رسالة الأردن
هيكلة جديدة للمؤسسات الثقافية وعود لقضايا الحرية
يراهن المثقف الأردني يائساً على قرارات الهيكلة التي تَنتهجُها أمانة عمان الكبرى كواحدة من أهم المؤسسات الحكومية الراعية للثقافة. فقد حان الوقت ليكون هناك ثقافة حقيقية بعيداً عن النمطية والشللية والرتابة التي حكمت الواقع الثقافي الأردني. لقد حان الوقت لاستدراك التقصير الحاصل في حق الثقافة والمثقفين، وبخطوة تبدو مُبشّرة جاءت أمانة عمان لتعيد هيكلة المؤسسات الثقافية التابعة لها بخطىً مدروسة كما نأمل وبداعٍ حقيقي للتغيير. تجلّت ملامح الهيكلة الثقافية للأمانة بإعادة ترتيب دوائرها، فتلك الدوائر التّسع تمّ دمجها في ثلاث دوائر تتبع جميعها لمديرية الثقافة التي يديرها مدير تنفيذي واحد. ربما كان أبرز ما يؤخذ على تلك الدوائر الثقافية التشتّت في النشاط الثقافي، فكل دائرة تتحرّك بمعزل عن الدوائر الأخرى هذا ان تحرّكت في مجمل الحالات. وأصبحت الدوائر الثقافية بعد الهيكلة تشمل "دائرة البرامج الثقافية"، وتتبع لها الدائرة الثقافية، بيت تايكي، مجلة عمّان، وبيت الشعر الأردني، والدائرة الثانية وهي "دائرة المراكز الثقافية" ويتبع لها مركز زها، حدائق الملكة رانيا، مركز الحسين الثقافي، مركز سحاب الثقافي، القرية الثقافية وشارع الثقافة. أما الثالثة فهي دائرة المكتبات العامة. وبناءً على تلك الترتيبات الجديدة جاءت قرارات الاستغناء عن أسماء عملت طويلاً في مناصبها لكن دون أن تسعى جاهدة لإحداث حركة كفيلة بتحريك عجلة النشاط الثقافي، فقد تم الاستغناء عن مدير الدائرة الثقافية عبدالله رضوان، ورئيس تحرير مجلة "عمّان" الشهرية التي تصدرها الأمانة، عبدالله حمدان، كما تم إعفاء مدير بيت الشعر حبيب الزيودي من منصبه، وإعادته إلى مركز "الأمانة". تبدو هذه الخطوة واعدة بشيء من الأمل في ظل وضع ميؤوس منه فالمرحلة القادمة بحاجة لدماء شابة تملك الرغبة في التغيير تحت سقف هش من الحريات علّها تستطيع ذات يوم أن تعتلي سدة الحرية!! أمسية للشاعر اسلام سمحان وحرية التعبير: في أمسيته الأولى بعمان وبدعوة من المنتدى الاجتماعي الأردني قرأ اسلام سمحان قصائد من ديوانه الشّعري "برشاقة ظل" الذي أثار جدلاً واسعاً بعد صدوره حيث تمّ توقيف الشاعر ومصادرة كتابه من الأسواق، بعد أكثر من ثمانية شهورعلى تداوله بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي، بناءً على طلب دائرة الإفتاء الأردنية، وذلك لاحتوائه "إيماءات ودلالات" اعتبرها المفتي "مسيئة إلى الذات الإلهية والملائكة والرسول الكريم ونسائه". الآن وبينما ينتظر اسلام سمحان صدور الحكم في القضية المرفوعة ضده خلال الأيام القليلة المقبلة جاءت أمسيته الشّعرية التي دعا إليها اليسار الأردني مُناصرةً له ولغيره من المثفقين الذين يرزحون تحت هامش حرية يستوجب الانحناء دوماً لمعايير وضعها المشرّعون ضاربين عرض الحائط بالمبدعين والمثقفين والصحفيين، فالقضايا المرفوعة ضد