ولعل مما يلفت الانتباه بشدة في ديوان خضير ميري "سارق الحدائق" هو تلك المقدمة التي تصدرت الديوان، والتي كتبها الشاعر المصري الكبير محمد عفيفي مطر، والتي قد رأى فيها الكثيرون من شعراء قصيدة النثر فعلاً غير قابلٍ للتفسير أو الفهم، فعفيفي مطر الذي يعتقد بعض شعراء قصيدة النثر أنه معادٍ لكتاباتهم ونصوصهم يقدم هاهنا افتتاحيةً لديوان ينتمي لنفس الجنس الإبداعي الذي يكتبونه، ويبدو أن مطر آثر الرد بالطريقة التي يتقنها وهي الكتابة، بعيدا عن وسائل الإعلام المختلفة التي تعمل على إثارة التصادمات أكثر من الكشف عن الحقائق ووجهات النظر، وقد جاء في كلمة مطر التي افتُتِح بها الديوان والتي نؤثر أن نختتم بحروفها رسالتنا هذه: "كان خضير ميري يلفحني بيومياته المكتوبة على دفاتر المستشفى وبنصوص حولياته ليعيدني مرة أخرى إلى قلب الدوامة وعين العاصفة، ولعلني أغبطه وأحسده أن كانت تجربة عمره تجربةً هائلة بمعطياتها الخارجية الداهمة ومعطيات مكابداته الدامية المتشظية، فالكثير مما نقرأه في الشعر والنثر مفتقدٌ لهذا اللهب الخلاق، إنها تجارب ورقية محنطة، فشاعر يبصق في ورق شاعر، وناثرٌ يمارس خواءه وفراغه في كتابة ناثر، فالتجارب الحياتية والروحية نضالٌ شخصي لا يخوضه أحدٌ نيابةً عن أحد".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) ـ http://www.al-kalimah.com/Data/2009/4/1/Cairo-Report-28.xml
رسالة القاهرة
تدشين المنتدى العربي لقصيدة النثر