تقرير من الأردن
عن ملتقى القصة القصيرة العربية بعمان/ الأردن
بدعوة من أمانة عمان الكبرى بالأردن، أقيم ملتقى القصة القصيرة العربية بالعاصمة عمان دفاعا عن هذا النوع الأدبي الذي قيل حوله الكثير وقال بعضهم بموته وزوال الحاجة إليه، لكن أوراق المتدخلين في الملتقى، نقادا وقصاصين جاءت لتؤكد على خصوصية واستقلال القصة القصيرة العربية، والحاجة الملحة إليها اليوم. تم افتتاح الملتقى يوم الأحد تاسع غشت بمركز الحسين الثقافي، بإلقاء كلمات كل من الدكتور أحمد النعيمي مدير الملتقى، وتلتها كلمة المشاركين الأردنيين ألقتها الكاتبة هند أبو الشعر، وكلمة المشاركين العرب ألقاها بالنيابة القصاص المصري سعيد الكفراوي، لتأتي كلمة المهندس... الترحيبية بالنيابة. كانت الجلسة الأولى التي تحدث فيها الناقد المغربي سعيد يقطين والباحثة هدى أبو غنيمة (الأردن) وقام بتسييرها سمير قطامي (الأردن)، وحملت عنوان "البدايات"، أبرز الناقد سعيد يقطين تحت مفهوم "النوع الحاجب" طبيعة الصراع بين القصة القصيرة والرواية حول تبادل المواقع الريادية. واعتبر سعيد يقطين اليوم الرواية نوعا حاجبا، يمنع أنواعا سردية وشعرية أخرى من الظهور بالمظهر الحقيقي على الساحة الثقافية. وقد تأثرت القصة القصيرة العربية كثيرا بالهالة والتي أحيط بها النوع الروائي دراسة وبحثا وانتشارا وإبداعا، حيث تم حجب الخصوصية النوعية للقصة القصيرة، والاجتهادات التي عرفتها وتعرفها. وكان مثيرا ما خلص إليه الناقد سعيد يقطين حين اعتبر الرواية في أفول وأنها توقفت عن التجدد عكس الحالة التي تعيشها القصة القصيرة حاليا فضل التحولات التقنية وانتشار ثقافة المعلوميات والكتابة الرقمية التي تشجع على انتشار القصة القصيرة جدا ملبية حاجة المتلقي الجديد. أما هدى أبو غنيمة فقد تحدثت عن عناصر الحداثة في قصص والدها محمود أبو غنيمة، على اعتباره رائدا من رواد القصة القصيرة العربية في الأردن. وأبرزت كذلك التأثير القوي لكتاب المهجر في أسلوب كتابته خصوصا كتابات جبران خليل جبران. وهو العامل المشترك بين كل الرواد في العالم العربي. الورقة الثانية في الجلسة الثانية كانت تحت عنوان "القصة القصيرة العربية الريادة النسوية" تناوبت عليها القصاصة رباب هلال من سوريا، وتهاني شاكر من الأردن، وقد تم عرض التاريخ بداية وتطور القصة القصيرة النسائية في العالم العربي، وأيضا إبراز الشروط السياسية والاجتماعية والثقافية التي ساهمت في ظهور هذا النوع القصصي، مع التأكيد على خصوصيته الموضوعاتية والأسلوبية، والحساسية الشعرية والأنثوية التي شكلت إضافة لمدونة السرد القصصي القصير في لوطن العربي. عقب الجلسة الأولى مائدة مستديرة حملت عنوانا مثيرا وهاما هو "القصة والتابو"، ترأسها الشاعر المصري علاء عبد الهادي، وتحدث فيها الباحث فخري صالح، حيث قام بتحديد مفهوم "التابو" في الفكر الإنساني وحدد جذوره الفلسفية، ومجالاته الرئيسية: الدين، والسياسة والجنس. كما قام بالرجوع إلى الأصل اللغوي الإفريقي الذي تم استقاء المفهوم منه. يلي ورقته مناقشة ثرية وسعت من الممنوعات في الكتابة القصصية وتجاوزتها إلى مجالات تعبيرية أخرى، وأنواع سردية مجاورة. وكان من اللافت للنظر جدية النقاش وحدته وحميميته في تدخل المرأة الكاتبة، حيث تدخلت من السعودية هدى فهد المعجل، ومن فلسطين حزامة حبايب، ومن الأردن بسمة النسور ورفقة دودين، بالإضافة إلى المتدخلين الذكور: سعيد يقطين، سعود قبيلات وأحمد النعيمي وأحمد موسى الخطيب، ومفلح