يمثل ديوان الشاعر السوري، الذي تقدمه الكلمة هنا، صورة للقصيدة السورية الحديثة اليوم، قصائد تشكل خطوتها الأولى بدون تكلف .. في رهانها على أفق قصيدة النثر وعلى الإيجاز والتكثيف. تتلمس الأشياء وتكتب عالمها الخاص، وفي ذلك رهانها الشعري المفتوح على القراءة.

تشكيل أول (ديوان شعر)

باسم سليمان

إعراب
هي الأمكنة
تستبيح الحضور
لتلد المسافة الخطوة
هو الضجر
يطأ الأزمنة
لتتناسل الفصول
هو الغياب
يلج الأنا
لتقوم الصورة
هي الحركة
تلاوة الصمت
هو الجزم
إعراب اليقين
هو النهي
شهوة المكان
عصيان الذاكرة
هو أنا
علامة السكون

عندما..
عندما كانت أمي المرأة الوحيدة
التي أعرف..
كنت أجزم أن الله
خلق آدم من ضلع حواء
عندما
عرفت نساء أخريات
أصبحت اعتقد
أن الله خلق حواء من ضلع آدم

ظل
جميع الظلال
تختفي بغروب الشمس.
ظل المرأة
يغدو أكثر وضوحا

تقييم...
أصغر من أن يقال
حبي
زهرة في مفرق الطريق
قد تدوسها الأقدام
أو
تلتقطها يد طفل صغير

شمس
رهن ظلي... أنا
فيا شمس اغربي
تعبت
من استطالاتي غربا وشرقا
أريد ليلي
لتهدأ احتمالاتي
وتضيع معالمي
في ألوان السواد
***
 ففي ليلي
أخلق أقماري ونجومي
وانثرها
في سماء صدري
اسقط ألف شهاب وشهاب
أتمنى ألف أمنية
عن شموس
لا تحرق صفيح حياتي
لا تمكر واحات
في امتداد الطريق
شموس
تغازل الندى حتى المساء

شتاء
هذا البرد
عازف بيانو
ينقر كالمطر على دفوف عيني
تنساب موسيقاه
رائحة بخور
في تضحيات الورد المتروك
على الصدور
***
يا صمت النبيذ على خديك
إني بقية كلام في عمق كأسك
فلا ترشفيني
قبل أن أغيب
عن ناظريك
هكذا
يضيع زمن الفراق في الزمن
***
سوف تسامحني
ساعات اللقاء
عندما
أعبرها دون النظر إلى ساعتي
إذ
سوف استرق النظر
إلى ساعة القمر
***
هذا البرد
يدفئني
فهو شتاؤك
في قلبي
وأنا غادرت خط الاستواء
مذ رحيلك
إلى القطب

أغنية البحار العجوز
الموج شفاه
لا تملّ التقبيل
فكيف
يا بحر تنكر عليّ طعم الملح
وأنا من أنجبته أمه
في شبكة صيد
***
الصخر نهد
الرمل حليب
لماذا يا شط
تمحو زمن الرضاعة الطويل
***
الريح سفر
ويداي عمرهما التلويح
ماذا يا نورس؟
أتمر مرور الغريب..؟
***
القارب مهد
القارب نعش
فكيف يا خشب صرت حديدا؟
.....
القواقع غربة الصدى
وضع واحدة على أذنيه
أصغى لنبض قلب قديم

معادلة
أجلد المطر
تتأوه الشبابيك
افترس الغيوم
تنهار الجبال
أصلب الفراشة
ينطفئ الضوء
اقتل الذكرى
ينوح النسيان
انتحر
يبتسم الإنسان

صورة
شغلني
هذا التطريز المحبوك
بأنصال العشب
لبحيرة ابتسامتك
المزروعة بالطيور

درس
أتهجى
حروف شفتيك
حرفا حرفا
أتفوه بالقبلة
برضى طفل رضيع
سأطيل الإمعان
بسطر شفتك السفلى
أتلوها
هكذا
أحفظ قبلاتك غيبا

