مع إطلالة العام الجديد 2011، والذي نتمناه حافلاً بالإنجازات الاحترافية الثرية، والمُفيدة، ننتهزُ هذه الفرصة للكتابة لكم، وإطلاعكم على آخر المُستجدات.
منذ شهرٍ تقريباً، وجهت الهيئة التأسيسيّة للإتحاد الدوليّ لنقاد السينما العرب (قيّد الـتأسيس) دعوةً إلى كافة العاملين في النقد، والصحافة السينمائية، وقد استقبل المشروع بحفاوةٍ بالغة من الأغلبية التي وجدت فيه خطوةً مهمّة، ومفيدةً لتطوير النقد السينمائي، وترويج الثقافة السينمائية كتابةً، ومشاهدةً، وتحقيق بعض الأفكار المأمولة.
وبدون الاستغراق الإنشائيّ في عددٍ لا يُحصى من الأهداف، والطموحات التي يُمكن أن تتحقق، أو تفشل، فإنّ الهدف الأسمى لهذا الاتحاد هو التجمّع في مؤسّسةٍ لا تخضع لاعتباراتٍ من أيّ نوعٍ، وتسعى في المقام الأول إلى تركيز طاقات نقاد السينما، وتوجيه النقد السينمائيّ في مساره الصحيح كي يُواكب الصناعة السينمائية بكلّ خطواتها، ويُشارك في صنعها، وتطويرها.
ويبدو بأنّ تقنيات الأنترنت تُمازحنا، فبعد أن أرسلنا قسيمة طلب العضوية إلى عددٍ كبيرٍ من العاملين في النقد، والصحافة السينمائية، تبيّن لنا بأنّ بعضها، ورُبما الكثير منها، لم تصل إلى أصحابها، والبعض الآخر توجه إلى صناديق الرسائل الغير مرغوب بها، ويبدو بأنّ "Gmail" لم يستوعب بعد بأننا لا نسعى إلى إزعاج أحد، اختراق حسابه، إيهامه بأنه ربح الملايين، إطلاعه على أسرار البشر، أو مشاركته في الفرجة على صورٍ إباحية، أو فضائحية.
ولكن، هذا لا يعني بأنّ كلّ الرسائل ضاعت في الفضاء الإلكترونيّ، أو تكوّمت في صناديق الرسائل الغير مرغوب بها، حيث وصل إلى الهيئة التأسيسية حتى هذا التاريخ 118 طلب انتسابٍ من مُقيمين في بلدانٍ عربية، وأوروبية.
حتى أنّ أحد الزملاء المقبولين، كتب لنا مُبتهجاً بهذا العدد الكبير من النقاد، والصحفييّن الذين يكتبون عن السينما.
وحول هذا النقطة بالذات، نودُّ تقديم بعض التوضيحات :
هناك في الوطن العربي، وخارجه عدد لا نمتلك أيّ إحصاء عنه من النقاد، والصحفيين الذين يكتبون عن السينما بشكلٍ جديّ، ومتواصل، ولكننا لا ندعي بأننا نعرفهم، ونقرأ كتاباتهم جميعاً، ورُبما يساعد مشروع الإتحاد على تقريب المسافات بيننا، ومعرفة الواحد للآخر، والتعاون المُثمر ما بين الجميع.
من جهةٍ أخرى، لا يهدف الإتحاد أبداً إلى تجميع النقاد المعروفين فقط، النشيطين، والمُتواجدين في معظم المهرجانات السينمائية العربية، وهو ليس إتحاداً للنخبة، ولن يكون، ولكنه، بالأحرى، تجميعٌ للطاقات النقدية المُهتمّة بالثقافة السينمائية العربية، وتطويرها، ومع ذلك، فقد تخيّرت الهيئة التأسيسية خطة قبولٍ، وفرز هادئة، وتلقائية موضحة في شروط العضوية، وتجديدها، وهي لا تهدف إلى الإقصاء، ولكن الانخراط بفعاليةٍ في العملية النقدية، وخلق ديناميكية لتطويرها عملياً (بعيداً عن الكلام، التنظير، والنظريات)، وهكذا، فقد تخيّرنا في السنة الأولى شروطاً "مُخففة"، حيث طلبنا من البعض الذين لم يتسنى لنا متابعة نشاطهم النقديّ ثلاث مقالاتٍ فقط عن السينما، أو حولها (حديثة النشر)، أو ما يُعادلها من جوانب النشاط النقديّ في الوسائل الإعلامية المسموعة، والمرئية، بغضّ النظر عن طبيعة المادة، ومستواها، وأعفينا الجميع من الاشتراك السنويّ الذي سوف نُحدده لاحقاً، حيث ننشغل حالياً بالجوانب التحضيرية، التنظيمية، والإدارية.