إلياس فركوح، فتحي البس، وخالد محادين، وغيرهم كثيرين ستظل نقطة سوداء تتكرّر في الواقع الثقافي ما لم يَقُمْ المثقفين أنفسهم بتأسيس "حركة" تدافع عن حرياتهم!!. مهرجان الإبداع الشبابي ضمن برنامج صيف دارة الفنون: يأتي هذا الصيف حافلاً بأنشطة ثقافية شبابية مُغايرة على غير العادة، ففي بداية الموسم الثقافي الصيفي أطلَقتْ دارة الفنون ـ احدى أهمّ المؤسّسات الثّقافية الخاصة في الأردن ـ مهرجان الإبداع الشبابي، الذي أتاحَ المجال أمام الفنّانين الشباب لعرض ابداعاتهم ومواهبهم على اختلاف أنواعها. وَحمل المهرجان ضمن فعالياته العديد من الحفلات الموسيقية وَالأمسيات الشّعرية والمعارض الفنية والأفلام السينمائية التي لاقت حُضوراً شبابياً كبيراً كما لم يكن مألوفاً. البداية كانت في مبنى الدّارة الرئيسي مع آلاء يونس التي انطلقت من الهمّ الذاتي الى الهمّ العام لتقدّم عملاً تركيبياً انشائياً مترافقاً مع أعمال الفيديو آرت والتصوير الفوتغرافي، في مُحاولةٍ لسردِ الأحداث التّاريخية والإخفاقات السياسية التى جعلت منها آلاء يونس اخفاقات شخصية.. فجاء فيديو "نفرتيتي" ومعرض ماكينات الخياطة المصرية التي أمر الرئيس عبدالناصر بتصنيعها في الوقت الذّي كانت الأحلام بثورة اشتراكية وحرية عربية في أوجها، لتنهار تاركةً بعدها أجيالا غرقت في الخيبة. وجاء فيلمها "نهر البارد" الذي يروي حكايات الحرب وواقعة "نهر البارد" من خلال تذكارات صغيرة تحتفظ فيها بصندوق معدني تحمل الكثير من القصص الصغيرة وتاريخ الشّتات المسرود بعلب دواء وصور فوتغرافية وبطاقات مُعايدة مصفوفة جنباً الى جنب تبادلتها الأُسرة المُهجّرة بعيداً عن القدس. معرض "عالم يحتضر" الذي احتضنه مُحترف الدّارة للفنانين: أحمد الصباغ, تايبزم (ميشيل سكنكوته), وأكت (فالك ليمان) جاء عملاً هجيناً بين ثقافتين يناقش الخطايا الانسانية التي هي الشيء المشترك بين الناس جميعاً وعرض المعرض لرؤية فنية تستعمل وسائط مألوفة وغير مألوفة لخلق نقد بصري لثقافتين مختلفتين, موضحاً نقاط التشابه والاختلاف بينهما. النتيجة كانت عملاً مشوّهاً بفنيّة عالية عاكساً تَمرّداً شبابياً لا يُستهان به. وضمن مهرجان الإبداع الشبابي الذّي تتوزّع فعالياته على ثلاث مدى شهور وتمتد حتى 16/ 7/ 2009 جاء اطلاق تلفزيون الويب "عرمرم" مُوزّعاً على عدة أمسيات ففي منتصف الشهر بدأ الإعلان عن انطلاق تلفزيون الويب الموجّه إلى الشباب، ففي ظل اعلام لا يحقق الرضى عند الشّباب جاء "عرمرم" وهو تلفزيون عربي تفاعلي يبث عبر شبكة الإنترنت أفلام فيديو للشّباب. يتيح الموقع الفرصة لهم لإبداء رأيهم في ما حولهم من القضايا التي لا تحظى بإهتمام كافٍ ويسعى إلى التعبير عن شريحة واسعة من المجتمع الأردني والعربي، فاتحاً لها الآفاق لتشكيل رؤاها على نحو خلاّق، بعيداً عن القيود التقليدية التي تمارسها أجهزة الإعلام السائدة. وقد جاءت عروض الأفلام التي أنتجها تلفزيون الويب "عرمرم" على