أنصال
أرضعْ
        أرضعْ...
خمريّ
لا صبّ
        لا رُشف
أمسك نهديّ
بيديك بقدميك
دع عرق المص
يبلل غرّة الحصان
دحرج حجر القبو
دناني
أضناها التعتيق
***
أرضع
خروفي الصغير
الراعي اسمع خطاه
وسطل الحليب
يرن كجرس في رقبتي
من ألف ألف حريم
***
مرّ تبن الحظيرة
وصوفي البض
حفرته ظلال الدانتيلا
وجرار الكحل
تنوء رموشي بها
ما أنا
إلا امرأة في مرآة
فمذ استيقظت
ودماء تنز تحتي
كلما
هلّ قمر ودخل محاق
يجزون قدري
***
أرضع
فالفحل يمضغ للفطام
أزهار المرج
أنا شردت
أتبع ذئب البرية
أعوِ
في عيونهم
مزق ستائر الأرض والسماء
دمائي على أنيابك هنا
حرية
سجن هناك
أرضع
حبيبي
محال أن أفطمك
فنهداي
فِطْرَتهم شفتيك

التجشؤ
أفتح عيني
ستارة مسرح
أجمع بقية الرؤية
أعجنها في حقنة
أزرق ضجرها خارجي
أمتد
نحو الحائط
أسند زجاجة الخمر... كلامي
أبحث عن أصابعي
أنكت
رأسي, أسناني, قفاي
أريح زجاجة الخمر... الأرض
أتجشأ
يقفز لساني
على وجه الخشبة
...
ضفدع
تصرخ المقاعد
يتزحلق خيالي
داس في نظرة موحلة
تضحك المقاعد
تصفق
مضحك... خيالك
معجون بالوحل الجاف

الحد
يُحفر الظل
بشمسه
لا عبث لشمعك
في حالك عيني
***
أنا الأسود
البياض عمائي
فاكتبي بالنخل
لا وجود لصحرائك
في سرابي
تساقطت مسبحة الرمل
في ركوع الصخر
***
يتمطى الأفق فيّ
تهاجر الرسوم ناحية الشمال
يا من تتدثر في برعم
حمل الأخضر عوده
لم يقم في الربيع الثالث
***
ينوح العمق
تعويم الغرق
لا ثديك مجداف
لا بطنك شبك
اصطاد الماء
اتركي ملحي
أنا المرساة
شفق الوجع
لا كواكب غير جروحي
***
البصر
جرح في جسد الوجه
لا....
لست نزفي
ولا عَرّج قلبي إلى حضرة الشراع
إن دمعي نوارس في شيب بحار
الزبد
بعض حكمتي
فاشربي الشاي
على رملي
وارحلي

مزهرية
الفخار
وعي الصلصال
التشكل خطيئة
غفرانها الانكسار
الطين زان
الكف عاهرة
ارجموا النار
أنا من لعقت أصابعه
الرماد

مسافة ظل
بُعيد الوقت
حيث الصمت
يمط شفة السكون
شرفة
تستريح ظلال
الساعة
تفك العقارب
أحجية الثواني
فيتبعثر الفراش
في نافذة الضوء
تتهدل الستارة
على جسد الفراغ
تعربد الريح
في عنق اللحظة
يرقص الأزل
في مذبح الفناء
وردة تفوح
على شرشف السماء

بوابة قوس
الضمائر
تعويذة الكلام
تتدلى
قاب حضور وغياب
تهادن الخبر
توارب المبتدأ
والسطر حجاب
***
النقطة
ابتداء انتهاء
على شفير الشفة
صغار الجمل
تُندي الواو في الهواء
يولد توأمان في حمل الياء
***
الحرف
سكين المعنى
والبوح فداء
تجوع الضمائر
آلهة الدماء
الحبر
شواء الكلمة
في عيان القبلة
انتهاء ابتداء

