سبق أن قدمت له الكلمة ديوانا شعريا في أحد أعدادها وها نحن نتقاسم هنا قصيدة للشاعر المصري وفيها ننصت لدقات الزمن واستعارته بنفس حكائي وبعمق بصري تعيدنا لعوالم الشاعر الذي رحل عنا قبل خمس سنوات من الآن، "النجار" الذي بدأ نشر أشعاره منذ بداية ستينيات القرن الماضي، وقضى مرحلة مهمة يعيد كتابة بوابات التراجيديا، غير أنه هنا غير فصوله قليلا كي يصحبنا في فيلم شعري قصير جدا.

غيَّرتُ فصولي

حسن النجّار

 

قابلني رجل في السبعين

رجل أعرفه،

ولا يعرفني

رفع القبعة وحياني،

ومضي

 *

رجل من عامة أبناء الشعب

يدعي "صدِيق"

أَقسم أنه لا يعرفني

لم يرني من قبل

لا تشبهني

ثوبكَ غير ثيابي

وخطاكَ علي الدرب

تنوء بثقل الأشياءِ

غير خطاي المنهمرة

لاتشبهني ..

 

أفسحتُ له في مدن الليل طريقا،

ومضي ...

أضأت له المشكاةَ

كي لا تتعثر في روثِ الليل

خطاه المرتجلة.

وشُغلتُ بفحص ملفَّات الأسماء لديَّ

من زمنٍ لم يعبر هذا الدربَ

سوي هذا الرجل الجالس عند الماء .

*

رجل طرق عليَّ الباب

وناداني باسمي

قلتُ :

صديقٌ أنت ؟

قال :

ابتسم الآن فقد غيرتُ فصولي

استبدلتُ الماء بماء

ولبست قلنسوة المداحين الفقراء

قلت لهٌ : ادخل..

فدخلتُ .

 

هامش:

من مواليد 1938 م في إحدى قري دلتا مصر تدعي بابل، ومن أعماله الشعرية: فصل في التراجيديا الريفية " طبعتان"، الوقوف بامتداد الجسد علي قصيدة الساعة الثانية، " أربع طبعات "، وأي حوائج معي؟ طبعتان ..، أسفار الملك الضليل، عرس في الدلتا " طبعتان "، قالت لي امرأة القصائد " طبعتان"، ينهض الدم، الغناء في أقاليم يارا.. ليلة أن أكلت القمر.. كونشرتو منتصف الليل، ينتظرونك عند النواصي... الآن يمكنك أن تسبقني إلي النهر.. هناك أكثر من غابة فلنذهب إليهم .. أرفع قبعتي للعابر نحوي . الى جانب أعماله السردية الأخرى مملكة اليوتوبيا. " قراءات في شعر الحرب "، نخلة الله وقصائد أخري " قراءة في شعر حسب الشيخ جعفر "، أيام جليلة (رواية)، ممر بهلر (رواية) . الرسم علي جسد الجميلة (رواية)، الأوديسة المصرية ، وقائع أيام الشَّدَّة " سيرة غير ذاتية لتشكيل ميداني في زمن الحرب" . عائد من الميدان .. وإليه " سيرة لأحداث الميدان"