رشا فاضل
في الساعة الثامنة مساءً من مساء السبت11 من الشهر الجاري وعلى كنيسة مار آدي في مدينة اوكلاند بنيوزلندا يعاد عرض مسرحية )لا أحد يطرق بابي( والذي قدم في الشهر الثامن الفائت على صالة Howick Little Théâtre والمسرحية من تأليف الشاعر عبدالرزاق الربيعي ، واخراج وتمثيل الفنان فاروق صبري وسيكون عرضها مختلفاً عن سابقه لجهة بعض المشاهد البصرية ، فالمشهد الأخير يتأسس وكأنه قداس يتضمن قصيدة "أرغن سيدة النجاة" للشاعر العراقي علي الشايع وسيكون العرض وبرعاية الجمعية الكلدانية المتضامنة وسوف يهدى الى :
إلى مريم العذراء البغدادية
إلى طفولة المسيح آدم
إلى شهداء مجزرة كنيسة النجاة
أنتم الباقون وأعمار الظلاميين قصار
المسرحية مونودراما تتحدث عن الوضع البشري في عالم اليوم ووطأة حركة الزمن من خلال حكاية كاتب تحاصره الأسئلة الوجودية ليلة رأس السنة حيث تنهال الذكريات وترتفع أصوات الشعراء والفلاسفة لتضيق عليه وطأة الإحساس بتلك الدقائق التي تمضي ساحبة معها عاما يضاف الى جثث الأعوام السابقة وهكذا تتصاعد أحداث العرض .
وفي هذا العرض نشاهد مثقفا عراقيا يعيش غربته في المنافي ويهيمن عليه احساس لامبالاة مريرة تجاه ما يحدث ، وسر هذا الاحساس يكشف عنه خلال سرده المبكي المضحك لمجريات حياته أو جوانب منها حينما كان في وطنه العراق وما تعرض له من ظروف قاسية ومريرة لم يكن له أي دور في التصدي لها أو التخفيف منها لذلك بدأت غربته وهو داخل الوطن و تعمقت كجرح قديم ينزف القهر والدم والألم وهو يعيش وحيداً بين كتبه وذكرياته وهاربا من سماع أو رؤية ما يحدث في الوطن من ويلات وخراب وموت ، نعم يهرب صوب جرعات الخمر خاصة في هذه الساعة- وهي زمن العرض والحدث- المتبقية من عمر عام يمضي لياتي عام آخر ، ، ينتبه فجأة ويعرف انه هاجر (دفتر يومياته ) ولم يبق منه سوى ما في الذاكرة (التي بدأت تهرم) من لحظات مروية ومشخصة بصرياً ، تمتزج فيها مواقف مضحكة وبعضها حالم بالخسارات والخيبات بدءاً من علاقته العاطفية ومرورا بيوميات عمر أدمته مشاهد الحروب وتربكه ظروف الوطن وتضيعه وحشة المنافي ، فيها حتى الابواب صامتة لا أحد يطرقها .
ولقدم ساهم في العرض الفنان السوري خالد توما في المؤثرات الصوتية والفنان التشكيلي العراقي سامر حاتم في الديكور والمؤثرات البصرية والبوستر والبروشور.
سبق للربيعي المقيم بسلطنة عمان وفاروق صبري الذي يقيم في نيوزيلنده أن إشتركا بعرض قدم عام2006 م في أكثر من مكان هو "أمراء الجحيم"
يذكر أن الفنان فاروق صبري تلقى دعوة من وزارة الثقافة العراقية لتقديم "لا أحد يطرق بابي" في بغداد ضمن فعاليات مهرجان بغداد المسرحي الذي تأجل إلى العام القادم.