جملة
تضرب ساقا بساق
تقسم شفة بشفة
تمطر رجلا
ما أجاد الجمع
***
تتآمر والحرير
على نتوءاته
تطلب تدثير المدى
خاتم
ينوس بين أصابعها
***
تطرح منه البحر
تريد ملحا للخبز
حاصدة قمح الجفون
لطواحين نهديها
***
يختنق الهواء
ما بيننا
تشيعه بقبلة
***
تمشي الهوينا
تعزف إيقاع
جسدي المرتمي
بين قوس يديها
جملة تعترض معناها

ماء يرتدي بلله
مغطس اللقاء،
رغوته تُدْلي ساقيها
من شرفة الماء.
فتتنهد العين
سعة الرؤية.
فألمّ أطرافها
أمجُّ
إبهام الضمةِ
ألتجي
إلى خاصرة المسافة
ماداً أصابعي
لسان طفل
إلى شفة الهواء
الناشف بيننا
فترتخي نهدا
أُخْرِج
من فنجان القهوة.
يتكاثف الوقت
على بطن الزجاج
مكورا جنينا
في باطن الكف
تتشهى تفاحة
في رقبة الرصيف
والشمس
تقلب دفتر الظل

عكاز
متكئٌ على ظليّ
ارقب ماء يجري إلى غيمه
والضفاف مرايا
                نساء يتمددن
في لحم الظهيرة
يحلقن بالضوء
زغب الظل
في إبط المسافة
والعرق بخور
في مجامر الرجال
المتعمشقين كجبل
إلى سماء البطن
وأنا الطفل الثدي الملقوف
في فم الخابية
لا أبسط أرضا
هكذا
لا تفقد العذراء صمتها
***
متكئ...
ارقب ماء يجري إلى غيمه
وأنت
تصيحين من خاتم السرة
فيجفل الورد من اللون
يرفّ سرب صلصال
بقدر أفق المنحنى.
أنا من خلع لي المطر سقوطه
أرسلني في ساعات الصحاري
يسألُ أباه السراب:
من الأنثى؟
فأجيب:
أنا ما بينك وبيني, أنا
أنت ظل يتكئ على الماء

ترقبين رجلا
يسرع إلى طفولته
فتغمضين الغيم
وتشتهين بحرا
يستلقي في جدول
يتكئ عليّ

بياض
خالعا ضوءَه اللون
يدخل حافي الظل
إلى مقام النهد
يُولع مجمرة حلمة
يدور
يدور
يرتفع قمرا
في ذراع ساقية
تزنر سرة الماء
والماء أنثى
نفضت للتو
غبار رجل
يدعى سحاب

بينما
أخاتل عتمتك
بضوء أشيب
يدلق حكمته
ظلالا تتناسل
في حمل المرايا
المرايا التي تتقلد
أعناقا
كجسر خشبي
يستر عري المسافة
مابين القرط
وكتف الكلمة الجديلة
في حلق المشط
المسجى في التجاعيد
بينما الطفلة
تلملم انكسارات الرحيل
بشعر مسرود

الزبون الأخير
أكتفي بالعبارة
قلت للنادلة التي وضعت قائمة المجاز
بابتسامة كاستدارة ساعة اليد:
الجو يرتدي المطر
لا بدَّ أن معطفها
في طقس ما
علق بمقعد
هكذا
ذريعة التأخير تصبح لذيذه
كشفة مثلجة في زاوية الشتاء.
***
قط المقهىّ
وأنا ندفع الوقت
عربة تغوص في الطين.
أيتها الغريبة
المطر يمحو الآثار
وكثيرا في زحمة الليل
نتوه
ولكن العادة, كلب صيد
لا تجعلي اليوم استثناء.
***
أيتها...
مقعدك شارد.
وأنا في خلفية المشهد
أزامن ظليّ
وإيقاع البخار المتكاثف
على أضواء متقطعة بنبض بطيء.
أطلب:
لربما قلم
أكتب به عنوان المقهى الجديد
وأقول للنادلة ذات الضحكة التي تستدير
كساعة الحائط
ضعي العنوان على الحساب
تبتعدُ.
تمرين
وتسقطين بعض الماء
في العمق النائم.
امسح وجهي، بعد قبلتك اللاهثة
لتقول النادلة:
ذات موعد إغلاق.

