في مقاطع سردية مكثفة يمتزج فيها التقاط التفاصيل الصغيرة بببنية تحرص على جدل المتجاورات، و السرد المحايد بالحس النقدي الساخر، يكشف لنا القاص المصري عن توغل البكتيريا الضارة في تفاصيل حياتنا اليومية، دون أن يثقل السرد بمعلومات متراكمة وجافة، بصورة لا نعرف معها إن كانت البكتريا هي تلك التي يتحدث عنها، أم البشر الذين تعيش عليهم وبهم.

بكتيريا

رجب سعد السيّد

أستاذي، يجلس في مقعده الوثير، بالاستراحة التي أشاركه سكناها، يضع ساقا على ساق، وأصابع يده اليمنى تعبث بأصابع قدمه اليسرى. حين اقتربت منه لأعطيه سماعة التليفون، التقطت أنفي رائحة عفن. أمسك السماعة بذات اليد اليمنى. التفت حولها أصابعه التي كانت تفرك ما بين أصابع القدم اليسرى. كان يتحدث كثيرا عن الطبيبة الصغيرة التي قابلته في عيادة الجامعة وعاينت تطورات مستوى السكر في دمه، وأكدت عليه أن يهتم بحماية قدميه، وإلا هاجمهما المرض.