العدوان (الأردن). في اليوم الثاني تمحورت الورقتان الرئيسيتان حول "التحولات وتداخل الأجناس في القصة القصيرة العربية" وقد تحدث فيها الشاعر والباحث الدكتور علاء عبد الهادي من مصر عن تحولات القصة القصيرة العربية ما بعد الحداثة مبرزا الخصوصية النوعية لهذا النمط السردي وقد ركز على مفهوم استقاه من البلاغة العربية القديمة وهو "الالتفات" لكنه أفرغه من حمولته العتيقة وألبسه حلة حديثة تتماشى والتغييرات الحديثة التي جاءت بها الثورة المعلوميات والوسائط المتعددة للمعرفة، ويقصد بالالتفات الفسحة التي منحتها الروابط التشعبية في النص الحديث (النص ككتلة) حيث يمكن للقارئ وهو يقرأ المتن الالتفات نحو الصورة والصوت والنص... وهكذا. أما الباحث والناقد إبراهيم خليل من الأردن فقد قدم ورقة زاوجت بين النظري والتطبيقي لتبرز أهم الخصوصيات الجديدة والطارئة على القصة القصيرة العربية الحديثة. وبذلك كانت الورقتان متكاملتين. المائدة المستديرة التي نالت الكثير من النقاش كانت تحت عنوان "مستقبل القصة القصيرة كجنس أدبي" ترأسها الكاتب محمود الريماوي وكانت هيا صالح الناقدة والباحثة الأردنية المحاضرة الرئيسية، ولعل من أسباب احتدام النقاش حول مستقبل القصة القصيرة ما تداوله أحد النقاد العراقيين في ندوة سابقة بعمان، ومفاده أن القصة القصيرة قد ماتت كجنس أدبي ولم تعد هناك من حاجة إليها. وقد تناوب على مناقشة ورقة المحاضرة كل من عواد علي، وعبد الستار ناصر (العراق)، أنيس الرافعي (المغرب)، وأحمد فضل شبلول (مصر)، وهاشم غريبة، وحسين جمعة، وسحر ملص، وزياد أبو لبن (الأردن). ولأهمية الموضوع تم تنظيم مائدة مستديرة في بيت تايكي لفائدة مجلة "عمان" تحت نفس المسمى ولمعالجة القضايا التي ولدها النقاش وقد شارك فيها عدد من القصاصين والقصاصات والنقاد وأدارتها رفقة دودين وأنيس الرافعي. ولم تكن ندوة بيت تايكي الوحيدة التي نظمت على هامش الملتقى بل كانت أيضا ندوة اتحاد كتاب الانترنيت العرب وقد استضافتها رابطة الكتاب الأردنيين، وقد أثارت بالفعل قضايا تهم وضعية اتحاد كتاب الانترنيت العرب، وسبل تطويره، وطرق مساهمته في تطويع العمل إيجابيا مع باقي الأنواع التعبيرية، ومنها القصة القصيرة التي يرى سعيد يقطين أنها ستتطور نحو القصة القصيرة جدا، وهي تناسب المتغيرات والروح التي تبثها شبكة الانترنيت في مستعمليها من الدقة والاختزال... وهكذا. وقد تدخل بعد كلمة رئيس الاتحاد الحالي مفلح العدوان، كل من سعيد يقطين، ومحمد السناجلة، ومحمد معتصم، وأحمد فضل شبلول، وعلاء عبد الهادي، وأنيس الرافعي، وهاشم غرايبة، كما حضرها كتاب وكاتبات من خارج الاتحاد. الجلسة الثانية من اليوم الثاني ترأسها الناقد سعيد يقطين وحاضر فيها محمد معتصم الناقد الأدبي والباحثة الباكستانية فرحة ياسمين في موضوعات شديدة الخصوصية تماشيا مع المحاور المقترحة وهكذا تحدث النقاد محمد معتصم في مفهوم التداعي، والقطع، والمفارقة، وأبرزت الباحثة فرحة ياسمين مقاصد المفاهيم التالية: المحمول الفكري، الضياع، المتاهة، والمعاصرة، والاستلاب في القصة القصيرة العربية. تلا ذلك مناقشة مثمرة ومفيدة. كان المشاركون والحضور في اليوم الثالث على موعد مع جلستين ومائدة مستديرة مهمة حول تجربة الكاتب جمال أبو حمدان، قدم خلالها الدكتور أحمد موسى الخطيب محاضرة شاملة حول تجربة الكاتب، وتدخل بعد ذلك للمناقشة عدد كبير من الحضور والمشاركين قبل أن تعطى الكلمة للكاتب جمال أبو حمدان. وتناوب على الكلمة