تكتب هذه القصيدة في موضوع جميل، قلما انتبه له الشعراء وكتبوا فيه!! ما الذي أضاعته الحداثة منا!!؟ وكيف حدث ذلك، هذا ما تقوله هذه القصيدة القصيرة بتركيز شعري جميل.

ليلٌ مضاع

صلاح حسن السيلاوي

 

مزدحمةٌ بالنجوم وليست ليلاً ،

قمر يتجولُ فيها.

ذاكرتي التي تقطرُ سكّراً وطفولةً ،

جرجرتها الحروبُ من عباءات الأمهات ،

ولم تتخلّ عن الركضِ بحدائقِ أحلامها.

لا أدري إن كنتُ حزيناً حين أكتب دهشتي من الحياة 

لا أدري إن كان رثاءً موجعاً،

ما تقوله الأيام المتراكضة بعيداً في صحراء المحو ،

أنا مشغول بالأيام والنسيان

حتى أني أحلم بالزمن الذي لا ينتجه الدوران ،

الحداثة أضاعت مباهجَنا المقمرة ،

بثت الظلمة في أحاديثنا.

السماءُ صدرُ عاشقةٍ سمراء

النجوم أسنان زنجي.

الثريا نصوصٌ في لغة النقاد،

التي ستستبدلها العصرنة بالمصابيح .

الملائكة المتنزلة على سطور المتعبدين

الشياطين المتصاعدةُ من قصائد المتغزلين

همسُ العنبِ وتفرط الرمانِ وخدائعُ التفاح ،

هذا ما أضاعته الحداثة مع الليل .