جزئين، ففي العرض الذي احتضنته ساحة الآثار قبل أيام جاءت العروض تفاعلية مع الجمهور تمكّنهم من التعليق مباشرة على البرامج المعروضة وقد تنوّعت مواضيع البرامج والأفلام بين القضايا المحلية والاجتماعية والسياسية و "فذلكات الشباب"، فتحت عُنوان "دليل الانترنت/ خالد محّادين يخبّرنا"، جاء الفيلم الأول ليُناقش بشكل سريع واحدة من أهم القضايا على الساحة الثقافية، ألا وهي حرية الصّحافة والقضية التي رَفعها مجلس النواب على الصحافي خالد محادين بعد المقال الذي نشره في مدوّنته الالكترونية. وَطرح كل من فيلم "سور على جبل القلعة"، "واحد من الناس"، و "حارات" قضايا اجتماعية هامة تُناقش بوعي ورؤية شبابية. أما برنامج "حكي زهري" فجاء متخصصاً في شؤون المرأة ويُناقش في عرضهِ هذا دورُ المرأة والبرلمان من خلال لقاء مع النائب ريم القاسم. أما برامج الفزلكات الشبابية فجاءت ساخرة من واقع مرير تحت عدة عناوين، "الرّجل التّكسي/ صاحبات"، "خالي من الدّسم"، "فأر التّجارب: بانج/ المشروب الطبيعي 100% " ومن واقع حياة الشباب ومعاناتهم كان فيلم "الميتالجيين/ ما يطلبه المستخدمون" الذي يُناقش إضطهاد مستمعيين موسيقى الميتال في الأردن. كما عُرضت أفلام "مكتبة الجاحظ" و "الفضاء الثّالث" وفيلم قصير بعنوان "الباب" لنورا الشّريف وهو فيلم صامت عن الوسواس القهري. وسيكون هناك عرض جديد خلال الشهر القادم بناءً على تفاعل الشباب مع "عرمرم" الذي جاء ليكون مساحة تُناقَش من خلالها أفكارهم، فاتحةً الآفاق أمامهم بعيداً عن النّسق التقليدي والقيود المفروضة على الاعلام السائد. كما احتفت بعض العروض بتقديم فعاليات تأتي ضمن احتفالات القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، من خلال أمسية شعرية للدكتور منذر المصري رعاها وزير الثقافة الأردني وجاءت أقرب الى المهرجانات المدرسية من الأمسيات الشعرية، فالشعر "فاض" فيه السرد ووزير الثقافة يلقي خطاباً في حضرةِ وزراء أشباه مثقفين وتلى الأمسية التي فاضت بالتّملق أغنيات من كلمات الشاعر وألحان أيمن تيسير وأداء كل من محمد الشاقلدي وأحمد دعسان. وتتالت الاحتفالات بالقدس كعاصمة للثقافة العربية من خلال حفل لـ "حراس الذاكرة" تضمن معرضاً كاريكاتيراً للفنان كارلوس لطوف الذي جاءت رسوماته الكاريكاتوريه تصوّر قضايا جادّة وشائكة. وترافق المعرض بموسيقى تراثية لجمعية الحنونة للثقافة الشعبية التي سعت لتمكين التراث الفلسطيني في الذاكرة من خلال استحضار لوحات الحصاد والميجنا والعتابا الفلسطينية. العدد العاشر من مجلة "من وإلى": جاء العدد العاشر من "مجلة من والى" الشهرية متابعاً رهانه على الأصوات العربية الجديدة، التي توزّعت في أغلب البلدان العربية ولم تمنعها الحدود الفاصلة بين الدّول والقارات من التّواصلِ ومُتابعة الكتابة والنشر في مجلّةٍ جاءت لتكون مساحة حرة للأصوات العربية الحديثة في أقطار الوطن العربي والمهجر، ضاربةً عرض الحائط في الأشكال