«لو أملك أن أغدو "طائر حسُّون" أطير إلى أرضك في الحال، أعيد إلى عينيك صور الجمال، بألوان ريشي أبهرك، فتعود ابتسامتك.»
«مصنع السكر»
"مصنع السكر" رواية محمد شعير الثانية التي صدرت عن دار غراب للنشر والتوزيع سنة 2023م. جاءت في 298 صفحة من القطع المتوسط. يتضح من النص الذي افتتحت به هذا المقال رغبة السارد في إعادة الجمال بطرق شتى إلى هذا الواقع الممتلئ بالصراعات والحروب والأوبئة؛ لتعود الابتسامة الموعودة على شفة من تحتل لوحة الغلاف.
عند تناول الأعمال الإبداعية يقفز إلى ذهني تساؤل مقيم لا يكاد يبرح تفكيري: لماذا نكتب؟
تأتي الإجابات متنوعة يفرضها العمل محل الدراسة، نكتب لإعادة النظر فيما مرّ من تجارب، نكتب للاستشفاء وترميم النفوس، نكتب للمكاشفة، نكتب لأننا نجد الوجود في الكتابة هو الأبقى. يعلن محمد شعير منذ السطر الأول من الرواية إجابته في جملة واحدة جاءت في المفتتح: "أضيئت الأنوار"؛ لتكون مفتاح الكتابة عنده، الكتابة إضاءة، الكتابة كشف، الكتابة إعادة قراءة ما حدث في عالم يمور بأحداث لا تهدأ، خصوصًا ما حدث في أعقاب سنة 2011م، وما تعرضت له دول عديدة في وطننا العربي. فالرواية تعيد قراءة ما حدث في سوريا عبر قصة عشق تجمع بين فنان تشكيلي مصري وفتاة سورية تعمل بمديرية الثقافة بنزهة حمص. تجمعهما الثقافة والفن، لكن الجغرافيا والحروب والأوبئة تفرقهما، فتأتي وسائل التواصل الاجتماعي لتمنحهما فرصة الحياة الافتراضية عبر تطبيقاتها المختلفة. لكن الحياة بينهما تظل دومًا بين بين.
عدة رموز لابد من التوقف عندها قبل القراءة؛ لأنها قد تعد مؤشرات لما تحويه الرواية من أفكار.
- الرمز الأول: لوحة الغلاف التي تحوي عدة مشاهد اجتزأتها مصممة الغلاف ديما المصري، في أعلى الصورة مشهد لحرائق مشتعلة تسبب دمارًا هائلًا في الأبنية في إشارة واضحة للحروب المستعرة في مناطق شتى من العالم.
سيطر اللون الأسود الكثيف الناتج من الدخان المتصاعد، يتوسط اسم محمد شعير الدخان والنار. يقطر الدم من أعلى الصورة إلى منتصفها مجاورًا فتاة غاب معظم وجهها تحت الرماد المتساقط من الحرائق، يبدو فمها بشبح ابتسامة، يجاور الفتاة من الجهة الأخرى مسدس مصوب للفتاة تجاوره وردة في خلفية صفراء في إشارة إلى القحط والتصحر الذي أصاب الحياة، في الرواية يأتي على لسان (ورد) هذا المقطع الذي يشغل حيزًا في الغلاف كما أشرنا "ماذا لو كنا منذ الميلاد معًا؟ غرست في أرضي أو أزهرت في أرضك؟ في الواقع لا الأحلام؟ أما كنا سنصير شيئًا واحدًا؟ حلمًا متحققًا؟ يواجه حرب الدنيا بثبات وفرحة؟ بسلاح ووردة؟ أما كانت الدنيا ستغدو جنة؟!" ص51.
يأتي عنوان الرواية "مصنع السكر" مائلًا مستندًا على صدر الفتاة. في أسفل الصورة أقصى الجانب الأيسر يسير شاب وفتاة يجاورهما حائط متصدع يلف الغلاف الخلفي للرواية أيضًا. هل هذا التصدع إشارة واضحة لما أصاب الأبنية والنفوس؟ لو قارنّا بين الرموز الإيجابية والرموز السلبية لطغت السلبية والسوداوية. هل هذا يعد مؤشرًا؟ ربما.
