الأمور إذاً ليست سيّئةً جدّاً. سأجرّب أن أطبّق نصيحة صديقي هذا... ومع ذلك... فأنا الآن بيدٍ واحدة. وبكليةٍ واحدة.. ـ هي كلّ ما تبقّى لديك الآن.. أنت الآن بكليةٍ واحدة.. لا أريدك أن تقلق.. انتبه فقط.. ضحكت.. وتمنّيت لو كانت يدي اليمنى معي لأهوي بها على هذه البضاعة الفاسدة. الأكاذيب. بلا يدي اليمنى أين سأسند رأسي متأمّلاً حكايتي معك؟.. أتساءل أحياناً ـ بيني وبين نفسي طبعاً:ـ ـ اطمئن.. كليتك بخير.. ذراعك فقط هي التي أُصيبت.. ـ سبعة عشر قتيلاً، وخمسة وثلاثون جريحاً.. بالنسبة لي كنت سأغمض عينيّ قليلاً، ثمّ أفتحهما، متأمّلاً قسمات وجهها الهادئة المطمئنّة، لأقول: هل سأدفن إلى جانب ذراعي اليمنى؟..
إذا كان المتن في نص القاص السوري تقود دفته المخيلة فإن الحاشية وتعقيباتها تكشف كيف صار الخيال واقعا معاشا ونبؤة بما سيأتي، مما يجعل إشكالية العلاقة بين الكتابة والوقائع في النص مثيرة لأسئلة وتأملات عديدة.
الصورة الأخيرة لي قبل الموت