التقليدية التي تأخذها المجلات الثقافية عادةً لتأتي المجلة بقطع صغير ملون بإخراج فنّي يوحي برؤية شبابية يدعمها التصميم والارادة والتّنوع. فالمجلة تولي اهتماماً كبيراً بالأعمال الفنية والفنون البصرية والصور الفوتغرافية لتؤكد أن الثقافة ليست فقط كلمة وحرف بل احساس صادق يأخذ أشكالاً عدّه. توزّعت أبواب المجلة تحت عناوين عدّة جاءت مُغايرة للمألوف، ففي بابٍ يأخذ اسم فتّاحة العدد يكتب رئيس التحرير نجوان درويش افتتاحية العدد، وتأتي الأبواب الأخرى لتبوح بتوجّهٍ مختلف عن التّسميات الجامدة، فيأتي باب "بما إنّو" ويليه فيديو، القصيدة، بورتريه، سرد متقطّع، حوار، من والى، فصول، بيت القصيد، قصة، فعاليلت ورفوف. وفي هذا العدد نصوص وأعمال فنية لكتاب وفنانين من المغرب وفلسطين وسوريا والأردن ولبنان ومصر والسودان والسعودية والجزائر. "فتاحة العدد" لرئيس التحرير نجوان درويش جاءت بعنوان "نقطة"، وفي العدد نصوص لكل من حسام هلالي (آمي واينهاوس والرغبة.. في النوم)، هند بكر (مش بس وكمان)، رائد وحش (عصابة الكفّ الأسود)، سناء شدّال (مرآة وجهي)، جمانة مصطفى (عشر نساء)، صابرين عبد الرحمن (منير فاشه.. حديث في قارب شراعي)، منير فاشه (حكاية تجربة معايشة)، جوان تتر (قبل الذهاب للفرن)، ريم نجمي (أحَدُهم غَادَرَ المكان)، كوليت أبو حسين (كيس أسود)، أسماء عزايزة (جثة في رام الله)، محمد كمال حسن (بإمكانك أن تفعل الكثير) بسمة كراشة (سباحة في بحيرة الكون)، رامي نور (ينتهي الفيلم لا يتوقف المطر)، رشا الأمير (متاع السرور). كما تضمن العدد أعمالاً فنية وفوتوغرافية لكل من: ألفرِد طرزي، وزياد الحلبي، وفاطمة أمين، وإلهام خطاب، ومشروع "داخل المنطقة" للفيديو، وريم البيات، ورائد وحش، ودلدار فلمز، وحمدي شوقي، وسناء شدال، وستيف سابيلا، ونشوان المرزوك، وبكرية مواسي، وأسماء عزايزة، وعلاء غوشة، وجمعية الشِّعرى، وفهد الحلبي، و كريم أبو شقرة. في باب "فعاليات" عرض لمشروع "بيروت 39"، وفي باب "رفوف" تعرض "من وإلى" بطريقة رشيقة مختصرة مجموعة من الإصدارات الجديدة: "غبار القارات" لخالد النجار، "أدب المدونات" لشاكر لعيبي، "قهوة المصريين" لـ محمد كمال حسن ومصطفى الحسيني، ثمرة الجوز القاسية لزهير أبو شايب، سيرة العقرب الذي يتصبب عرقاً لأكرم مسلّم، يوم الدين لرشا الأمير، لا أخوات لي لعناية جابر. كما يجدر الإشارة إلى أن المجلة التي تَصدُر بدعم من مبادرة "نسيج للتنمية المجتمعية الشبابية" و شركة "جيل للنشر" تُوزّع بالمجان ودون مقابل وتحمل في طيّاتها دليلاً بأرقام وعناوين العديد من المراكز الثقافية والمؤسسات التعليمية والمتاحف وصالات العرض في العالم العربي لتكون دليلاً للشباب العربي أينما وُجد تحقيقاً لأهداف مجلة "من وإلى" (كمشروع رائد يوفر فرصة ومساحة للشباب وللعاملين معهم وغيرهم من ذوي العلاقة، من أجل دعم الشباب العربي والمساهمة في بناء ثقافة وحركة داعمة لهم على كافة الصعد).
