نظمت الهيئة العربية للمسرح، من 10 إلى 16 يناير الجاري ببيروت، الدورة الثالثة لمهرجان المسرح العربي بمشاركة 16 فرقة مسرحية وأزيد من 300 ضيف عربي يمثلون حركة الإبداع المسرحي بمختلف أشكاله. وقد شارك المغرب بمسرحية "حمار الليل" من تأليف عبد الكريم برشيد وإخراج محمد بلخضير وتشخيص فرقة الفوانيس، فيما شاركت الجزائر بمسرحية (فوضى) وهي من تأليف السوري عبد المنعم عمايري وإخراج أحمد العفون، وقد سبق أن أخرج النص عمايري نفسه للمسرح السوري، وفاز بجائزة أفضل عمل مسرحي تجريبي في القاهرة عام 2005.
وشاركت تونس ب(حقائب) للمخرج جعفر القاسمي الفائز بجائزة أفضل عرض مسرحي في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته الأخيرة، وليبيا ب(الإطار) ومصر ب(عجايب) والسودان ب"طائر الصدى المفقود" وسورية ب"راجعين" من إخراج أيمن زيدان عن رواية الأديب الجزائري الراحل الطاهر وطار "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" و(سيليكون) من إخراج عبد المنعم عمايري، والأردن ب(سكان الكهف)، والعراق بمسرحية (كامب) من تأليف مهند هادي وإخراجه، والكويت ب(تتانيا) من تأليف بدر محارب وإخراج عبدالعزيز صفر.
فيما عرفت المشاركة اللبنانية تقديم خمسة عروض هي (مساحات أخرى) و(ألف وردة ووردة) و(مدينة المرايا) لروجي عساف و(فيفا لاديفا) للبناني الفرنسي نبيل أطن و(ينعادعليك) وهو عمل مشترك بين فرقتين مسرحيتين تونسية ولبنانية.
أما الإمارات (مستضيفة مقر الهيئة العربية للمسرح) فشاركت في المهرجان بمسرحية (السلوقي) للمخرج حسن رجب، وهو العمل الذي حاز جائزة أفضل عرض متكامل في مهرجان المسرح الخليجي، الذي اختتم أشغاله أخيرا بالدوحة.
وأقيمت على هامش المهرجان ندوة فكرية بعنوان "تجربة المسرح العربي بين النخبوية والجماهيرية"، وتضمنت مجموعة محاور رئيسية أولها محور "المسرح العربي ومأزق النخبوية" بمشاركة جواد الأسدي من العراق وعبد الكريم برشيد من المغرب. أما المحور الثاني فهو بعنوان "هل الفهم الخاطئ للمسرح الجماهيري قاد إلى تدهور المسرح" وشارك فيه كل من جني الحسن من لبنان والسر السيد من السودان. والمحور الثالث بعنوان "هل يمكن للتقنيات الحديثة .. التكنولوجيا .. الخروج بالمسرح العربي إلى الفرجة والفكر معا" وشارك فيه كل من عبد المنعم عمايري والمنصف السويسي {تونس}.
وسيكون المحور الرابع بعنوان "تجارب فرق مسرحية متنوعة" ويتحاور من خلاله كل من هدى وصفي من مصر ومرعي الحليان من الإمارات.
ونظمت ندوات أخرى لمناقشة التجربة المسرحية لجواد الأسدي وانتصار عبد الفتاح وعز الدين المدني كما ستكرم الهيئة المسرحيين اللبنانيين الفنانين أنطوان ولطيفة ملتقى وهما من رواد الحركة المسرحية في البلاد. واختير الكاتب والمخرج العراقي المخضرم يوسف العاني لكتابة وقراءة رسالة اليوم العربي للمسرح الذي اختير يوما موازيا لليوم العالمي للمسرح في شهر مارس من كل عام.
واحتضنت عدة فضاءات ببيروت حفل الافتتاح والأعمال المسرحية والندوات من بينها قصر اليونسكو ومسرح "بابل" الذي يمتلكه ويديره المسرحي العراقي جواد الأسدي، ومسرح "المدينة" للمسرحية اللبنانية نضال الأشقر.
يشار إلى أن الهيئة العربية للمسرح، التي تنظم المهرجان، أنشئت عام 2007 بمبادرة من الشيخ محمد القاسمي حاكم الشارقة. وهو مهرجان متنقل عقد المرة الأولى في القاهرة عام 2008، وكان من المفترض أن ينظم في العام الموالي في تونس، إلا أنه ألغي بسبب عدم توافر عروض مناسبة.