لكل إنسان أكثر من حكاية واحدة، لذلك تبحث بطلة الرواية عن حياتها الحقيقية، في رواية "سيرة الكائنات" التي صدرت مؤخرًا للكاتبة ياسمين مجدي عن سلسلة "إبداعات" بالهيئة العامة لقصور الثقافة، ويرأس تحريرها الكاتب عمر شهريار، ومدير التحرير الكاتب سعيد شحاته.
نقرأ في الرواية عن السيرة الأولى لزهرة، والسيرة الثانية، والسيرة الثالثة، وفي كل مرة نقابل حياة جديدة للبطلة، وسنكتشف أن سيرة حياتها هي سيرة لكائنات أخرى كثيرة. كذلك إذا حكت أي امرأة سيرتها فستكون هي سيرة لكثير من الكائنات.
تخوض بنا الرواية في سيرة الأمومة أيضًا، فتقول البطلة: "الشيء وعكسه في الأمومة… أنسى أفكاري مرة فوق الغسالة الملابس، ومرة على أحد أرفف الثلاجة، أو في علبة الحياكة…أريد حائطًا زجاجيًا يفصل بيني وبين الأحداث حولي، يعزلني عن الصراخ وشجار الصغار والمعارك المتواصلة التي نخوضها ليتناولوا الطعام ويرتدوا الملابس".
تحاول زهرة الخروج لعالم يخصها وسنجدها بطريقتها تطلق محاولة اسمتها "سمكة القرصان" وتراقب الناس وهم يشتروا لوجوههم أقنعة القسوة، مع محاولات للتلصص عليها، وتعاين نمو لكاميرات المراقبة في المكان. وفي النهاية ستجد السر الموجود بداخلها لتنجو إلى سيرة حياة تصنعها بنفسها : "بعد مشوار طويل من الصمت والاختباء، سيدة لا تنتظر أن يحرر أحدهم أصواتها الداخلية، أو يفهم القلق العميق الطويل، إنما تفتح الأبواب لنفسها".