إيقاعٌ لفرحٍ مُتأخر
ما زالَ نبضُك في وجهي وأخيلتي
يرممُ القلقَ الخمْسين من عمُري
و يشتلُ الفرحَ المنسيَ من زمنٍ
فيهزمُ الدمعَ من حقلي ومن شجري
سِرٌ بنبضِك لا أدري كنايتَهُ ..
تعيا لغاتُ شعوري كُنْهَهُ القدري
فأستعيرُ فُهومي كي أعيْ لغةً
ترمي دلالتَها في موقدِ الخطرِ
لا لحنَ يُشبهُني ..
قيثارتي انتفضتْ
كي توقدَ النغمَ المسجونَ في وَتَري
*** *** ***
أنت ابتكارٌ أتى في لحظةٍ مَطَرٍ
هلّا حضَرتَ غيابي ساعةَ المطرِ؟؟
فإنني جُزرٌ غابتْ مرافئُها
تومي فناراتُها صوبَ المدى القَمَري
كاتمتُ حبّك عن (غَيرٍ) يُراصدُني
حتى اكتفى وَلَهي من متعةِ النَظَرِ
(لا بأْسَ):
أذكرُها دوماً وأقنِعُني
بعْضُ (التِبرْبِشِ)* يعني منتهى البَصَرِ!!
*** *** ***
أخيطُ سمْعي على إيقاعِ ضحْكتهِ
فأرتديه حضوراً في مدى سَفَري
يُرقِّصُ الشايَ في كوبي وأُسْكِتُهُ
ويوقدُ النومَ من ليلي ومن سَحَري
أخشى غمامةَ تيهٍ ترتدي أفُقُي
فيبْهتُ اليَنَعُ الورديُ في ثَمَري
أو ربما قَدرٌ أخشى خيانتَهُ
يرمي بأخيلتي في وحشةِ السَهَرِ
أو ربما... أمَـــــــــــــــــــــــــــلٌ ... آتٍ يُكللُني
أنثى من الوردِ
أوعِقْداً من الدُرَرِ ...
كمْ أشتهي وطناً من نبضِ ضحْكتِهِ
يجلو دخانَ المدى عن نفحهِ العطِرِ ...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• احالة نصية الى مَثَل شعبي عراقي معروف (التبربش و لا العمى) كناية عن الرضا عن اقل العطايا اهون من الفقد التام.
طبْعُ السَفَرجل
إلى متى ؟ يا أنا.. أهوى و أزجرُني
وأحتسي قدحاً مرّاً و أكسرُني
تتابعتْ سُرُفُ الاقدارِ في طرقي
اذ كلما مشت الاقدارُ تهدرُني
فأنتهي حلماً في بوح أسئلةٍ
لا تستقرُ على جرفٍ سيغمرُني
أبسّطُ اللغةَ الخرساءَ في وجعي
أحيلُها مطرا ..يصحو ويسكرُني
الى متى؟ يا أنا ..
أنسى واذكرُني
أشتتُ الوردَ في حقلي ..... و أبذرُني !!
*** *** ***
الى متى؟ يكثرُ التسآلُ في لغتي
يؤنبُ الصمتَ في حرفي و يعذرُني ؟!!
فلا انا أذرُ التسآلَ من قلقٍ
و لا يكفُ جفافُ الوقت يمطرُني
و لا تكفُ حروبي عن مغازلتي
فأهزمُ الملحَ في جرحي
وأنصرُني ..
فلا تهابُ قلاعي إن غدتْ مزقاً
فالروحُ أنثى برغم التيه تذكرُني
مهما بدتْ حُرقٌ تتْرى على حُرقٍ ..
أطوي أهلتها .. والضوءُ ينشرُني
أنثى المصابيح ... أشدو نبضها عمراَ
تشتاقُ أزمنتي والعمرُ يعبرُني
فلا حكايا تلمُّ الملحَ عن سفري
و لا يكفُ العمى عني ويبصرُني ...
*** *** ***
هل هكذا نبضتْ كل الدفوف معاً
تموسقَ الهمَ في قيدي و تأسرُني ..؟
أقاومُ الآلةَ الخرساءَ في وتري
أعرّف الشجنَ الابهى و ينكرُني
أنثى المصابيح .. تكوينٌ يشكّلني
إذ طينُ فخّارتي بالحرفِ يفخرُني
اذ لا يشعُ ضيائي في مدى افقٍ
الا إذا هالةُ الالفاظ تغمرُني ...
فأستعيرُ مجازي من هوى عبقٍ
لا أشتهي أبدا معنى يُكررُني ...
*** *** ***
طبْعُ (السَفَرجل) .. يُظْميني بلا عطشٍ
حتى كأن ثراءَ الكونِ يفقرُني
ألملمُ الحرفَ من طيني
و أصنعُني
و أستعيرُ أساليبا تُعبّرُني
حتى اذا نبضَ الانسانُ في ورقي
أشاكسُ الشعرَ في لفظي وأنثرُني
لكنني وترٌ يشدو إذا عزفتْ
الحانُ قافيةٍ توحي وتسحرُني
إلى متى؟ ها أنا .. جرحٌ وقافيةٌ
أرنو إلى لغةٍ أخرى تقدّرُني ..
يا... اطمئناني
أنّى لها الصبر.. ؟؟ أم أنّى ترى شكلهْ؟
تزاحمتْ صورٌ في عينها الطفلهْ
تراودُ السُهْدَ عن عينٍ مشاكسةٍ
لم تتقنِ الغمْضَ .. او لم تكتحلْ ظِلهْ
لم تعرفِ البوحَ ..لا تدري مَفازتَهُ
تدري الحروفَ سُدىً في غيبة الجُملهْ
ينمو لها سفرٌ في رمل اغنيةٍ
نيسانُها حلمٌ لاترتدي حقلهْ
لا لحنَ يشبهها .. ظلتْ مُكبلةً
تموسقُ الجرحَ في قيثارة القُبلهْ
تقسو على نفسها دوماً وتعذرها
وترتجي مرةً من دهرِها مهلهْ
ستطمئن..
عسى.. سعف يظللها
فمن نثيث شفاه ترتوي نخلهْ..