يأتي الشاعر الهندي شيفا براكاش (مواليد 1954) من منجز شعري مختلف يقدم صورة مصغرة على هذه الهند الملتبسة والمشحونة بثقافات متعددة واللاتجانس، يكتب براكاش قصيدة تتأمل نصها المترجم، قبليا، بلغته لتخلق عبورا بين اللغة واللغة، حيث يصبح العبور نفسه امتداد شعري آخر بمجازاته وسحره وتصبح القصيدة قادرة على تجسير اشتباكات الهويات ويمتد سحر التوصيف لهذا "الآخر" كي يصبح حلولا لهذه الذات التي تنكتب.

أنا تُرْجُمانُك

شيفا براكاش

ترجمة: خالد الريسوني

 

أنا تُرْجُمانُك.

دعني أترجِمُ دموعك في غير أوانها

مثل الامطار شيرابونجي اللامنقطعة.

اختفاءاتك المُبَاغِتة

مثل قرن من الثلوج اللاتنتهي؛

هجماتك مِنْ غضبٍ

مثل بطن البراكين

اكتئابك

مثل الساعات

التي توقف حركة عقاربها.

ضحكتك

مثل انبلاج الشمس

في الضفة الأخرى.

أنت أجل

مثل فواكه بلا اسم

في جزيرةٍ مُوشاةٍ،

أنتِ لا

مثل حكاية حوادث الغرق.

انا تُرْجُمان.

اسمح لذاتي بترجمة

عينيك مثل ضوء،

فمك مثل رمَّانَةٍ منفلِقَة.

قدماك مثل جناحين.

صوتك العذب

مثل سوناتة متمهلة الإيقاع.

أنفاسك مثل الهواءِ المُعطَّرِ

لأغيالٍ مِنَ الصندل

لأرضيَ المهدَّدةِ بالانقراض.

لمستكِ

مثل نسيم وديان الهيمالايا،

مليئة بالأعشاب الطبية

ومياه ذوات طعمٍ معدنيٍّ،

كل شيءٍ يترنَّحُ

أمامَ خرَابِ الإنسان.

ولكن

عندما يتعلقُ الأمرُ بمعبدك المقدس

حيث،

في خضم النار الطقوسية والمشاعل،

الأجراس وآلات الغونج،

وغناء المنترات المقدسة،

الصواعد تنصهرُ

في نهر من اللهيب،

كل ترجماتي تفشلُ.

وهكذا فأنت قد ترْجَمْتِنِي

مثل ذلك اللسان الغبي

الذي ينتفض سُدى

لشاعرٍ ذي سمعة معينة.