أقرب الى سيرة شعرية يكتب الشاعر الكردي حسين حبش (مقيم في بون)، نصا عن أرضه المسلوبة والتي أمست حلما يتكرر في جسده وروحه وملاذا يتلمسه من خلال اللغة ومن خلال القصيدة وهي تحاول لملمة الصورة يكتب الشاعر عن أرضه وموطنه عن شجرة ميلاده عن العصافير التي تغني اسمه عن الأم والأب والعائلة جميعهم ظلوا يسهرون على قمر أشجار الصنوبر في اللحظة التي كان فيها الشاعر يكتب وجعه الخاص.

في ينز أو في عفرين

حسين حبش

 

في يوم ما
ولدت في ينز أو في عفرين
أخبرتني أمي كليزار أو أمي مارغريت
بأنه في يوم مولدي
نبتت أشجار كثيرة في القرية
طارت عصافير من كل مكان
وحطت على الأغصان الطرية للأشجار التي نبتت بكثرة!
ربما غنت تلك العصافير لمجيء المولود الجديد!
في يوم مولدي كان الجو مكفهرا والحياة مخيفة في عفرين!
وكانت ينز تمشط شعرها بأصابع الريح
وتذهب في نزهة إلى الغابة المجاورة
كعاشقة تذهب للقاء عشيقها.
بعدها بسنة بالضبط
ولدت في ينز أو عفرين ربما
فتاة جميلة بعينين زوقاوين
أخبرتني أمي مارغريت أو أمي كليزار
بأنه في يوم مولدها نزلت قطعة سماء زرقاء وقبلت عينيها
ورفرف سرب فراشات ملونة وحطت على جسدها
ثم أتت غزلان كثيرة من الغابة المجاورة
تفحصت قدميها، وقرأت شيئا في أذنيها الصغيرتين.
رقصت أشجار الصنوبر والحور الباسقة
وغنت عصافير كثيرة لأجل ولادتها.
لذلك عندما كبرت البنت صارت
بعينين زرقاوين
وجسد رشيق
وقدمين خفيفتين
وقامة ممشوقة
وصوت مليء بالأنغام والموسيقى
في يوم مولدها كانت ينز تمشط شعرها بأصابع الريح
وتذهب في نزهة إلى الغابة المجاورة
كعاشقة تذهب للقاء عشيقها.
في عفرين كان ما زال الجو مكفهرا والحياة مخيفة!
بعد سنوات طويلة، طويلة جدا
ستلتقي روح الفتى الكردي الذي ربما ولد في عفرين أو في ينز
وروح الفتاة السويسرية التي ربما ولدت في في ينز أو في عفرين
وسيتحد قلبيهما في بلاد بعيدة ومدهشة تشبه الخيال.
الفتى الكردي والفتاة السويسرية
اللذان ولدا من أمين عظيمتين
في ينز أو عفرين
قد أصبحا روحين في جسد واحد
وقلبا واحدا ينبض في جسدين.
أصبحا واحدا
ونسيا كل الأرقام الأخرى!
ويقولان معا
نحن
واحد
ولا شريك
لنا
يا
حبيبتي
يا حبيبي
وسنبقى واحدا
ولن تفترق روحينا أبدا..