في الجلسة الأولى القاصة سامية العطعوط والدكتورة رفقة دودين في موضوع "ذكورة وأنوثة: وعي القاص وعي القاصة"، وقد تميزت الورقتان بالمنحى العلمي الدقيق والتوظيف الواضح للتحليل النفسي للقصة القصيرة العربية. أما الكاتب المصري أحمد فضل شبلول فقد قدم ورقة مهمة تحت عنوان "القصة القصيرة والإعلام/ جماهيرية القصة القصيرة"، وتناول فيه وضعية القصة القصيرة على شبكة الانترنيت مقدما كل إيجابي أو سلبي في التجربة. الجلسة الأخيرة كانت حول القصة القصيرة العربية وعلاقتها بالقصة القصيرة العالمية، وتحدث فيها كل من حسين جمعة (الأردن)، وعواد علي من العراق. وقد تلت كل جلسة من الجلسات في الملتقى قراءات قصصية لقاصات وقصاصين من أجيال مختلفة مشكلة جماهيرية القصة القصيرة العربية ومبرزة تنوع مشاربها وآفاقها وطرائق كتابتها. وقد أصدر المشاركون في الملتقى بيانا ختاميا اتفقوا فيه على أن تكون "عمان" عاصمة للقصة القصيرة العربية، وعلى الحفاظ على استمرارية الملتقى وتنوع موضوعاته، ونشر المداخلات في كتاب مستقل تعميما للفائدة. تنبغي الإشارة إلى جدية المشاركة المغربية في الملتقى. والتنويه بكل المثقفين العرب من أردنيين وفلسطينيين وعراقيين الذين أبدوا الكثير من الحفاوة والاهتمام بطرائق شتى. وقد كان الملتقى فرصة مناسبة للمثقفين بمصر الذين انتبهوا إلى تنظيم ملتقى عالمي للقصة القصيرة جدا في الأشهر القريبة القادمة. الناقد الأدبي من المغرب
بدعوة من أمانة عمان الكبرى بالأردن، أقيم ملتقى القصة القصيرة العربية بالعاصمة عمان دفاعا عن هذا النوع الأدبي الذي قيل حوله الكثير وقال بعضهم بموته وزوال الحاجة إليه، لكن أوراق المتدخلين في الملتقى، نقادا وقصاصين جاءت لتؤكد على خصوصية واستقلال القصة القصيرة العربية، والحاجة الملحة إليها اليوم.
تم افتتاح الملتقى يوم الأحد تاسع غشت بمركز الحسين الثقافي، بإلقاء كلمات كل من الدكتور أحمد النعيمي مدير الملتقى، وتلتها كلمة المشاركين الأردنيين ألقتها الكاتبة هند أبو الشعر، وكلمة المشاركين العرب ألقاها بالنيابة القصاص المصري سعيد الكفراوي، لتأتي كلمة المهندس... الترحيبية بالنيابة.
كانت الجلسة الأولى التي تحدث فيها الناقد المغربي سعيد يقطين والباحثة هدى أبو غنيمة (الأردن) وقام بتسييرها سمير قطامي (الأردن)، وحملت عنوان "البدايات"، أبرز الناقد سعيد يقطين تحت مفهوم "النوع الحاجب" طبيعة الصراع بين القصة القصيرة والرواية حول تبادل المواقع الريادية. واعتبر سعيد يقطين اليوم الرواية نوعا حاجبا، يمنع أنواعا سردية وشعرية أخرى من الظهور بالمظهر الحقيقي على الساحة الثقافية. وقد تأثرت القصة القصيرة العربية كثيرا بالهالة والتي أحيط بها النوع الروائي دراسة وبحثا وانتشارا وإبداعا، حيث تم حجب الخصوصية النوعية للقصة القصيرة، والاجتهادات التي عرفتها وتعرفها. وكان مثيرا ما خلص إليه الناقد سعيد يقطين حين اعتبر الرواية في أفول وأنها توقفت عن التجدد عكس الحالة التي تعيشها القصة القصيرة حاليا فضل التحولات التقنية وانتشار ثقافة المعلوميات والكتابة الرقمية التي تشجع على انتشار القصة القصيرة جدا ملبية حاجة المتلقي الجديد. أما هدى أبو غنيمة فقد تحدثت عن عناصر الحداثة في قصص والدها محمود أبو غنيمة، على اعتباره رائدا من رواد القصة القصيرة العربية في الأردن. وأبرزت كذلك التأثير القوي لكتاب المهجر في أسلوب كتابته خصوصا كتابات جبران خليل جبران. وهو العامل المشترك بين كل الرواد في العالم العربي.
