نشرت الصحافة وقصاصات الأخبار في ساو باولو أن الكاتب البرازيلي ليوناردو تونوس سيشارك في تظاهرتين ثقافيتين في المغرب وتونس خلال شهر يونيو/ حزيران الجاري. التظاهرة الأولى كانت مشاركته في الدورة 27 للمعرض الدولي للكتاب المقامة هذه السنة في الرباط، حيث دعي لإلقاء محاضرة باللغة الفرنسية في القاعة الدولية في فضاء المعرض في موضوع "البرازيل والعالم العربي، تاريخ من اللقاءات والتبادل الثقافي"، يوم 9 يونيو/ حزيران. أما مشاركته الثانية فستكون في مهرجان سيدي بوسعيد الدولي للشعر في تونس. والمحاضرة التي قدمها تونوس في الرباط لها طابع أكاديمي، قال عنها في تصريحات صحافية إنه يتمنى أن تشكل نقطة انطلاق نحو مشاريع جديدة مشتركة مع المغرب، مثل إنجاز أنطولوجيا للمؤلفين المغاربة باللغة البرتغالية. وتعد أفكاره ترجمة لرغبة دولة البرازيل في تقديم إشعاع ثقافي في العالم العربي. إذ إن دولة البرازيل تشارك في الدورة الحالية برواق غني، وعملت على أن توفر للقراء المغاربة مكتبة رقمية مجانية في رواق أميركا اللاتينية (س21). وبواسطة هذه المكتبة يمكن للزائرين الولوج عبر شيفرة متاحة، والولوج مجانًا إلى أعمال أدبية كلاسيكية برازيلية لمؤلّفين مثل ماتشادو دي أسيس، خوسي دي ألينكير، كاسترو ألفيس، أولافو بيلاك، ليما باريتو دا كونبا، ماريو دي أندراد، ومونتيرو لوباتو، وآخرين. وفي تصريح له، تمنى ليوناردو تونوس أن تكون مساهمته في المعرض ناجحة وحاملة لمقترحات ومشاريع.
وقد عبر ليوناردو تونوس عن سعادته بزيارته الأولى إلى المغرب، وأشاد بتنوع الأنشطة الثقافية في معرض الكتاب، كما أنه أعجب بما تقدمه الثقافة الأفريقية من ثراء فني وأدبي، إذ قال: "أفريقيا هي ذاكرتنا ومستقبلنا، وهذا بفضل اللقاء الذي أتاحه المغرب مع دولة البرازيل".
جدير بالذكر أن تونوس، الأستاذ في جامعة السوربون في باريس، برازيلي من أصل إيطالي وبرتغالي، انتقل إلى أوروبا في عام 1988. وفي موضوع الهجرة، يقول تونوس: أنا أيضًا مهاجر، وقد مررت بهذه التجارب. أشعر أنه يجب عليّ التحدث عن ذلك، فأنا أشعر أنني محظوظ، فهذه مواضيع أساسية تتشابك مع الإنتاج الفني، فكيف يمكن للفن أن يتحدث عن تلك المواضيع ويساعد فيها من خلال طرح التساؤلات، وليس عن طريق الصمت.
أما مجالات تخصصه فهي الأدب البرازيلي المعاصر، نظرية الأدب، والأدب المقارن. ويعمل دومًا بشراكة وتعاون مع الباحثين حول موضوعات الهجرة. كما أنه عُيّن مستشارًا لمهرجان باريس للكتاب سنة 2015، حين دعيت البرازيل كضيف شرف. وهو مبدع فكرة "ربيع الأدب البرازيلي"، المشروع الذي رأى النور في باريس سنة 2014.