- الرمز الثاني: العنوان "مصنع السكر"، ينتمي هذا العنوان إلى التركيب الاسمي، وقد حذف منه المبتدأ الذي يمكن تأويله: (هؤلاء مصنع السكر) أو (هن مصنع السكر) الذي جعلني أقدر ذلك لورود مركب (مصنع السكر) في أكثر من موضع في الرواية مقترنًا بأسماء بطلاته، فهُنَّ محل الانفعال، فيقول:
"ورد هي حبيبتي التي حررت روحي.. هي صانعة السكر في حياتي..ورد هي ورد فحسب.. ألا يكفي هذا؟! ص60
وقوله أيضًا:
"فليكن الداء هو الدواء، فلتكن سهير هي مصنع السكر الذي لا يتوقف ساعة أو لحظة، خطوط الإنتاج فيه بشخصيتها وأخلاقياتها ومنحنيات جسدها، والتناغم الفريد بينهم جميعًا في سلوكياتها، أمر يصعب وصفه بالكلمات."
ص 93
وقوله أيضًا:
"لتعرفي.. أو لا تعرفي.. أمي هي من ساقتني إليك، إلى زوجتي قبلك، أمي التي لم تحتضني يومًا، لم تربت على كتفي، لم تشد على يدي، فرحتُ أبحث بذاتي، في طريقي، لعلي أتذوق طعم السكر في حياتي." ص 91.
نلحظ تلك الإشارة إلى العلم المؤنث واعتباره مصنع السكر الذي يعطي للحياة بهجتها المادية والمعنوية، متمثلًا في سهير السكري، ورد ناصر عمار.
يمكن قبول هذا التأويل وفق منطق (زياد) ورؤيته لدور المرأة في حياته، لكن ثمة تأويلًا آخر للعنوان وفق رواية (ورد) عن أمها وما حدث لها وعلاقتها بمصنع السكر في جسر الشغور بسوريا، يمكن تأويل المبتدأ المحذوف: (هنا مصنع السكر) في إشارة إلى المكان الذي سيشغل حيزًا كبيرًا في بناء الرواية، يقول محمد شعير على لسان (ورد)
"في العام 1965، حلَّ على (جسر الشغور) في إدلب، أرض أمي وافد جديد، غيَّر الحياة على الأرض، جمَّل وجهها بالأمل. أقيم معمل السكر."
يقول أيضًا على لسان (ورد):
"تمددت زراعة الشمندر في البلاد، في حمص والحسكة، حماة وريف دمشق، وأقيمت المؤسسة العامة للسكر عام 75، ليبدأ إنشاء أربعة مصانع جديدة في دير الزور والرقة، تل سلحب ومسكنة. تمضي السنون ويظل معمل جسر الشغور هو نزهة أمي وفرحتها... لكن آه يا أمي لا تدوم الحياة على حالها."ص128.
لذا فمصنع السكر في جسر الشغور قد شهد أحداثًا درامية حولت حياة أبطال الرواية في سوريا إلى مآسٍ متجددة.
- الرمز الثالث: الإهداء
يفتتح محمد شعير روايته بقوله في الإهداء:
"إلى الإنسان في كل مكان.. إلى البشر.. في مصر وسوريا بعد ما كان"
يمنحك الإهداء أيها القارئ علامات لغوية تكشف بعض عناصر الرواية، فالرواية إنسانية، إذن فهي تناقش قضايا عامة لا تتعلق بجنس أو لون أو دين، هذه مزية الأدب عندما يلمس روح الإنسان فينا بغض النظر عن مكانه. ربما يكون هذا هو هدف الرواية العام، قضية الحب في زمن عزّتَ فيه المشاعر وأصبحت من الرفاهية. ثم يخصص الكاتب الفئة المستهدفة؛ البشر في مصر وسوريا، هذا يشير بوضوح إلى أبطال الرواية الذين يضطربون عبر سطورها من رجال ونساء، محلقين بأرواحهم بعد ما عانوا من أحداث شهدها العالم العربي بعد عام 2011م.
