فاز الروائي والشاعر الفلسطيني الأردني إبراهيم نصر الله، بجائزة نيوستاد العالمية للأدب لعام 2025، ليصبح أول كاتب عربي ينال هذه الجائزة التي تُعدّ من أرفع الجوائز الأدبية في العالم، وتعادل في قيمتها المعنوية جائزة نوبل في الأدب، حتى أنّ كثراً يلقّبونها بـ”نوبل الأمريكية”.
تمنح جامعة أوكلاهوما ومجلة “World Literature Today” هذه الجائزة، وقد منحتاها هذا العام لنصر الله، تقديراً لمسيرة إبداعية أعادت تعريف الأدب الإنساني من خلال تجربة فلسطينية تمتد بين التاريخ والخيال والمقاومة.
وتعقيباً على فوز نصر الله بالجائزة، قال المدير التنفيذي للمجلة، روبرت كون ديفيس-أونديانو، إنّ ذلك “يُمثّل لحظةً فارقةً في إعادة نظر الغرب في الثقافة الفلسطينية”، لافتاً إلى أنّ جلسات مهرجان نيوستاد الأدبي، المقرّر في تشرين الأول/ أكتوبر 2026، ستخصّص للاحتفاء بنصر الله من خلال مناقشة أعماله ومسار الثقافة الفلسطينية.
ويُعرف مشروع نصر الله الروائي باسم “الملهاة الفلسطينية”، وهو عمل ضخم يضم 12 روايةً مستقلةً تتناول الذاكرة الفلسطينية عبر أجيال متعاقبة. ومن أبرز عناوين أعماله: “براري الحُمّى”، و”زمن الخيول البيضاء”، و”قناديل ملك الجليل”، و”حرب الكلب الثانية”، و”أرواح كليمنجارو” التي فازت بجائزة البوكر العربية عام 2018. في هذه الأعمال تتقاطع الأسطورة مع الواقع، والمنفى مع الوطن، ويصبح السرد وسيلةً للمقاومة وحفظ الذاكرة.
يمثل فوز نصر الله بهذه الجائزة لحظةً فارقةً في الأدب العربي المعاصر، إذ يكشف عن تحوّل في نظرة المؤسسات الأدبية العالمية إلى السرد العربي، وعن حضور متزايد لصوت الفلسطيني في المشهد الثقافي الدولي، لا بوصفه شاهداً على المأساة فحسب، بل بوصفه كاتباً يبتكر لغته الخاصة ويعيد رواية القصة الإنسانية من موقع التجربة والتأمل معاً، ومبدعاً يعيد إنتاج الحكاية الإنسانية بمنظور يعبر الحدود.