يقام يوم الاثنين الموافق 24/1 بإذن الله حفل توقيع رواية "إيموز" للكاتب الشاب إسلام مصباح عن دار عرب للنشر، وتقديم أستاذ إبراهيم عبد المجيد.. وذلك في راديو أرابيسك أمام سراج مول مدينة نصر بداية من الساعة الخامسة حتى الساعة الثامنة مساء.
صدر للكاتب "رواية ليلة واحدة بس" عن دار مزايا، وقصة الطوفان عن دار ليلى، وسر عائلة بروس عن دار الغد، وعمل بالعديد من المجلات والدوريات أشهرهم بص وطل الالكترونية.
يقول أستاذ إبراهيم عبد المجيد في تقديم الرواية:
«رواية طموحة تحاول الإحاطة بأسئلة هذا الجيل من الشباب. ضمير المخاطب فيها يشطر الشخصية الرئيسية ويكاد يجعلها في حالة حساب فيزيد من إيقاع اللغة وإيقاع الأحداث، في الوقت الذي يكشف فيه أغوار الشخصية. الإيموز كما نعرف هم الشباب غير المتوافقين مع المجتمع والذين اندفعوا وراء عواطفهم. الرواية تكشف لماذا يمكن لهذا الجيل أن يكون كذلك. أحيانا يحتل النقاش مساحة أكبر من الحدث لكن لا باس، فالحيرة أيضا تحرك الأبطال..
ويبدأ الكاتب الرواية :
أنت تنظر إلى الصورة الوهمية للبروفيل وتتساءل عن هذا الكائن المسمى إيمي، ترسل الرسالة إياها "ممكن أتعرف؟" وأنت تتساءل عن أسرار تلك الشخصية التي تضع مثل هذه الصورة الملطخة بالأصباغ، تتجول بين صورها وبياناتها بحثاً عن حل اللغز.
«في البدء.. كان الفيس بوك»
منذ شهور وأنت تجوب طرقات الفيس بوك بحثاً عن صديق، ليس صديقاً بالمعنى المتعارف عليه، ولكنك تبحث بين البروفيلات والصور الوهمية والبيانات الكاذبة عن شخص يغير حياتك!
سحقاً للملل ..
تأكل بملل .. تشاهد التلفاز بملل .. تلعب كرة القدم بملل .. تخرج مع بقايا أصدقاء.. تتشاجر مع أبيك.. تركب المترو.. تسير في الشوارع.. تتأمل السماء.. تتكرر الأحداث كل يوم في حياتك بملل.. يقتلك الملل فتنام لتصحو شاعراً بالملل..
في البدء حاولت أن تتعرف على الفتيات الأجنبيات اللاتي يعشن في مصر، الجامعة الأمريكية والجامعة الألمانية مرتع خصب لخيالك عن الفتيات المثيرات - يملكن المال والجمال وينتظرن الجنس، وربما يتعدى الأمر إلى جلسة مزاج عالي، أنت تعرف أن معظم الأجانب الذين جاءوا إلى مصر ينتمون إلى خانة الفقراء في بلادهم، وجاءوا من أجل تعليم ومعيشة أرخص، ولكن فقراء الأجانب هم أغنياء جداً في هذا الوطن، وربما تبحث بجانب جلسات الحشيش والماريجوانا وحقن المكس، والبيرة والنبيذ والفودكا، وجلسات التعري والجنس الجماعي الثلاثي والرباعي؛ عن جنسية أوروبية أو أمريكية تحميك من بطش هذا الزمن!
تطوف وتطوف لأسابيع طويلة، وتجبر نفسك على تعلم العديد من المصطلحات الأجنبية المتداولة، وتستعين بقواميس الترجمة المتعددة ومحرك البحث العزيز "جوجل"، وتدخل مجموعات أجنبية وتشارك معهم في المواضيع المختلفة وتحاول أن تكون صداقات، ولكنك في كل مرة ترسل فيها ذات الرسالة «ممكن أتعرف؟» بأي لغة إنجليزية أو فرنسية، أو حتى إيطالية أو ألمانية أو روسية لا تجد أي رد!
