«تأبّطوا تسعين جيتارا وغنّوا «من المحيط إلى الخليج، من الخليج إلى المحيط «من الخليج إلى المحيط، من المحيط إلى الخليج «سيولدون، ويكبرون، ويُقتلون، هكذا حدّثت أمّهم فلسطين النّاسَ عنهم. وكان المستمعون ذاهلين من شدّة العجب. «كم كنت وحدك، يا ابن أمّي! يا ابن اثنين وعشرين أباً... ولا سند ولا ملاذ ولا رفيق ولا شيء معك.. لا شيء: «لا إخوةٌ لك يا أخي، لا أصدقاء «نحن الواقفين على خطوط النّار «تجمَّعْ أيّها اللحم الفلسطينيّ في واحدْ
حول مائدة الشواء الآدميّ»
كانوا يعدّون الرّماح»
كانوا يعدّون الجنازة»
ويولدون، ويولدون، ويولدون»
يا ابن أكثر من أب»
يا صديقي، لا قلاع»
أحرقنا زوارقنا، وعانقنا بنادقنا»
تجمّعْ واجمع الساعدْ
لتكتب سورة العائدْ...».
يمارس الناقد التونسي فن التقطيع مع قصائد درويش، ليدرج في شبكة نصه كولاج أشعارٍ تتكافل مع صوته النقدي، متلاعبة على أوتار الدلالات، وسيمياء الشتات الفلسطيني وقد تشكل لغة وشعرا، ومن خلالها يمرر امتدادات التاريخ، في سيرة الشاعر وروح الشعر على حد سواء.
محمود درويش: سيميولوجيا الحصار
وعزلة الكائن الفلسطينيّ