يراهن المثقف الأردني يائساً على قرارات الهيكلة التي تَنتهجُها أمانة عمان الكبرى كواحدة من أهم المؤسسات الحكومية الراعية للثقافة. فقد حان الوقت ليكون هناك ثقافة حقيقية بعيداً عن النمطية والشللية والرتابة التي حكمت الواقع الثقافي الأردني. لقد حان الوقت لاستدراك التقصير الحاصل في حق الثقافة والمثقفين، وبخطوة تبدو مُبشّرة جاءت أمانة عمان لتعيد هيكلة المؤسسات الثقافية التابعة لها بخطىً مدروسة كما نأمل وبداعٍ حقيقي للتغيير.
تجلّت ملامح الهيكلة الثقافية للأمانة بإعادة ترتيب دوائرها، فتلك الدوائر التّسع تمّ دمجها في ثلاث دوائر تتبع جميعها لمديرية الثقافة التي يديرها مدير تنفيذي واحد. ربما كان أبرز ما يؤخذ على تلك الدوائر الثقافية التشتّت في النشاط الثقافي، فكل دائرة تتحرّك بمعزل عن الدوائر الأخرى هذا ان تحرّكت في مجمل الحالات. وأصبحت الدوائر الثقافية بعد الهيكلة تشمل "دائرة البرامج الثقافية"، وتتبع لها الدائرة الثقافية، بيت تايكي، مجلة عمّان، وبيت الشعر الأردني، والدائرة الثانية وهي "دائرة المراكز الثقافية" ويتبع لها مركز زها، حدائق الملكة رانيا، مركز الحسين الثقافي، مركز سحاب الثقافي، القرية الثقافية وشارع الثقافة. أما الثالثة فهي دائرة المكتبات العامة.
وبناءً على تلك الترتيبات الجديدة جاءت قرارات الاستغناء عن أسماء عملت طويلاً في مناصبها لكن دون أن تسعى جاهدة لإحداث حركة كفيلة بتحريك عجلة النشاط الثقافي، فقد تم الاستغناء عن مدير الدائرة الثقافية عبدالله رضوان، ورئيس تحرير مجلة "عمّان" الشهرية التي تصدرها الأمانة، عبدالله حمدان، كما تم إعفاء مدير بيت الشعر حبيب الزيودي من منصبه، وإعادته إلى مركز "الأمانة". تبدو هذه الخطوة واعدة بشيء من الأمل في ظل وضع ميؤوس منه فالمرحلة القادمة بحاجة لدماء شابة تملك الرغبة في التغيير تحت سقف هش من الحريات علّها تستطيع ذات يوم أن تعتلي سدة الحرية!!
أمسية للشاعر اسلام سمحان وحرية التعبير: في أمسيته الأولى بعمان وبدعوة من المنتدى الاجتماعي الأردني قرأ اسلام سمحان قصائد من ديوانه الشّعري "برشاقة ظل" الذي أثار جدلاً واسعاً بعد صدوره حيث تمّ توقيف الشاعر ومصادرة كتابه من الأسواق، بعد أكثر من ثمانية شهورعلى تداوله بتهمة الإساءة إلى الدين الإسلامي، بناءً على طلب دائرة الإفتاء الأردنية، وذلك لاحتوائه "إيماءات ودلالات" اعتبرها المفتي "مسيئة إلى الذات الإلهية والملائكة والرسول الكريم ونسائه".
الآن وبينما ينتظر اسلام سمحان صدور الحكم في القضية المرفوعة ضده خلال الأيام القليلة المقبلة جاءت أمسيته الشّعرية التي دعا إليها اليسار الأردني مُناصرةً له ولغيره من المثفقين الذين يرزحون تحت هامش حرية يستوجب الانحناء دوماً لمعايير وضعها المشرّعون ضاربين عرض الحائط بالمبدعين والمثقفين والصحفيين، فالقضايا المرفوعة ضد إلياس فركوح، فتحي البس، وخالد محادين، وغيرهم كثيرين ستظل نقطة سوداء تتكرّر في الواقع الثقافي ما لم يَقُمْ المثقفين أنفسهم بتأسيس "حركة" تدافع عن حرياتهم!!.