ضغط
اللمس
بؤرة الرؤيا
قنص يباغت آخر البعد
بكهرباء السكون
فيندلع اللهاث شرارات
تحيك رطوبة الجسد, نبيذ الاحتكاك.
حيث الشهوة
عرق يتفصد
في لحاء النهد
فيشرب الكف
ظمأ الطحين
في معجن العين المغمضة
على حدّ الالتصاق
فالنظر
يمارس قيلولة الإحساس
في هاجرة اليد

وحام الساقين
حبة...
حبة,
أنيم سبحة الوقت.
أعقب
جسدك ليلا ونهار
أدوره,
كقرص عجين
على ساعدي.
أكمن لعصافير اللحم
كالفجر,
فيستيقظ النهد
من حقل صدري
كباقة زهر.
ألقي الصباح
بمزهرية يدي,
أستأذن
أن أصب الماء
لتغسلي وجه النعس.
***
حبة..
حبة,
تسقط دقائقي
وبنصف إغماضة
لم يحن الوقت بعد.
وما بعدُ
أصابعي مخمورات
وشفتاي من تأتأة القبل
إلى الكلام.
قضيبي الأخضر
قال حكمته البيضاء:
ما أنت
إلا وحام الساقين
ثمرة فجة
لا يكفيك ربيع
ولا صيف

ما قبل الليلة
شهرزاد
تسرد النهد
تقلبه يمنة وشمالا
وتقول:
لسنا وحدنا
الجسد ثالثنا
والعري
أمٌ
ألقمت فخذيها
سيف السياف
***
سندباد
أيها النحر
ابن الليلة الأولى
يا من ضيّعه
فطام قطع الرقاب.
لياليه بحار سبع
لم يفضهنّ قمر
وما النجوم
إلا شهوات مؤجلات.
بما اهتديتَ؟
إلى صراط الحلمة
يا فمُ
يا صوفي الرمل
في تيه النخل
أم
الحليب
من استبشر؟!
(أهلا بقاتلي)
***
سندباد
بما أغويتني يا صبح
لأقعدنّ
في حجر الضوء
وأحزمه
بساقين
وألعق السّرة
سبعا
فهزي خصر السيف
شهرزاد
فعين السياف
توشي بالأب
***
شهرزاد
وما كان
لا توقفي القص
فمن أضلّه نهدك
لا تهديه كلّ الروايات
رقص
21102006

قاسيةٌ
كجنرال في أمره,
حانيةٌ
 كحبل مشنقة,
تتمرجح على ساعد الروح.
أخذتْ وقتهُ
في ارتخاء اللون,
أمام لسانٍ يلعقُ الوردة
عندما تقبض يدٌ عليها
متلبسة بالأخضر.
ما أمهلتَهُ
لينزعَ شوكه
بلينِ ثنية الركبة
التي تقرصُ ستارة فخذيه
ليضطجع اللونُ في مائه
كغزال جفل
من الآه في الخلاخيل
يمنة ويسرة,
والكعب يكسرُ مرايا الإيقاع
في استدارة الجذع
تناهت إلى صدره
كطعنة نجلاء
لا يخيب مقبضها
وعاودت للخلف كجسر
يراوغ الهاوية
فعبرَها,
وما عبرَها
وكأنّ العطرَ ما تهشمتْ أنفاسه
في لهاث الخطوة التالية
حين تنتهي من انحناءة
تفتر لها شفة المزهرية.