الورقة الثانية في الجلسة الثانية كانت تحت عنوان "القصة القصيرة العربية الريادة النسوية" تناوبت عليها القصاصة رباب هلال من سوريا، وتهاني شاكر من الأردن، وقد تم عرض التاريخ بداية وتطور القصة القصيرة النسائية في العالم العربي، وأيضا إبراز الشروط السياسية والاجتماعية والثقافية التي ساهمت في ظهور هذا النوع القصصي، مع التأكيد على خصوصيته الموضوعاتية والأسلوبية، والحساسية الشعرية والأنثوية التي شكلت إضافة لمدونة السرد القصصي القصير في لوطن العربي.
عقب الجلسة الأولى مائدة مستديرة حملت عنوانا مثيرا وهاما هو "القصة والتابو"، ترأسها الشاعر المصري علاء عبد الهادي، وتحدث فيها الباحث فخري صالح، حيث قام بتحديد مفهوم "التابو" في الفكر الإنساني وحدد جذوره الفلسفية، ومجالاته الرئيسية: الدين، والسياسة والجنس. كما قام بالرجوع إلى الأصل اللغوي الإفريقي الذي تم استقاء المفهوم منه. يلي ورقته مناقشة ثرية وسعت من الممنوعات في الكتابة القصصية وتجاوزتها إلى مجالات تعبيرية أخرى، وأنواع سردية مجاورة. وكان من اللافت للنظر جدية النقاش وحدته وحميميته في تدخل المرأة الكاتبة، حيث تدخلت من السعودية هدى فهد المعجل، ومن فلسطين حزامة حبايب، ومن الأردن بسمة النسور ورفقة دودين، بالإضافة إلى المتدخلين الذكور: سعيد يقطين، سعود قبيلات وأحمد النعيمي وأحمد موسى الخطيب، ومفلح العدوان (الأردن).
في اليوم الثاني تمحورت الورقتان الرئيسيتان حول "التحولات وتداخل الأجناس في القصة القصيرة العربية" وقد تحدث فيها الشاعر والباحث الدكتور علاء عبد الهادي من مصر عن تحولات القصة القصيرة العربية ما بعد الحداثة مبرزا الخصوصية النوعية لهذا النمط السردي وقد ركز على مفهوم استقاه من البلاغة العربية القديمة وهو "الالتفات" لكنه أفرغه من حمولته العتيقة وألبسه حلة حديثة تتماشى والتغييرات الحديثة التي جاءت بها الثورة المعلوميات والوسائط المتعددة للمعرفة، ويقصد بالالتفات الفسحة التي منحتها الروابط التشعبية في النص الحديث (النص ككتلة) حيث يمكن للقارئ وهو يقرأ المتن الالتفات نحو الصورة والصوت والنص... وهكذا.
أما الباحث والناقد إبراهيم خليل من الأردن فقد قدم ورقة زاوجت بين النظري والتطبيقي لتبرز أهم الخصوصيات الجديدة والطارئة على القصة القصيرة العربية الحديثة. وبذلك كانت الورقتان متكاملتين.
المائدة المستديرة التي نالت الكثير من النقاش كانت تحت عنوان "مستقبل القصة القصيرة كجنس أدبي" ترأسها الكاتب محمود الريماوي وكانت هيا صالح الناقدة والباحثة الأردنية المحاضرة الرئيسية، ولعل من أسباب احتدام النقاش حول مستقبل القصة القصيرة ما تداوله أحد النقاد العراقيين في ندوة سابقة بعمان، ومفاده أن القصة القصيرة قد ماتت كجنس أدبي ولم تعد هناك من حاجة إليها. وقد تناوب على مناقشة ورقة المحاضرة كل من عواد علي، وعبد الستار ناصر (العراق)، أنيس الرافعي (المغرب)، وأحمد فضل شبلول (مصر)، وهاشم غريبة، وحسين جمعة، وسحر ملص، وزياد أبو لبن (الأردن).