مهرجان الإبداع الشبابي ضمن برنامج صيف دارة الفنون: يأتي هذا الصيف حافلاً بأنشطة ثقافية شبابية مُغايرة على غير العادة، ففي بداية الموسم الثقافي الصيفي أطلَقتْ دارة الفنون ـ احدى أهمّ المؤسّسات الثّقافية الخاصة في الأردن ـ مهرجان الإبداع الشبابي، الذي أتاحَ المجال أمام الفنّانين الشباب لعرض ابداعاتهم ومواهبهم على اختلاف أنواعها. وَحمل المهرجان ضمن فعالياته العديد من الحفلات الموسيقية وَالأمسيات الشّعرية والمعارض الفنية والأفلام السينمائية التي لاقت حُضوراً شبابياً كبيراً كما لم يكن مألوفاً.
البداية كانت في مبنى الدّارة الرئيسي مع آلاء يونس التي انطلقت من الهمّ الذاتي الى الهمّ العام لتقدّم عملاً تركيبياً انشائياً مترافقاً مع أعمال الفيديو آرت والتصوير الفوتغرافي، في مُحاولةٍ لسردِ الأحداث التّاريخية والإخفاقات السياسية التى جعلت منها آلاء يونس اخفاقات شخصية.. فجاء فيديو "نفرتيتي" ومعرض ماكينات الخياطة المصرية التي أمر الرئيس عبدالناصر بتصنيعها في الوقت الذّي كانت الأحلام بثورة اشتراكية وحرية عربية في أوجها، لتنهار تاركةً بعدها أجيالا غرقت في الخيبة. وجاء فيلمها "نهر البارد" الذي يروي حكايات الحرب وواقعة "نهر البارد" من خلال تذكارات صغيرة تحتفظ فيها بصندوق معدني تحمل الكثير من القصص الصغيرة وتاريخ الشّتات المسرود بعلب دواء وصور فوتغرافية وبطاقات مُعايدة مصفوفة جنباً الى جنب تبادلتها الأُسرة المُهجّرة بعيداً عن القدس.
معرض "عالم يحتضر" الذي احتضنه مُحترف الدّارة للفنانين: أحمد الصباغ, تايبزم (ميشيل سكنكوته), وأكت (فالك ليمان) جاء عملاً هجيناً بين ثقافتين يناقش الخطايا الانسانية التي هي الشيء المشترك بين الناس جميعاً وعرض المعرض لرؤية فنية تستعمل وسائط مألوفة وغير مألوفة لخلق نقد بصري لثقافتين مختلفتين, موضحاً نقاط التشابه والاختلاف بينهما. النتيجة كانت عملاً مشوّهاً بفنيّة عالية عاكساً تَمرّداً شبابياً لا يُستهان به.
وضمن مهرجان الإبداع الشبابي الذّي تتوزّع فعالياته على ثلاث مدى شهور وتمتد حتى 16/ 7/ 2009 جاء اطلاق تلفزيون الويب "عرمرم" مُوزّعاً على عدة أمسيات ففي منتصف الشهر بدأ الإعلان عن انطلاق تلفزيون الويب الموجّه إلى الشباب، ففي ظل اعلام لا يحقق الرضى عند الشّباب جاء "عرمرم" وهو تلفزيون عربي تفاعلي يبث عبر شبكة الإنترنت أفلام فيديو للشّباب. يتيح الموقع الفرصة لهم لإبداء رأيهم في ما حولهم من القضايا التي لا تحظى بإهتمام كافٍ ويسعى إلى التعبير عن شريحة واسعة من المجتمع الأردني والعربي، فاتحاً لها الآفاق لتشكيل رؤاها على نحو خلاّق، بعيداً عن القيود التقليدية التي تمارسها أجهزة الإعلام السائدة.