ضفدع
أنا زاهد في سمائي
لذا لا أعدّ نجوم الظهر
لا أصطاد قمرا في ساقية
بل
أنطّ ككنادر النساء
من بركة لبركة
وأمارس الجنس
في تصريف الأفعال
وانتبه لغسيل الجارة
ألبس صدارتها
كخوذة
أدخل حروبي
مع ذباب الظهيرة
متأملا
حرارة الاضطجاع
على حبة سكر
واطلع بنظريات
عن ذوبان الثلج
بكأس العرق
فأشرب
نخب الهواء
الذي عبأرئة التنورة
فليس جديرا
بالجميلة
أن تعقد الحاجبين
بل
تعقد ساقا على ساق
عندما
يصبح الغزل
فجا
كالشراغيف

اضطجاع
أنا
سادر في عري
لهيب في ظلالها
أنادم جنادب الوقت إلى مائدة التفاصيل
أداعب لحم السرير
الممسوح
بزيت ظهركِ
فيلتحف نبيا
ويمضي إلى صليب الفراغ
بطهر السوط
لن أغسل جنابتي
بشوك الماء
(اغفري لهم يا وسادة
فإنهم
لا يدرون)
ولكن الآن أقول:
أنت ِ
على يمين الأفق
ياسمينه
ارتديت الهاوية
بسقوط البياض.
.....
ذات شباك
هرشت صدره
عانقته
هاربة

ما قبل الوداع
اسمحي..
بما تبقى
فالأفضل ألا تقال
كل الكلمات
فالفراغ بعد رابع للمكان
***
اسمحي..
أن أوضّب أنفاسي
أطوي ظلّي
أجمع خطواتي
أغلق أدراج الذاكرة
فحقيبتي صغيرة
بحجم يدي
***
اسمحي
فالطريق يقول:
إن هناك رسالة لابن عمه
الذي هجر
والغروب يريد إعطائي عنوانه
لأرسل له صور الغروب
***
اسمحي
أن احضن النافذة
أغبش الزجاج
أكتب كلمة
تقرؤها الشمس
***
اسمحي
أن أنظر إلى المرآة
إذ لن نلتقي
اسمحي لي أن أقول:
 وداعا

رمل
ذات بحر
والبقية تأتي
الرمل قصيدة نثر
وقف الشاعر الصخرة
مضى على ظلّه
لم يملأ السلّة
خبز
ذات زورق
والمرساة ورقة في غصن
أسقط شصه في عين
اصطاد القعر
ذات ميناء
والرصيف قلم
يخطّ ما يخط
المنارة
تمحي الاتجاه
ارتمى البحار
قبض الملح
ذات أفق
والغروب متسكع آخر
يحمل الشمس حقيبة
مدخنا الشط
ذات يوم
والبقية لن تأتي
الرمل قصيدة رمل

صباح
قمر...
يداهم ما ملكت يمناه
من النجوم.
يتشظّى في الأغصان
يستنمي نداه في فجر
يلبس دانتيلا النوم
يسترخي غير آسف
في شمس
يلعق ذيلها
كلب في حراسة
بتاريخ مغمض في النباح
فيقشعرّ بدن الطريق
في لعبة الاستخباء.
عندما
الضباب أنثى
تلبس على مهل
امرأة في المرآة
والانعكاس رجل
يهذي في ظل
فتكشف الريح
عن ساق شجرة
في العصافير.
***
يبتلي اليوم بالريش
وعقل المجانين,
من جد وجد,
الشمس بوصلة,
والضائع يقينه
في رابعة النهار.