يمكن أن يكون هذا الإهداء بكائية لهؤلاء الذين رحلوا، وهؤلاء الذين ما زالوا يعانون من تبعات ما حدث لهذه الشعوب وحضاراتهم الممتدة عبر الزمن.
اللغة في رواية "مصنع السكر"
تتعدد مستويات الأداء اللغوي في هذه الرواية متخذة مظاهر عدة، كوَّن محمد شعير نصه من طبقات متعددة، اللغة الفصحى، اللهجة السورية، اللهجة العامية المصرية، الأشعار، الأغنيات، التناص مع القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، الأمثال.
- اللغة الفصحى بين التسجيلية والمجاز:
اتخذت اللغة في رواية مصنع السكر عدة وجوه أسهمت في إنتاج نص بالغ الحيوية؛ لتعدد أطيافه. تشكل اللغة المجازية ملمحًا أسلوبيًا مهمًا من ملامح الرواية، يقول: "هكذا أنا دومًا... هكذا يجري مسار النهر في حياتي... يظل يراوغ مجراه في سبيل الحلم، يضيق حوضه، ويتسع، تنخفض سرعته، وترتفع، لكنه يواصل المسير، وما إن يكاد يصل حتى يراوغه الحلم، فيتعثر، وينضب، يقف، ويجف!. كأنني نهر صاعد إلى السماء، مهما يمتلك من قوة ويرتفع، لا يلبث أن يعود فيسقط من عل، متناثرًا، مشتتًا، مفتتًا، فلا ينفع الناس، ولا يمكث في الأرض، بل يحفر فيها، يسكن باطنها، يذوي داخلها، أو يبقى نثاره فوقها لحظات، ثم تذروه الرياح. هكذا أنا دومًا." ص89.
اعتمد محمد شعير في صياغة لغته المجازية على الصور البلاغية، الموسيقا الداخلية للنص، مثل حروف المد، المحسنات البديعية، التنوين، التناص القرآني، كل هذا أكسب النص السردي ثراءً في اللغة وغنى في المضمون. في أحيان أخرى تعتمد اللغة المجازية على الحذف، وعلى الأسلوب الإنشائي المعتمد على الاستفهام وما يثيره من تأويلات وإشراك المتلقي في السرد؛ كي تتعدد الرؤى ويصبح القارئ مشاركًا في إنتاج النص، كما سيتضح في قوله:
"أكان لابد أن تضيء الأنوار في غرفة الأحزان؟! أن تشعل النيران في بئر الذكريات؟! تفجر الجرح القديم في نفسي فنزف، لفظ من داخله حمم الدماء، دماء فاسدة جرت على لساني، استحالت في الحال إلى كلمات." ص88
مثال آخر للغة المجازية:
"في طريق عودتي، رسمت الحيرة غلاف كتاب أفكاري، وتلونت بسواد الحزن أرضيته. ولكن أستطيع الآن أن أضع بذاتي عنوان الكتاب، العنوان هو: "ولكن" ص59.
- ثنائية اللهجة:
تمثل اللهجتان المصرية والسورية مظهرًا أساسيًا من مظاهر السرد والحوار في الرواية، فالشخصيتان الرئيستان تنتميان إلى مصر وسوريا، زياد- ورد، وإن سيطرت اللهجة السورية، بينما جاءت اللهجة المصرية في الحوار فقط. من هنا أتت اللهجتان متجاورتين منذ مطلع الخطاب في الحوار التالي:
- "شِفْتَك؟! أخيرًا شِفْتَك!"
- "أخيرًا شُفْتِك". ص7
وقوله أيضًا:
"أستيقظ صباحًا على خمس رسائل: "فيق.. فيق.. فيق.. لهَّلأ نايم يا كسلان؟ اشْتقتِلَّك. تتسع ابتسامتي قبل أن يكتمل اتساع حدقة عيني، يغمر الضوء النفس بينما لا تزال العين تخشاه. بغفوٍ أرد: "صباح الخير. صحيت." ص 28.
وقوله أيضًا:
-" عايز أقول لك حاجة يا ورد.
- شو حبيبي؟ قِل لي
- متردد.
