يعد الشاعر خضر خميس من رواد التجديد في الشعر العراقي ذي الشطرين، له بصمته الخاصة وموضوعاته المتفردة، وفي هذه الصورة المكانية ـ الزمانية لمدينة البصرة، يأخذنا في رحلة ماتعة مع التاريخ واللغة، وشخصيات البصرة.

بصرة المجد

خضر خميـس

 

من ايٌ نافذةٕ أطلّ على بهائِك

كي أنثرَ المعنى يرف على سنائكْ

أنت امتداد الصحو في ٱفاق ظلمتنا

وأنت ربى الجنوب يفيض اكليلا لنا وبخضرة

الكلمات من معنى وفائكْ

يا جذرَ (عتبةَ) وهو يفتتح الضياءَ

ينير أقبيةَ (الخرائب) باعثاً

من صهوة الامجاد درباً من علائكْ

يا ثغرَ درٌتنا تبسٌم منذ فجر الكون

يا شجراً لادمَ يرتوي من حضن مائك

وتراً ولحناً كنتِ حيث سما (الخليلُ)

بمعجم اللغةِ الأنيقةْ

و(العينُ) باصرةٌ لالفِ حكايةٕ

من سندبادِ الدهرِ والسفر الأليفْ

يا أيها الشّعرُ انتفضْ

هذا ابن احمد َ باعثُ الأوزان َ

في علم العروضِ و(واصلٌ) يصلُ الشروقَ

عطاؤهُ

وتفيضُ عزلتُهُ بآفاق المدى وهجَ ابتدائكْ

يا حكمةَ الماضيين مازالت أريجاً

تبعث (التبيين) فلسفةً لهذا العصر

ٱثاراً لجاحظنا الذي قد مات والكتب

استقرت فوق هالة صدرهِ

من ايٌ نافذةٕ أطلٌ

إذ أنتِ في الحلباتِ كلٌ

والأصمعي أنارَ مجداً

باسقاً والحرفُ أهلُ

وابو سعيدٍ حيث ظلّ

معلّماً ويداهُ حلُّ

ها أنتِ ملحمةُ السطوعِ

وبارقُ الإبداع ِ خلٌُ

كنتِ ابتداءَ مسلةِ الاكوانِ

إذ عيناكِ نخلُ

وسميرُ سيرتِكِ اشتهاءّ

ناصعّ وهواكِ عدلُ

يا ألفَ قافيةٍ تهجٌت

مقلةً وسناكِ فصلُ

يا انتِ، يا حلمَ القصيدةِ

ظلٌ ينبضُ من ربى جيكور

يبعثُ حلةً ومداهُ ظلٌُ

هذا ابنكِ (السياب) يشعلُ ثورةً

ويطيرُ اغنيةً ترفرف في مدى

الازمانِ. والأشعارُ وصلُ

من أيٌ نافذةٕ أطلٌّ

يا بصرةَ التأريخِ والابداعِ

والفيضِ المدوٌي في سمائِكْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مواليد 1949 ذي قار.  سوق الشيوخ

يكتب الشعر العمودي وشعر التفعيلة وقصيدة النثر، لديه ثلاث مجموعات شعرية:

طلاسم لزوال الخفوت،

تراتيل لاقاصي الجمر

أبوح بشجني