أحلف لك بأيمان المسلمين وغيرهم أنني لست متعصبا ولا متكبرا ولا محبا لنشر الكتب، ولا لشراء البيتزا للأولاد كل شهر، أنا فقط أحب البحر والنهر والسماء والشجر، والتليفزيون، والنساء، والعطور، وأحيانا البخور، أنا يا سيدي مسالم جدا وخواف إلى أبعد حد، ومثلي مثل هذا الياباني الذي آمن بأن جده يعيش في قمقم، فصنع هو وزوجته مترو أنفاق خاص للسفر إليه، وكلما وقف في محطة ركب الناس معه رغبة في رؤية هذا الجد الذي عمّر في القمقم بعد إلقاء القنبلة الذرية، القطار امتلأ عن آخره ولم يجد صاحبه مكانا لنفسه، فترك القطار هو وزوجته للناس، وقرر أن يصنع مترو آخر لرحلة أخرى، وهكذا، في الرحلة الأخيرة سألت صاحبنا كم قطارا صنعت؟ فقال: مائة. قلت وكيف فعلت ذلك؟ قال: من أحلام الناس، أنا تاجر أحلام. وهذه حرفة جديدة تعلمتها، قررت أن أتاجر في الأحلام وأترك تجارة العصافير التي أغراني بها صديقي الكاتب الذي رفض الكتابة بعد عمر، وكذلك نفرت من تجارة الكلاب التي يحترفها علاء لأنه يا سيدي يترك الكلاب فوق السطح صيفا وشتاء والنباح لا ينقطع،هناك ممارسات مسلية وجميلة تقنعك حقا بأن الكلب ليس وفيا فقط هو سيد الأوفياء بلا منازع، مات بعد أن ابتلع سحلية وقفت في زوره كلقمة حرام ماسخة، ليس مهما أن تكون أحلامك مقنعة كأحلام فترة النقاهة، ولا سخيفة كأحلام الفتى الطاير، ولا سخية كأحلام مراهق بمقابلة هيفاء الجميلة. هيا نجرب سويا كيف نصنع حلما عظيما، في عز البرد اختر ثلاث أو أربع بطاطين، ولا تسمح لأحد بأن ينام بجوارك، وادخل إلى حلمك وإذا وجدت من يزاحمك ارفسه، ولا تقلق لن يقع من على السرير، ستجد أنك في بحر هائج، وأمواج تسحبك، وأخرى تضلك، عافر وتماسك، دقائق قليلة ستجد نفسك فوق جزيرة لم تقع عليها عين أحد، انزل وتمتع بكل خيرات الله فيها ولا تلوثها،وكذلك لا تحمل معك عند عودتك غير الذهب، واسمع، قليله كثير، خذ على قدر الحاجة حتى تتمكن من الذهاب مرة أخرى، لكن يا سادة عندما وطئت قدمي الجزيرة لم أتمالك نفسي، فكرت كيف أحمل الذهب وأعود به، معي ثلاث بطاطين تكفي لحمل جبل، قررت وفعلت وحملت ورجعت ووقعت من على السرير في عز البرد، وهرب الحلم وتاهت الجزيرة، وكانت ليلة سوداء.لا تخدعك أقوال البعض في أن التكرار يعلم الحمار، ذهبت مرة ثانية وجاء الذهب وطوحنا البطاطين من البلكونة في سلوك نزوي رائع. قلت لزوجتي هذا هو ذهب الجزيرة المجهولة هل تسمحين لي بأن أنام بجوارك. ضحكت وغمزت وقالت لماذا لم تحضر لأمي هدية من الجزيرة،لا تزال الزوجة تحكي للناس عن الجزيرة المجهولة التي أضاع زوجها عمره كي يذهب إليها لكنه لم يستطع.