وقد جاءت عروض الأفلام التي أنتجها تلفزيون الويب "عرمرم" على جزئين، ففي العرض الذي احتضنته ساحة الآثار قبل أيام جاءت العروض تفاعلية مع الجمهور تمكّنهم من التعليق مباشرة على البرامج المعروضة وقد تنوّعت مواضيع البرامج والأفلام بين القضايا المحلية والاجتماعية والسياسية و "فذلكات الشباب"، فتحت عُنوان "دليل الانترنت/ خالد محّادين يخبّرنا"، جاء الفيلم الأول ليُناقش بشكل سريع واحدة من أهم القضايا على الساحة الثقافية، ألا وهي حرية الصّحافة والقضية التي رَفعها مجلس النواب على الصحافي خالد محادين بعد المقال الذي نشره في مدوّنته الالكترونية.
وَطرح كل من فيلم "سور على جبل القلعة"، "واحد من الناس"، و "حارات" قضايا اجتماعية هامة تُناقش بوعي ورؤية شبابية. أما برنامج "حكي زهري" فجاء متخصصاً في شؤون المرأة ويُناقش في عرضهِ هذا دورُ المرأة والبرلمان من خلال لقاء مع النائب ريم القاسم.
أما برامج الفزلكات الشبابية فجاءت ساخرة من واقع مرير تحت عدة عناوين، "الرّجل التّكسي/ صاحبات"، "خالي من الدّسم"، "فأر التّجارب: بانج/ المشروب الطبيعي 100% " ومن واقع حياة الشباب ومعاناتهم كان فيلم "الميتالجيين/ ما يطلبه المستخدمون" الذي يُناقش إضطهاد مستمعيين موسيقى الميتال في الأردن. كما عُرضت أفلام "مكتبة الجاحظ" و "الفضاء الثّالث" وفيلم قصير بعنوان "الباب" لنورا الشّريف وهو فيلم صامت عن الوسواس القهري. وسيكون هناك عرض جديد خلال الشهر القادم بناءً على تفاعل الشباب مع "عرمرم" الذي جاء ليكون مساحة تُناقَش من خلالها أفكارهم، فاتحةً الآفاق أمامهم بعيداً عن النّسق التقليدي والقيود المفروضة على الاعلام السائد. كما احتفت بعض العروض بتقديم فعاليات تأتي ضمن احتفالات القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، من خلال أمسية شعرية للدكتور منذر المصري رعاها وزير الثقافة الأردني وجاءت أقرب الى المهرجانات المدرسية من الأمسيات الشعرية، فالشعر "فاض" فيه السرد ووزير الثقافة يلقي خطاباً في حضرةِ وزراء أشباه مثقفين وتلى الأمسية التي فاضت بالتّملق أغنيات من كلمات الشاعر وألحان أيمن تيسير وأداء كل من محمد الشاقلدي وأحمد دعسان.
وتتالت الاحتفالات بالقدس كعاصمة للثقافة العربية من خلال حفل لـ "حراس الذاكرة" تضمن معرضاً كاريكاتيراً للفنان كارلوس لطوف الذي جاءت رسوماته الكاريكاتوريه تصوّر قضايا جادّة وشائكة. وترافق المعرض بموسيقى تراثية لجمعية الحنونة للثقافة الشعبية التي سعت لتمكين التراث الفلسطيني في الذاكرة من خلال استحضار لوحات الحصاد والميجنا والعتابا الفلسطينية.
العدد العاشر من مجلة "من وإلى": جاء العدد العاشر من "مجلة من والى" الشهرية متابعاً رهانه على الأصوات العربية الجديدة، التي توزّعت في أغلب البلدان العربية ولم تمنعها الحدود الفاصلة بين الدّول والقارات من التّواصلِ ومُتابعة الكتابة والنشر في مجلّةٍ جاءت لتكون مساحة حرة للأصوات العربية الحديثة في أقطار الوطن العربي والمهجر، ضاربةً عرض الحائط في الأشكال التقليدية التي تأخذها المجلات الثقافية عادةً لتأتي المجلة بقطع صغير ملون بإخراج فنّي يوحي برؤية شبابية يدعمها التصميم والارادة والتّنوع. فالمجلة تولي اهتماماً كبيراً بالأعمال الفنية والفنون البصرية والصور الفوتغرافية لتؤكد أن الثقافة ليست فقط كلمة وحرف بل احساس صادق يأخذ أشكالاً عدّه.
