لا يمكن لمتابع أن يتجاهل أحداثا لافتة حلت بالثقافة المصرية في عامها المنصرم، وهي علي دأبها في العقود الأخيرة، تسير بدرجة واسعة من الروتينية في الأداء ومن ثم في النتائج، فمع بداية العام كان معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الثامنة والثلاثين التي لا يميزها شيء سوي أنها بدأت تقليدا أوروبيا باستضافة دولة من دول العالم لتكون ضيف شرف، وقد وقع الاختيار في العام المنصرم علي المانيا، وقد تميزت تلك الدورة ايضا بافتتاح رئاسي مبتسر لم يعقبه لقاء رئاسي معتاد منذ أكثر من عشرين عاما، كذلك جاءت جوائز الدولة التي تعلن في بداية حزيران (يونيو) من كل عام، في أعلي درجات تكاملها للمرة الأولي بعد ضم عشرة أعضاء جدد من المثقفين الي تشكيل لجنة الاختيار، كذلك شهد العام عددا من المؤتمرات المهمة مثل مؤتمر المأثورات الشعبية ومؤتمر ترجمة المصادر التاريخية من اللغات الشرقية، كذلك مؤتمر النقد الأدبي الثالث، ومؤتمر بلوغ المشروع القومي للترجمة الرقم 1000 من اصداراته، ومع نهاية العام صدر القرار الجمهوري بانشاء المجلس القومي للترجمة، أما أهم أحداث العام فتتمثل في رحيل عدد من رموز الثقافة المصرية بكثافة غير مسبوقة فقد رحل في هذا العام الروائي نجيب محفوظ، المفكر اسماعيل صبري عبدالله، الدكتور أحمد مستجير، الكاتب محمد عودة، وكذلك رحيل الأب متي المسكين والدكتور أحمد هيكل وزير الثقافة الأسبق، المناضل السياسي أحمد نبيل الهلالي، وكذلك الدكتور أحمد عبدالله رزة، الشاعر فؤاد قعود والكاتب والمحلل السياسي محمد سيد أحمد، والناقد الشاب حاتم عبدالعظيم، كذلك كان بين أهم أحداث العام حصول الدكتور ثروت عكاشة علي جائزة سلطان العويس، وهو تقدير احتفت به الثقافة المصرية لما للرجل من مكانة كبيرة في قلب الثقافة العربية، أما علي المستوي السياسي فقد شارك عدد كبير من المثقفين في تأييد نادي القضاة في مطالبه بالاستقلال وكذلك مؤازرة القاضيين هشام البسطويسي ومحمود مكي في المحاكمة الباهظة التي أحيلا اليها بسبب مواقفهما المناوئة للسلطة السياسية.
لا يمكن لمتابع أن يتجاهل أحداثا لافتة حلت بالثقافة المصرية في عامها المنصرم، وهي علي دأبها في العقود الأخيرة، تسير بدرجة واسعة من الروتينية في الأداء ومن ثم في النتائج. هنا يقدم محمود قرني استعراضا لأهم هذه الأحداث.
حصاد الثقافة المصرية في العام المنصرم