نطل من باب الترجمة على نافذة الشعر الألماني الخصب برموزه وحدائقه الشعرية ويشكل الشاعر والكاتب إدوارد موريكه (1804 - 1875) أحد أشهر المبدعين في عصره، هنا قصيدة فارس النار والتي كتبت سنة 1841 نعود من خلالها الى شاعر ظل بخياله الخصب منفتحا على تنوع كتاباته الإبداعية شعرا وقصة ورواية.

فارس النار

إدوارد موريكه

 

هل ترون القَلنْسوةَ الحمراءَ

مرة أخرى،

عند النافذة الصغيرة هناك ؟

إنَّ شيئاً غريباً يجب أن يكون،

لأنَّه لا يزالُ يذهب صاعداً نازلاً.

بعد هذا التجمهر فَجأةً عند القنطرة ،

وراءَ الحقل!

أصغوا! إنَّ جرسَ النار الصّغيرَ يرنّ :

وراءَ الجبل،

وراءَ الجبل

تُوجَدُ نارٌ في الطّاحونة!

أنظروا ! هنا يقفز بجنون

عَبْرَ البوّابةِ، فارسُ النار،

على ظهر حيوانه الهزيل،

كما لو أنّه على سلّم النّار!

عَبْرَ الحقل، عبر الحرارة والدّخان

وقد كان يُسرع من قبلُ،

والآنَ هو عندَ هذا المكان!

وهناك الضَّجيجُ يتصاعدُ

مرّاتٍ ومرّاتٍ

وراءَ الجبل

وراء الجبل

تتأجَّج النار في الطّاحونة.

أنتَ الذي غالباً شمَّّ رائحةَ

الدّيك الأحمر من أميالٍ عدّةٍ،

وبقطعةٍ من الصّليب المُقدّس

وببراعةٍ سيطرتَ على اللهيب-

وا أسفاه! من روافد السَّقف هناك

يسخر العدوّ ُمنكَ في وهَج الجحيم.

فليكن الربّ رحيماً بروحك!

وراء الجبل

وراء الجبل

إنَّه يهيج في الطّاحونة.

لم تأخذها إلاّ ساعة فقط،

حتى تفجّرت الطاحونة إلى ركام;

ولكنَّ الفارسَ الشّجاعَ

لم يرَه أحد بعد ذاك.

ناس وعربات في تجمّع

عادوا إلى بيوتهم بعد ذلك الرُعْبِ;

وحتى الجرسُ الصّغير خرسَ:

وراء الجبل

وراء الجبل

تتوهَّج نار.

بعد هذا وجد طحّان

هيكلاً من العظام بِقَلَنسوةٍ

قائماً عند حائط القبو

جالساً على ظهر فَرَسٍ هزيل:

فارسَ النّار، كيف تمتطي الفَرَسَ

ذاهباً إلى قبركَ ببرودة جدّاً!

إنتهى! فَجأةً تفتَّتَ إلى رماد.

وراء الجبل

وراء الجبل

أسفل في الطّاحونة!