ومع السنة الثانية، سوف يتطلبُّ تجديد العضوية شروطاً أكثر "انتقائيةً" رُبما تشجعُ الحريصين على توفيرها، ليس بهدف البقاء أعضاء في الإتحاد كي يمنحهم شرعيةً "وهمية"، أو يوفرّ لهم فرصة متابعة مهرجانٍ، أو عضوية في لجنة تحكيم، أو يُروّج أسماءهم، ولكنها، سوف تساهم في التشجيع على الكتابة، والحرص على النوعية، ودفع الحركة النقدية خطواتٍ إلى الأمام كي تواكب الصناعة السينمائية، وتطوراتها، ومن يكتب اليوم خبراً صحفياً رُبما يصبح في المُستقبل واحداً من الفاعلين في المشهد السينمائي النقديّ العربي.
نُحيطكم علماً، بأنّ الخطوات التنظيمية، والإدارية تحتاج إلى بعض الوقت، وقد تخيّرت الهيئة التأسيسية تجميع الصفوف أولاً تمهيداً لمشروع الإتحاد، وخلال هذه الفترة، تُعتبر العضوية "مُؤقتة"، ويخضعُ تجديدها السنويّ لاحقاً إلى توفر أحد الشروط التالية (يمكن تعديلها من طرف الهيئة الإدارية، والجمعية العمومية إن تطلب الأمر)، وهي :
ـ في السنة الأولى :
يتمُّ قبول العضوية بناءً على تقديم طلب انتساب، سيرة ذاتية، وثلاث مقالاتٍ حديثة النشر بغضّ النظر عن نوعيّتها، ومستواها.
ـ في السنوات التالية، ومن أجل تجديد العضوية، سوف تطلب الهيئة الإدارية:
ـ تسديد الاشتراك السنويّ (بما فيه عام 2011)، والذي سوف يتحدد بناءً على رأيّ الأغلبية من الأعضاء.
وتحقيق أحد الشروط التالية :
ـ أن يقدم العضو تقريراً عن نشاطه النقديّ خلال العام، مُرفقاً بقائمة المقالات المنشورة في الوسائط الإعلامية المُختلفة، الصحافة الورقية، والافتراضية، بغضّ النظر عن مساحتها، نوعيتها، أو طبيعتها، وسوف تنظر الهيئة الإدارية بعين الاعتبار إلى الكتابات التي تُركز على قراءة الأفلام، وتحليلها، متابعة التظاهرات، والمهرجانات السينمائية من وجهةٍ نظر نقدية، وتحليلية، الحوارات المُعمّقة، قراءة في المشهد السينمائي العربي، والعالمي، تاريخ السينما، اتجاهاتها، وتياراتها، ...باختصار، الكتابات التي تتضمّن آراء، ووجهات نظرٍ نقدية، وتحليلية، ولا تقتصر على الجانب الخبريّ فقط، ونقل البيانات الصحفية حرفياً.
ـ بالنسبة للعضو الذي لا يُمارس نشاطه النقديّ من خلال الوسائل الإعلامية المُختلفة، سوف يُطلب منه بأن يقدم تقريراً عن نشاطه النقديّ خلال العام، وكتاباً ـ على الأقلّ ـ مُؤلفاً، أو مُترجماً عن السينما بغضّ النظر عن طبيعة موضوعه، ونوعيّته.
ـ في حالاتٍ أخرى، سوف يُطلب من العضو تقريراً عن نشاطه الاحترافيّ النقديّ في إحدى الوسائل الإعلامية المسموعة، أو المرئية، وإنجازه برامج إذاعية، أو تلفزيونية عن السينما.
ـ سوف تدرس الهيئة الإدارية كلّ الحالات الاستثنائية الغير واردة في الفقرات أعلاه، أو طبيعة المُمارسات النقديّة المُوازية (التدريس، البحث، الإدارة الفنية لمهرجان، التنشيط في الأندية السينمائية،...).
ولهذا، فإنّ الدعوة للانضمام إلى الإتحاد الدولي لنقاد السينما العرب (وبأيّ لغةٍ كانت) مازالت سارية المفعول، وسوف تظلّ.
وقد عمدت الهيئة التأسيسية إلى إنشاء مُدونة "مُؤقتة"، ليست مُقتصرة على الأعضاء فقط، وبإمكان الجميع تصفحها (ونحتاج إلى خبراتكم التقنية لتطوير شكلها)، وفيها سوف تجدون الوثائق التأسيسية، والقائمة الأولى من الزملاء المقبولين التي تتجدد تباعاً.
ونحن بصددّ دراسة إنشاء موقع احترافيّ خاصّ، وفي هذه المُناسبة، ندعو من لديه الخبرة لمُساعدتنا في تصميم شعارٍ، وموقع للإتحاد .
من جهةٍ أخرى، تُرحب الهيئة التأسيسية بكلّ الأفكار، والاستفسارات.