كلام مقاهي
عادي..!
ليست جوابا لسؤال
ولكنك,
انتبهت إن المقاعد خالية في عيني
وإن برشور وجهي
لم يبقَ منه إلا كرسي
أقضي عليه
دهشة الكسل.
يدي, كعجوز تنسج
فالقص ضرورة تفرضها ضرورة التذكر
ولكن يدكِ كفأر هارب
لها نضارة نافورة ماء
صعب
أن أمرر يدي
بدون البلل
ولكنك
جلست بكل أناقة الانتظار
أن تُرفع الستار
مشهدي:
فنجان قهوتكِ, وسط
مازلتُ سكر زيادة
تدخنين؟
السيجارة إكسسوار خشبي.
علكة بطعم النعناع قبل التقبيل
ألديك الصبر؟!
الشاي بالنعناع بدل القهوة؟
وبدل قبلة الوجنتين.
مضى وقت طويل
يستأهل أن يقال بالجملة
سمعت أنك متزوجة؟
مطلقة!
فك قيد العذرية
أنا فضضت أياما كثيرة بغيابك
لا دماء
ولا أولاد

ولكنني أبو البيس!
لربما نوع من القطط
فالقطط لا تنتمي إلا لموائها
وشوارع البلدية
والأسطح التي تطلّ عليها غرفتي
لا أريد التبرير أنّه سراب آخر
جائعة...؟
والرجيم.........؟
التدخين زفير طويل
دعيني أشعل لكِ
ونفخت رياحها في وجهي

اتجاه
كساقية
تلك الساق
تراقص جدولها
تلتف لتضمر المنحنى
والركبة حارس
أمضى الليل يلمع سلاحه
ومكاني الزقاق
يشتهي عبورها
بقدم كالعشب
تهزأ بالوقت
أمط
ظلّ عيني
كتنورة
شَمَرَت عن فخذيها
لتغري
ساعة بتحريك نواسها
والركبة
انفراج الرؤية
في مثلث
رُتب خط مستقيم
لا زوايا
لتمضي أو لتحسب مفارقها
فالركبة والساق
مياه واحدة

سكر بارد
غيمة
تستلقي
تنزع شعر ساقيها
والسماء خزفية الريح
أعتلي سطح الماء
أتلصص ظلا
يداعب بنفسجته
تشتعل كسيجارة
مراهقة
ترفع رماد نهدها
بشفتي ابن الجيران
ومرآته تعد شعيرات
يحصدهم
بموس أبيه

تفاحة
كمشط
يراود جديلة الصباح
يحل زنار الريح
عن خصر النظرة
ارتمي ندف ثلج
في مكحلة الشمس
وأنت تجردين أصابعك
من ضفافها
زهرة خلعت فراشاتها
عند جذع مزهرية
لم يزل صلصالها عالقا بفمي حلمة
لا تجيد توازنها
وأنا المشدود حبل غسيل
وثيابك تدخن هدوءها
تتأمل رخامك
يقترف الخشونة
يقسّي الضوء
يتجمر شعر صدري
فأطفئ الشمعة بقبلة
ظلّها طويل
كرمح
استقر بقبضة وصدري
أبكلمة؟
أبتدأ الكون أم بلمسه..؟

***
نهداك
يقرأان قدري
وكفّي لا خطوط
شفتاي تفأفئان
أين أسئلتي؟
أجسدك
الجواب المباغت, رصاصة طائشة

جسدي
يقامر جسمك
وأنت ترمين نردي
بين عينيك وتخوم القدم
فتساقط الأرقام
محفورة بأظافر
قلمها ظهري
وأنا طفل
حيرته كثرة اللعب
فبكى...
***
أقشر
حبة المطر عن بللها
فتنداحين ريحا
مداها جديلة
تعقدين شرائطها
بستائر احتضاني
وفراشة الضوء
تستر العري فينا
***
زهرتي
فاجأها صيفك تفاحة
قضمتها سماء سماء
ما أنا في جنتي؟
ألا من خطيئة
أذوق بها الغفران
آه
يا امرأة
لو أعود جنينا
أعود ضلعا مكسورا
لكنت إلها

زمن
لحظي نواس
لساعة مهجورة العقارب
ما من أحد ليقرأ زمني
ما من سكون
لتسمع فيه تكتكتي
***
يبحر بي الليل
ليرسو بي النهار
متكدسة أيامي
رزم تبغ
لتشحن لما وراء الماضي