- ليش يا قلبي؟ زيح عن قلبك.. احكي.
- خايف تزعلي.
- ولو..ما بازعل منك.. أنت حبيبي شو ما صار.. شو ما بدك احكي" ص47
إن استخدام اللهجة السورية جعل القارئ يعيش في سوريا، في حواريها وشوارعها ووسائل مواصلاتها وأسواقها ومصانعها، خصوصا معامل السكر التي تحمل الرواية عنوانها مستندة في جانب منها ما وقع في مصنع السكر بجسر الشغور في سوريا.
لذا نستطيع أن نقول إن اللهجة السورية قد شغلت فصولًا من الرواية على لسان ورد، إذ جاءت لغة السرد والحوار بهذه اللهجة مما أثرى المعجم اللغوي للرواية وقرَّب الأجواء السورية للقارئ المصري والعربي، فاللغة المحلية هي اللغة الحميمة التي تحمل الأماكن والبشر والأفكار والعاطفة والتاريخ والفن لشعبها.
حملت لنا الجغرافيا ممثلة في الأماكن، المدن: دمشق، حمص، حلب، درعا، إدلب، الحسكة، الرقة، بانياس، جسر الشغور، تدمر، دير الزور.
حملت التاريخ، فقد حوت اللهجة السورية تاريخ الشخصيات المتمثل في عائلة (ورد)، لا شك أن التاريخ الشخصي يتقاطع مع التاريخ العام.
حملت الأغنيات التي اختارتها (ورد) بعناية؛ لتنوب عن المشهد السردي، وقد تكرر هذا الأمر أكثر من مرة في الرواية.
حملت اللهجة أيضًا متاعب الحياة وتفاصيلها الصغيرة: "مو بس هيك يا زياد، كل شيء صار غالي بشكل جنوني، بالأخص بعد قانون البيوع العقارية الجديد هاد، الإيجار يعادل قيمة المنزل كملكية قبل ثماني سنوات حتى وصل إلى 125 ألف ليرة شهريًا في منطقة عشوائية مثل (دف الشوك)، وفي (مشروع دمر) بلغ مليون ونصف المليون ليرة أي أكثر من أربعمائة دولار." ص 80:81
حملت اللهجة السورية التي أوردها محمد شعير على لسان (ورد) بعض الأكلات السورية، وكأن نص الرواية هو إعادة ترسيخ الهوية في رغبة صادقة في ترميم النفوس، واستدعاء لحظات صفو قديم:
"سكتُّ وواصلتُ الاستعداد لاحتفال المساء بعيد ميلادي مع (شام) وأسرتها وأخي وأسرته، بعد قليل اتصل: بتطبخي ايه؟ أنا جعان، هكذا بدأ. ابتسمت لكن رددت بكلمة: "شاكرية"..مين؟! شكرية؟! يضحكني هذا المجنون فأفشل في إظهار الغضب. نشتهر نحن الحماصنة بخفة الظل ومحبة الضحك، لكن من ينافس المصريين؟! رددت في الحال بلهجته: شكرية إيه بس يا ابني؟! شاكْرِيِّة، تطلع إيه الشاكرية دي كمان؟! أكيد هي شكرية طبعًا. لكن غيرتوا اسمها لإخفاء الجريمة. بتاكلوا لحوم البشر؟!
(الشاكرية) أكلة منتشرة عندنا في سوريا، هي لبن مطبوخ باللحم، وقد يضطر الفقراء لطبخها بالفروج، لكن اللحم متوفر لديَّ اليوم بحمد الله، وسوف أعد معها أرزًا بالشعيرية التي تسمونها أنت لسان عصفور، وكنت فكرت في عمل كِبَّة أو رز وبامية، لكنني فضلت الشاكرية؛ لأنها أكلة فخمة نحبها كثيرًا في حمص، فهمت عليِّ يا شكري أنت؟ ص74
إن إيثار محمد شعير استخدام اللهجة السورية يأتي لتجنب الفاقد الدلالي الذي ينتج أحيانًا عندما نعبر بلغة محايدة وصفية، قد تحمل الأفكار؛ لكنها لا تحمل حميمية الحياة وصخبها، وللحفاظ على إرسال المبنى والمعنى دون أي فاقد في الدلالة التي يريد إيصالها.
