ضمن برنامج مهرجان ربيع الثقافة السادس عشر، افتتحت مساحة الرواق للفنون يوم أمس الثلاثاء الموافق 15 مارس 2022 معرضاً فنياً بعنوان "ما بعد الخيال: المنامة" بمشاركة مجموعة من الفنانين البحرينيين وهم: علي حسين، حسن الحجيري، جعفر العريبي، مريم النعيمي وناصر الزياني. ويقدم المعرض تأويلات متنوعة لمدينة المنامة، والتي تأتي كنظرة مغايرة للحنين إلى ماضيها، حيث سلط الفنانون المشاركون في المعرض الضوء على الانطباعات التي تركتها المنامة في ذاكرة البحرين بالنظر إلى تعدديتها التاريخية التي تشكلت عبر الأهمية الجغرافية للمدينة بوصفها مكاناً لراحة التجار المسافرين عبر طرق التجارة التاريخية.
وتنوعت وسائل التعبير لدى الفنانين المشاركين حيث عبر الفنان علي حسين وباستخدام فوضوي لعلب الصفيح على عربة نقل خشبية عن الايماءات البصرية لسوق المنامة، حيث تسلط العربة الضوء على الطبقة الاجتماعية التي تواجه مهنة "الحمالي" والعمالة الوافدة، فيما تناول الفنان حسن الحجيري قصة تساؤل الوجودية والفشل عبر مشروعه السمعي البصري في دعوة للمتلقي لإعادة النظر في الإشارات الحسية التي تشغل ما هو أمامنا وما هو عادي. وباستخدام وسائط متنوعة على قماش قدم الفنان جعفر العريبي عمل "وصلة" التي عبر من خلاله عن النسيج الاجتماعي لمدينة المنامة من خلال تشبيهه بنقطة الانهيار التي تتجلى في شكل كسر، حيث استمد العريبي أفكاره من ملاحظاته عن المدينة والتفاعلات بين المنامة القديمة والجديدة. وعبر مشروع "التوازي" جمعت الفنانة مريم النعيمي بين التسجيلات الصوتية والتصوير الفوتوغرافي ورسومات الخرائط المفاهيمية للمنامة للبحث في المجتمعات المحلية المختلفة حيث تم تصوير العمل من خلال رؤية منطقة المنامة القديمة من منظور إثنوغرافي حضري. ومن خلال عمله، قدم الفنان ناصر الزياني نفسه على أنه كبير علماء الآثار ليكشف عن أرض مركز يتيم التجاري في وسط المنامة وذلك في رحلة بحثه عن قطع أثرية تمثل مجازاً أسس المنامة القديمة، ويشير عمل الزياني إلى أهمية الألمنيوم كمحرك اقتصادي في البحرين، مع التأكيد في الوقت نفسه على الأهمية المادية للألمنيوم كمقياس.
وتشغل مساحة الرواق للفنون موقعاً مهماً في الحراك الثقافي المحلي والإقليمي. وقد عُرفت الرواق بفعاليتها وبرامجها المتعددة كالمعارض الفنية المعاصرة والمحاضرات والإقامات الفنية وبرامج التعليم وفن الشارع. كما تقدم مساحة الرواق للفنون يومي 25 و 26 مارس الجاري مؤتمر نهج التعليم ويعكس التزام المساحة بتعليم الفنون.
ويقام مهرجان ربيع الثقافة هذا العام بتنظيم من هيئة البحرين للثقافة والآثار، مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث ومسرح الدانة، وبالتعاون مع مساحة الرواق للفنون والبارح للفنون التشكيلية وبدعم استراتيجي من مجلس التنمية الاقتصادية. حيث يقدّم للجمهور برنامجاً يتضمن طيفاً واسعاً من الأنشطة الفنية والموسيقية والمحاضرات والمعارض والعروض العالمية التي تلائم مختلف الأذواق والأعمار وتمد جسور التواصل الحضاري والإنساني ما بين المملكة والعالم.