ندوة حول تفاحة الصحراء في منتدى إطلالة بمكتبة الإسكندرية

يستضيف منتدى إطلالة الأدبي السكندري الروائي محمد العشري في ندوة لمناقشة روايته "تفاحة الصحراء"، والحديث عن تجربته الروائية، وذلك يوم السبت الموافق 22 يناير الجاري، في تمام السادسة والنصف مساءً, بقاعة مؤتمرات مكتبة الإسكندرية، يدير الندوة القاص سامح بسيوني، مدير منتدى إطلالة. يذكر أن مجلة الرواية أصدرت ملفاً خاصاً عن رواية "تفاحة الصحراء" في عدد يناير، شارك فيه النقاد: عبد الحق ميفراني، ومحمد أنقار، وأسماء الكتبي، وفوزية السالم، ونورة المالكي، ومعن الجيزاني، وهيام الفرشيشي، وعلي الراعي، وفاروق عبد القادر، ويوسف الشاروني، ومحمد العبادي، ويرأس تحرير المجلة الدكتور مصطفي الضبع.

عن الرواية:  "في تلك الصحراء الغولة، يتناثر كل شيء فيها من دون أن تمتلئ، فتبدو مبقعة بالناس والحيوانات والطيور والحشرات والأشجار والحشائش والأعشاب والألغام. حين تهب عواصفها تغرق في بحار الغبار، تلتهب شمسها، ويمطر غطاؤها سيولا جارفة، فتعجن كل ذلك في رمالها وترابها، وتنبته مرة أخرى». في هذه الصحراء النائية، تدور أحداث رواية العشري، الصادرة في بيروت عن «الدار العربية للعلوم». هكذا يجد القارئ نفسه، وعلى عكس غالبية الروايات العربية الحديثة، التي تدور في المدن وبيوتها وشوارعها، في صحراء العلمين، المنطقة التي تستدعي فوراً تلك المعركة الكبيرة والشهيرة التي كانت من المفاصل المهمة في الحرب العالمية الثانية. رواية صغيرة في 88 صفحة، لا تستهدف التاريخ في حد ذاته، ولا تستلهمه بقدر ما توظفه، لقراءة حاضر المنطقة. فها هي إحدى شركات النفط، ذات المال والطاقات الاستثمارية الكبيرة، تحط في العلمين، لاستكشاف الآبار والثروة. كل هذا لا يبدو بعيداً جداً عما حدث في الحرب العالمية الثانية، بل لا بد من قراءة الزمنين معا. ها هو «الشيخ عبد الرحمن الذي كان شاباً صغيراً أثناء الحرب، يعمل ابنه، الآن، بين العمال في البعثة الجيولوجية. إلى جانب هذا الرابط الإنساني ثمة الآثار التي خلفتها الحرب: المقبرة الشهيرة التي تضم رفات جنود الحلفاء. وحارسها الإيطالي كيوديني الذي يعاونه عبد الرحمن. والنصب الذي أمر روميل بإقامته تخليداً لذكرى أحد طياريه الأكفاء. وأهم من هذه وذاك: حقول الألغام الرهيبة، تفاحات الصحراء القاتلة، فهنا أكبر حقل ألغام في العالم، حقل البويرات.. على بعد مائتين وخمسين كيلومتراً شرق طرابلس، الذي زرع فيه مونتجمري مائة وخمسين ألف لغم، متأهباً للانفجار بشكل دائم، مانعاً الأرجل من الاقتراب منه، مزلزلاً الأرض تحت حوافر الحيوانات الضالة، ناثراً لحومها على الرمال". رواية ميزتها التكثيف والاختزال، والذهاب بالقارئ إلى أماكن أخرى غير تلك التي استنفدتها الروايات الجديدة.