ولأهمية الموضوع تم تنظيم مائدة مستديرة في بيت تايكي لفائدة مجلة "عمان" تحت نفس المسمى ولمعالجة القضايا التي ولدها النقاش وقد شارك فيها عدد من القصاصين والقصاصات والنقاد وأدارتها رفقة دودين وأنيس الرافعي.
ولم تكن ندوة بيت تايكي الوحيدة التي نظمت على هامش الملتقى بل كانت أيضا ندوة اتحاد كتاب الانترنيت العرب وقد استضافتها رابطة الكتاب الأردنيين، وقد أثارت بالفعل قضايا تهم وضعية اتحاد كتاب الانترنيت العرب، وسبل تطويره، وطرق مساهمته في تطويع العمل إيجابيا مع باقي الأنواع التعبيرية، ومنها القصة القصيرة التي يرى سعيد يقطين أنها ستتطور نحو القصة القصيرة جدا، وهي تناسب المتغيرات والروح التي تبثها شبكة الانترنيت في مستعمليها من الدقة والاختزال... وهكذا. وقد تدخل بعد كلمة رئيس الاتحاد الحالي مفلح العدوان، كل من سعيد يقطين، ومحمد السناجلة، ومحمد معتصم، وأحمد فضل شبلول، وعلاء عبد الهادي، وأنيس الرافعي، وهاشم غرايبة، كما حضرها كتاب وكاتبات من خارج الاتحاد.
الجلسة الثانية من اليوم الثاني ترأسها الناقد سعيد يقطين وحاضر فيها محمد معتصم الناقد الأدبي والباحثة الباكستانية فرحة ياسمين في موضوعات شديدة الخصوصية تماشيا مع المحاور المقترحة وهكذا تحدث النقاد محمد معتصم في مفهوم التداعي، والقطع، والمفارقة، وأبرزت الباحثة فرحة ياسمين مقاصد المفاهيم التالية: المحمول الفكري، الضياع، المتاهة، والمعاصرة، والاستلاب في القصة القصيرة العربية. تلا ذلك مناقشة مثمرة ومفيدة.
كان المشاركون والحضور في اليوم الثالث على موعد مع جلستين ومائدة مستديرة مهمة حول تجربة الكاتب جمال أبو حمدان، قدم خلالها الدكتور أحمد موسى الخطيب محاضرة شاملة حول تجربة الكاتب، وتدخل بعد ذلك للمناقشة عدد كبير من الحضور والمشاركين قبل أن تعطى الكلمة للكاتب جمال أبو حمدان.
وتناوب على الكلمة في الجلسة الأولى القاصة سامية العطعوط والدكتورة رفقة دودين في موضوع "ذكورة وأنوثة: وعي القاص وعي القاصة"، وقد تميزت الورقتان بالمنحى العلمي الدقيق والتوظيف الواضح للتحليل النفسي للقصة القصيرة العربية. أما الكاتب المصري أحمد فضل شبلول فقد قدم ورقة مهمة تحت عنوان "القصة القصيرة والإعلام/ جماهيرية القصة القصيرة"، وتناول فيه وضعية القصة القصيرة على شبكة الانترنيت مقدما كل إيجابي أو سلبي في التجربة.
الجلسة الأخيرة كانت حول القصة القصيرة العربية وعلاقتها بالقصة القصيرة العالمية، وتحدث فيها كل من حسين جمعة (الأردن)، وعواد علي من العراق.
وقد تلت كل جلسة من الجلسات في الملتقى قراءات قصصية لقاصات وقصاصين من أجيال مختلفة مشكلة جماهيرية القصة القصيرة العربية ومبرزة تنوع مشاربها وآفاقها وطرائق كتابتها.
وقد أصدر المشاركون في الملتقى بيانا ختاميا اتفقوا فيه على أن تكون "عمان" عاصمة للقصة القصيرة العربية، وعلى الحفاظ على استمرارية الملتقى وتنوع موضوعاته، ونشر المداخلات في كتاب مستقل تعميما للفائدة. تنبغي الإشارة إلى جدية المشاركة المغربية في الملتقى. والتنويه بكل المثقفين العرب من أردنيين وفلسطينيين وعراقيين الذين أبدوا الكثير من الحفاوة والاهتمام بطرائق شتى. وقد كان الملتقى فرصة مناسبة للمثقفين بمصر الذين انتبهوا إلى تنظيم ملتقى عالمي للقصة القصيرة جدا في الأشهر القريبة القادمة.
الناقد الأدبي من المغرب