدّسُ لِحاهُمُ المُسرّحةَ،

يتّهمونَها

بالزّندقَةِ،

الفلْسَفَة.

*

 

لأنّهُ

اسْتَظلَّ

بظلِّ حبيبتِهِ الأرضِ،

يُطفئُ نورَهُ حتّى لا يكشفُ عُريَها،

لا يأسرُهُ الحوتُ، 

يضحكُ

في علْيائهِ مِنْ جهلِهِمْ

عندَ الكُسوفِ،

القمَر.

*

 

نصوص عراقكــــو