لكن عندما يأتي حديث (ورد) عن بعض الأمور العامة يكون التعبير بلغة تسجيلية خالية من اللهجة السورية، وهذا أعده تناقضًا بين ما اختاره للشخصية من معجم يتكئ على اللهجة السورية، هناك أمثلة عدة لذلك منها حديث ورد عن مدينة (تدمر): "هذه المدينة التاريخية العظيمة التي تقع في الريف الشرقي لحمص ترجع إلى أكثر من ألفي عام، وهي مدرجة على قائمة (اليونسكو) للتراث العالمي للإنسانية، لكن الإرهابيين من تنظيم (داعش) الذين استولوا عليها عام 2015 قاموا بتدمير وتفجير كثير من آثارها بدعوى أنها أصنام، وساوموا العالم الأثري الكبير الدكتور خالد الأسعد لمعرفة أماكن كنوز الذهب." ص117.
- اللغة وأسماء الأعلام:
شكلت أسماء الأعلام ملمحًا أسلوبيًا في بناء رواية "مصنع السكر"، فالأسماء تنبئ كثيرًا بتصرفات أصحابها وتاريخهم، وقد تكون دلالتها متطابقة أحيانًا، ومتضادة في كثير من الأحيان.
من أسماء الأعلام التي تتوافق أسماؤها مع تاريخها وتصرفاتها:
- (شام عاصي) صديقة ورد التي تظل تحمل روح الشام التي استعصت على الضياع، ظلت مقاومة وهي التي استندت عليها (شهد) في غربتها، وأنشأت جمعية في ألمانيا لتعريف السوريين بحضارتهم.
- (حافظ) شقيق ورد الذي ظل محافظًا على عمله وبيته ومبادئه التي يؤمن بها.
- (فارس) شقيق ورد الذي مات شهيدًا في تلك الصراعات الدائرة بين الدولة السورية وفلول داعش التي اجتاحت المدن محطمة كل ما تقابله من حضارة ومعالم.
- (علياء الجمال) زوج زياد التي تسامت على ما يفعله، صبرت أمام نزواته الكثيرة، فقد جاء اسم العلم معبرًا عنها.
- (شهد ثابت) بنت زياد التي أعادت كتابة الرواية من وجهة نظرها في محاولة في قراءة الأحداث والحواث بعد عقود؛ لكي نرى ما حدث بتروٍ.
"أنا يا أبي كنت عكسك، عرفت العلم والكتب ولم أعرف البشر، لم أفكر، ملكتني المعرفة ولم أملكها، وهجرت مؤسسة الزواج بالكامل، لست ضدها أو معها، إنما بعيدًا عنها من الأصل، نشدت بمفردي، بحريتي أن أتذوق طعم السكر، فما وجدت غير السكر بعلمي وعملي. الأحلام قد تسكر يا أبي، بينما تبدو حلوة كالسكر... أما مذاق السكر فلا يأتي إلا بالشدة." ص258
أما أسماء الأعلام التي جاءت بدلالات مغايرة لمعناها، مثل:
- (ورد ناصر عمار) قد يحمل هذا الاسم دلالات مناقضة لمعناه، فهي وردة تعاني خراب وطنها وتعيش في بلد داعش كانت تعيث فسادًا في أماكن كثيرة.
- (زياد ثابت) زياد المتأرجح بين معجباته ورد وسهير وأخريات، هو رهن الآخر الذي يقربه ويبعده.
لقد نجح محمد شعير في توظيف اسم البطل في الرواية، ليس هذا فحسب وإنما استطاع رسم شخصيات تتحرك في مشاهد نراها أمامنا من خلال تقديم قرائن نفسية وجسمية جسدت هذه الشخصيات، فجعلتها نابضة بالحياة.
إن رواية "مصنع السكر" قد عالجت هذه العلاقة الممتدة الراسخة بين مصر وسوريا عبر تاريخهما الممتد، وذلك من خلال ذكر التواريخ والحوادث التي أرخت التاريخ المشترك الذي جمع الشعبين.