مرحبا هي أحدث قصائد الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، تعيد (الكلمة) نشرها في عددها الأول احتفاءا بسعدي يوسف كقيمة شعرية وثقافية وموقفية كبيرة، وكنموذج للشاعر القابض على كلمته واستقلاله كالقابض على الجمر.

مرحبا

سعدي يوسف

كيف جئتّ إليٌ ؟
وكيف اهتديتّ إلي مّكْمّني ( منزلي ) في الضواحي القصيٌةِ
حيث التلال التي تشبه الغيمّ ، تخفي المنازلّ والناسّ ؟
حيث البحيرات تنْبِت أشجارّها وهي مقلوبة في المساءِ المبّكٌِرِ،
حيث الطيور تحّدٌِثني ( مثل ما في الأساطيرِ ) . حيث الأغاني كلام
مرحباْ ...!

بّعدّ العهد والودٌ . حتي المِهّفٌة من سعفةِ البيتِ
( تلك التي قد أتيتّ بها لتصالِحني ) فقدتْ في الطريقِ
الطويلِ الروائحّ والنقشّ. أرجوكّ ألاٌ تحاولّ ... لكنك الآنّ تّطرق
بابي . المساء هنا موحش . والرياح من الأطلسيٌ .
وما عادّ يملأ هذي السماءّ الثقيلةّ
إلاٌ الغمام ْ ...
مرحبا !

لا رياحينّ عنديّ أفرشها في طريقِكّ . لا ناقة لي ولا جّمّل.
فادخلِ الآنّ . أبواب بيتيّ مفتوحة دائما . ثمٌتّ الخبز والماء
والدفء . لكنني أتوسٌّل : إنْ أنا أغمضت عينيٌّ دّعْني ...
ونّمْ أنتّ !
أرجوكّ ، دعني وشأني ، ولا تّدخل الحلْمّ .
أرجوكّ
دعْني أنام ...

لندن