توزّعت أبواب المجلة تحت عناوين عدّة جاءت مُغايرة للمألوف، ففي بابٍ يأخذ اسم فتّاحة العدد يكتب رئيس التحرير نجوان درويش افتتاحية العدد، وتأتي الأبواب الأخرى لتبوح بتوجّهٍ مختلف عن التّسميات الجامدة، فيأتي باب "بما إنّو" ويليه فيديو، القصيدة، بورتريه، سرد متقطّع، حوار، من والى، فصول، بيت القصيد، قصة، فعاليلت ورفوف. وفي هذا العدد نصوص وأعمال فنية لكتاب وفنانين من المغرب وفلسطين وسوريا والأردن ولبنان ومصر والسودان والسعودية والجزائر. "فتاحة العدد" لرئيس التحرير نجوان درويش جاءت بعنوان "نقطة"، وفي العدد نصوص لكل من حسام هلالي (آمي واينهاوس والرغبة.. في النوم)، هند بكر (مش بس وكمان)، رائد وحش (عصابة الكفّ الأسود)، سناء شدّال (مرآة وجهي)، جمانة مصطفى (عشر نساء)، صابرين عبد الرحمن (منير فاشه.. حديث في قارب شراعي)، منير فاشه (حكاية تجربة معايشة)، جوان تتر (قبل الذهاب للفرن)، ريم نجمي (أحَدُهم غَادَرَ المكان)، كوليت أبو حسين (كيس أسود)، أسماء عزايزة (جثة في رام الله)، محمد كمال حسن (بإمكانك أن تفعل الكثير) بسمة كراشة (سباحة في بحيرة الكون)، رامي نور (ينتهي الفيلم لا يتوقف المطر)، رشا الأمير (متاع السرور).
كما تضمن العدد أعمالاً فنية وفوتوغرافية لكل من: ألفرِد طرزي، وزياد الحلبي، وفاطمة أمين، وإلهام خطاب، ومشروع "داخل المنطقة" للفيديو، وريم البيات، ورائد وحش، ودلدار فلمز، وحمدي شوقي، وسناء شدال، وستيف سابيلا، ونشوان المرزوك، وبكرية مواسي، وأسماء عزايزة، وعلاء غوشة، وجمعية الشِّعرى، وفهد الحلبي، و كريم أبو شقرة. في باب "فعاليات" عرض لمشروع "بيروت 39"، وفي باب "رفوف" تعرض "من وإلى" بطريقة رشيقة مختصرة مجموعة من الإصدارات الجديدة: "غبار القارات" لخالد النجار، "أدب المدونات" لشاكر لعيبي، "قهوة المصريين" لـ محمد كمال حسن ومصطفى الحسيني، ثمرة الجوز القاسية لزهير أبو شايب، سيرة العقرب الذي يتصبب عرقاً لأكرم مسلّم، يوم الدين لرشا الأمير، لا أخوات لي لعناية جابر. كما يجدر الإشارة إلى أن المجلة التي تَصدُر بدعم من مبادرة "نسيج للتنمية المجتمعية الشبابية" و شركة "جيل للنشر" تُوزّع بالمجان ودون مقابل وتحمل في طيّاتها دليلاً بأرقام وعناوين العديد من المراكز الثقافية والمؤسسات التعليمية والمتاحف وصالات العرض في العالم العربي لتكون دليلاً للشباب العربي أينما وُجد تحقيقاً لأهداف مجلة "من وإلى" (كمشروع رائد يوفر فرصة ومساحة للشباب وللعاملين معهم وغيرهم من ذوي العلاقة، من أجل دعم الشباب العربي والمساهمة في بناء ثقافة وحركة داعمة لهم على كافة الصعد).