يخصنا الشاعر المصري بقصيدة تشكل هذا المدى العاري بمجازات حسية وبصرية واستعادات لصور فالصحراء هنا، ليست فضاء مفتوحا على العدم بل مرجعا آخر لحركة جسد يكتب بأسلوبه الخاص سيرة التماعة شاعر يملأ بعضا من بياضات الدهشة.

الصحراء

سعيد أبوطالب

 

كقارورة نبيذ لدنة

تمايلت بمزاج عال

مدت فخذها فى اتجاه المحيط

ورسمت الدائرة مرتكزة على القدم الاخرى

باهتزازة الصدر

انتفضوا صارخين

 

المصفقون فى الماضى

كانوا ذوى اربطة عنق وحلل انيقة

كانوا كالعصافير الملونة

التى تزغرد على جسد الابنوس

 

بعثروا المزيد من النقود

على قلبها المجروح

المفتوح

كحظيرة دواجن

لم تنظف منذ اعوام

 

سلبها الحناء

والموسيقى

وعالم الفراشات

اجدبت

وامتنعت

عن لقاء تضاريسه

هربت من رغبته العارمة فى التوحد

 

تلاطف الزبائن الذئاب

تنزل للموائد

يصبح صدرها المكشوف علامة تجارية

او قوس نصر

او علما للبلاد

 

تركها وحيدة

بالصحراء

القت وردها فى انتفاضة الريح

وانتظرت معلقة كشجرة صبار

علها تستعيد روائح خصوبته

 

تمايلوا

السكارى

وزغردوا

اشعلوا الليل بالتصفيق

ارتجف جسدها

كالمصاب بالحمى

 

عيناه

فتحتا بندقية

نظراته محايدة

رأته

"صورة ياباشا"؟

انكمشت رفيقته الجديدة بذراعه

كانت راقصة باليه..