نجاة
أريد أن أحزم أشيائي
وأهرول
كمن فاته القطار
آخر احتمالاته
أن يمسك بحديدة القطار
راميا آخر أنفاسه
حقائبه... وظلّه
ليستقلّ فسحة جديدة
في أفق
لم يطلع فجره
أو يغرب

وقت
بعيد عنك
بُعد الحاضر عن الماضي
أنت الآن.... هي
وأنا يا سيدتي
لا أجيد استذكار الغائبين
توقفي عن زجّ نفسك
في أفكاري.... كلامي
تنفسي
أنا من المغادرين
من كلّ تاريخك
وجغرافية جسدك
مهاجر
قرّر
أن يركب بحر ا
لا تتسلط عليه الشطآن

ومضة
تأتين سماء
يضيق بها أفقي
لا تستعجلي
أن أرسم نجوما وأقمارا
تأتين كلمات.. جملا
حروفا مقطعة
لا تطالبيني بقصة تروى
يا من تأتيني
فراشة...
ترقص على هشيم سجائري الملتهبة

عرس
من يقلم أظافر النساء
يطلي حنة الورقة بالهذيان.
أيها الليل الصوفي الأحزان
اشدد وثاق الهامش
أبعد حرفك عن صدري
كي لا تجزع الريح
اذبح عنق المطر
لن يُفتدى اليوم بشعر أخضر
كالنسيان
***
يا أبت
لمَ يُلاحقني عطش النساء
يرميني بجرار النهود
(ابن زنا)
وأنا صحيح النسب كالنبع
وأمي لم تعرف ملحا سواك
لمَ أغور في هذا الضياء
لمَ تُقلم أظافر النساء
***
يا أبت
كيف ترتحل الشواطئ
من رحم المكان
تُنكر ألوهية الصخر
تلتزم أقدام النساء
***
يا أبت
تدخن زرقة الغيم
ترتدي محارة أمي
أصنعْ النهر
أحملْ به
أوراق النعنع
الصفصاف ظلال الغابة
سألتجي للحبر
عاصمي من أنوثة الأشياء.
قال يا ولدي:
تأبط جلد الماء.
يا أبت لا شيء غير البلل.
صاحت أمي
وبطنها منتفخ كالشلال
.......
.......

نداء الذات
الرمل
قافية الصخر
انعكاس الرؤية
في مرآة الاصطدام
سفر الريح في مسارب المكان
تكثير المفرد
في وحدانية الصفة
والوصف
هيولى المعنى
في الأقانيم الثلاثة
***
الصخر
وزن الإيقاع بالجسد
من علياء جمود الأزل
والجاذبية خطيئة
يمارسها الثقل
في نداء الذات
فيغتر بنفسه السقوط
والهبوط
معرفة الابتداء
في الأبعاد

مواء
البرد
كقط يخمش
كرة الصوف
في اضطجاع الحس.
تتثاءب أنثى من نعومتها
فيتهجى الوبر قشعريرةً
تسدلُ خطوة هانئة
في فسحة الغُنج
تقلم أطراف عريها
ماءً مسفوحا في وجه الضوء
فتقلب كفّ الجسد
تقرأ رجلا
يتعرق آها
يبعثرها
كعقد سئم استدارته
فتُنطق أصابعها حبة, حبة
تتلمس درب الرؤية
على امتداد العناق
شباكا شباكْ
فيستدير عمران
متنافران متجاذبان
كاستفهام ونقطة آخر السطر.
من يُبْدى؟
تاريخ الاستسلام.

القصيدة
تمارس الرجيم
تكتفي بصدري قليل الحبر
عصمتها بقلم البيك
لذلك
ألقت بوجهي ثلاث تفعيلات
وأعادتني ليمينها
بخلوة صحيحة
ببنطال الجينز
***
تفرشخ ساقيها
كعلامة النصر
تطالب بالمساواة
ما بين التنورة والنثر
وتحاور بالظل
حمالة الصدر واستدارة العجز

شاعر من سوريا
Bassem-sso@hotmail.com