انتشر الخبرُ في المدينة كلها،أن أسدًا يرتدي بدلة وقبعة وحذاء،كان يجلسُ على أحد مقاعد أتوبيس النقل العام، حدث هذا بالصباح.
ولا يدري أحدهم من أين جاء؟!
هرب البعضُ والبعضُ الآخر تأمله، طالما ظل مُسالمًا، يُمسك الجريدةَ ويُطالع الأخبار، لم يهتم بالفارين أو الباقين، تفحَّص كاريكاتير الصفحة الأخيرة ثم ذهب.
في المساء تحدثت برامج التوك شو عنه وعن الصور التي التقطتها كاميرات المراقبة التي تملأ الشوارع.
قال البعض عنه:
ربما كان خيالًا.
لكن العلماءَ رفضوا هذا الظن فلا يُوجد ما يُعرف بالخيالِ الجماعي.
ثم قالوا:
ربما تجربة علمية فاشلة لأحد مجانين العلم على البشر.
بينما حديقة الحيوان أحصت الأسود، راجعت إجراءات السلامة، مرَّ اليوم لديهم بكل سلامٍ، حيث التقطت الأسر الصور مع أقفاص الحيوانات، أكلت الأسود وجبات اللحم، ظل الحراس ينظرون إلى اللحم النَّيِّ والفك الضخم الذي يمضغ كالعادةِ.
وسع رجال المباحث دائرة الشك عن صاحب الصورة، تساءلت الصحف هل كان أسدًا حقيقيًّا أم كان شخصًا ادَّعى أنه أسدٌ؟!
في مساء اليوم التالي، اِتَّكأَ الرجل الأسد على جذع شجرةٍ وحيدًا، يُطالع ما كتبته عنه الصحف، ثم حلَّ عليه النومُ، تغطى بورق الجريدة، ثم غط في نومٍ عميقٍ.
في الصباح عثروا عليه، كان نصرًا كبيرًا، لكنهم وجدوه جثةً هامدةً.
عندما انتشر خبرُ موته في المدينة بكى البعضُ، وقالوا:
كان مسالمًا حقيقيًّا، رغم ما كان يملك من أنيابٍ، لم يقتل أحدًا، لم يُؤذِ أحدًا بكلمةٍ، عاش بيننا في سلامٍ، مات دون صخبٍ.