يكتب الشاعر المغربي المغترب نصا شعريا أقرب الى سؤال كبير عن الكتابة الشعرية وجدوائيتها وعن الشعر ماضيه وراهنه ومآله وعن البناء الأمثل وعن قصيدته التي ظل يجاريها ويتلمس لغتها لعلها تصطفي مرآته.

كأني أحرث أرضا بورا

بن يونس ماجن

 

لا املك بيتا من بيوت الشعر

ولا بحرا من محيطاته

بل لدي كلمات يتيمة

اصطلي بها

امام جدوة محتضرة

وشمعة حزينة في مهب العاصفة

 

ذبحت كل احلامي وقرابيني

واحرقت مسوداتي

على محراب الشعر

ثم دخلت يوما

معبد الالهام

فلم يتقبل توبتي

وتوسلت الى القمر

فلم ينر سبيلي

 

لن اغادر هذا الحلم

وانا متحزم بكابوس الاوهام

لوكان الامر بيدي

لنبشت ذاكرة الاعوام

ثم القي اللائمة

على تعاسة الايام

 

كأني احرث ارضا بورا

اسأل الشعر فيجيب:

هل تريد فجاج الارض

ام غبار القحط؟

ام حصاد قافية

لفظتها بحور مفخخة              

 

في راحة يدي قصيدة

لم اقراها بعد

منعني مقص الرقيب

من كتابتها

 

اربعة عقود

وما زلت احفر على جدران المنفى

حتى اتباعي من الغاويين

فقدوا بوصلة التيه

هكذا هي تجربتي الشعرية

شغب تحت ظل شجرة

امام قطار سريع صادم

يتماهى مع سراب المسافات

ولن يعود ابدا الى المحطة

 

في كل لحظة حرجة

امعن النظر في ورقة بيضاء

على منضدة مهترئة الاضلع

لا استطيع استيعاب المسارات الحلزونية

 

بعضهم يسألني:

متى تعود امورك الى نصابها؟

اقول لهم:

سوف أحذف خمس ثواني

من ساعة يدي

وسانتظر

رعشات شاعر هرم

فقد الذاكرة

لينبهني عن الاخطاء الجسيمة

وغير المقصودة

التي ارتكبتها في خربشات

 نصوصي الرديئة