لمَ التعصب؟!! نحن السبب في بلايانا أوهام يتلاهى بها الجاهلون. فكان ضلال وكان شقاق كلّفا الأمة الأثمان الغوالي. ذاك يوم شعرنا به أن الأمة حية لن تموت. أنتَ سليل شعوب كانت مناراً وهدى أيها الشعب اللاهي بالتوافه. يا للعار، أنتصاغر إلى التعصبات الذميمة؟ بالله لا تدنسوا الدين باسم الدين. تعاضدوا لعمل الواجب، ورددوا الآية الكريمة "لكم دينكم ولي ديني". جراثيم التعصب ابتدأت تنمو وراء الستائر، فلا تدعوها تهجم علينا من توابيت الماضي لتفسد علينا الحياة. لنتساهل قليلاً لئلا يحجب عنا ضلال التشدد والتعنت أنوار الحقائق. فاشتغلوا لإنارة الأدمغة، واعملوا لتهذيب الأخلاق لتنالوا المكانة الرفيعة. ما ذلّ شعب إلا لذلٍّ به، وضعف بمعنوياته، وخبل بعقليته.
صرخة الآنسة وداد محمصاني (بيروت)
لعلامات هذا العدد تم اختيار واحدة من مقالات وداد محمصاني المنشورة عام 1926 في "مجلة السيدات والرجال" الصادرة في مصر، وفيه تعلي المرأة المثقفة الصوت المكتوم، وهي تحلل صناعة التعصب في مجتمعها، لتنصر عقلانية كلية مستنيرة تقوم، كما ترى، على نفي التطرف والتفرقة.
لم التعصب؟!! نحن السبب في بلايانا
وداد محمصاني