يبدو أنّ المدرسة الرّومانسية في الشّعر العربي، ما زالت تؤتي أوكُلَها في كل حين، وفي هذه القصيدة يحاول الشاعر محرر المجلة، أن يتغزل بالمرأة ـ المدينة، موظّفا قصيدة الشاعر الكبير مصطفى جمال الدين في بغداد، والمرأة هنا هي السّيدة العراقية التي تمثل الخصب الثقافي الرّافداني على مرّ العصور.

خذي زينتك عند كلّ قصيدةٍ

صـادق الطـريحي

 

وتمتعي بالشّعر، بالشّـهواتِ، بالقبل ِ

وتمتعي بشميم نهرٍ ... إنّه ُ

عشب ُ الخلودِ وفسحة ُ الأمل ِ

ودعي الثّيابَ شفيفة ً وقصيرة ً وعفيفة ً

كي أبصرَ الأسماء َ راقصة ً ..

كأطفالٍ بلا خجلِ ،

كي ألثـمَ الرّمّانَ ..

                مجنونين في البَللِ

وأشم َّ من ضوعِ العشيّةِ قبلة ً

تنسابُ هادئة ً معَ المطر ِ .

خذي زينتك عند كلّ قصيدةٍ

وعي المساء َ بحُمرةِ الشفتين والخدين منفعلا

ودعي الهواءَ بخَمرةِ النّـهدين مُمتلئا

ودعي المياهَ ..

         تمر ُّ أدنى صوتِك الوسنان ..

                      تنتقلُ ...

ودعي المياهَ نقيةً،

في جيدك النّبطيّ تغتسل ُ ...

خذي زينتك عند كلّ قصيدةٍ

ودعي القصيدة َ تقرأ القبلاتِ فوق شفاهكِ

ودعي القصيدة َ تفقه ُ الأحداثَ من تأويلكِ

ودعي الرّياح َ قوية ً تأوي إلى أحضانكِ

يا أجمل َ الفتياتِ ،..

يا أنثى أراقصها بلا وجلِ

يا صوتَ راهبةٍ إلى القدّاس أتبعه ُ

ويا صلواتِ سيدةٍ أعانقها..

                      تعانقني إلى الأجلِ.

خذي زينتك عند كلّ قصيدةٍ

ودعي ملامح َ وجهكِ العربيّ خمراً لا أفارقه ُ

ودعي ملامحَ شاعرٍ متنسكٍ متعبّدِ

قد كان َ هيّأ للشّرابِ كتابه ُ

يرويك ِ سافرة ً ببابِ المسجدِ

يرويكِ حاسرة ً وشاعرة ً وخاسرة ً

يرويكِ رابحة ً وراجعة ً وقادمة ً ..

وترويكِ القصائد ُ كلّها

ووريق ُ عمرِك أخضرُ.