تتردد الفكرة في عقلك..
«أنت جاك السفاح وتتمنى قتل كل فتاة على ظهر الكوكب»
في النهاية ترد عليك "ليندا".
ليندا طالبة أمريكية تدرس الاقتصاد في الجامعة الأمريكية في القاهرة، تضع صورة شخصية عارية للغاية في صورة البروفيل، تحاول أن تجد بعض المعلومات عنها أو صوراً أخرى ولكنك لا تجد، تحاول معها مرة وأخرى حتى ترد، لقد راهنت عليها ومن الواضح أنك ستربح لو مشيت في الطريق الصحيح.
تحاول أن تتقمص شخصية الفتي العربي الذي يعيش بعقلية غربية، أنت شاهدت أطناناً من الأفلام والمسلسلات الأجنبية وتعرف كيف يتم الأمر، مسلسل "friends " يعطيك صورة كاملة عن الفتيات اللاتي تبحث طوال النهار عن العلم والعمل، وطوال الليل عن الصحبة والجنس ومسلسل عاطفي ممل أو فيلم إباحي، في النهار أمينة مكتبة أو عالمة بيولوجية ترتدي ملابس وقورة ونظارة طبية، وفي الليل هي مهرة جامحة تحتاج إلى فارس ماهر، ستقابلها لتتكلم قليلاً ثم تدعوها للعشاء لكي تتعرف أكثر عليها، ثم بعد العشاء تأخذها لتوصلها إلى شقتها، وتدعوك هي لشرب فنجان من القهوة أو كوب من البيرة على سبيل المجاملة، وبالطبع تقبل أنت بمنتهى التلقائية.
ربما لن يتم الأمر من المرة الأولى، ولكنه سينتهي بالتأكيد على سريرها الوردي، أو ربما على الأريكة المقدسة التي تراها في كل مسلسلات الست كوم.
تسألها وأنت تنظر لشاشة الكمبيوتر بنصف عين، وبلغة إنجليزية عرجاء:
" هل تقبلين دعوتي على العشاء؟"
تعرف رد ليندا بعدما تترجمه عبر "جوجل":
- هذه الدعوة سابقة لأوانها، لم نتعرف جيدا بعد، ولا يمكن أن أتغاضي عن تعليمات الكتاب الأزرق لمجرد أنك أنت."
طبعا تموت شوقا لمعرفة ما هو الكتاب الأزرق، تقول لك ببساطة إنه مجرد كتاب بغلاف أزرق، ولكنك تحاول معها مرة وأخرى لتحصل على بعض المعلومات، وفي كل مرة تكون صورة أوضح لهذا الكتاب الأزرق، هناك تعليمات توزع على كل رحلات الطيران القادمة إلى مصر، التعليمات بسيطة جداً وتدل على احترام عظيم لهذا الشعب: لا تشرب من ماء النيل فهو مسمم.. لا تأكل الفواكه والخضار المصري فهو ملوث.. لا تحاول أن تعقد صداقات مع المصريين، الجريمة منتشرة في المجتمع المصري، والحقد على الغرب والحضارة الغربية في قلوب كافة المصريين.. لا تحاول أن تشتري أشياء غالية من مصر لأنهم يضاعفون الثمن لأي أجنبي.
المصريون – باختصار - شعب من الشحاذين والنصابين والمنافقين وأولاد الكلب.
ولكن هناك تعليمات إضافية للطلبة القادمين من أجل قضاء بعض الوقت في مصر- للدراسة في فروع الجامعات الأوروبية، وخصوصا للفتيات، مثلا: لا تفتحي فخذيك لأي شاب مصري، فكل الشباب المصري مصاب بسعار جنسي حاد، والعملية الجنسية معهم تكون أشبه بعمليات الاغتصاب، كما أن معظمهم مصاب بأمراض نفسية وجنسية.. اهتمي بالجنس الآمن واحرصي على وجود واقي ذكري دائما لرفيقك مهما بلغت درجة الثقة والصداقة.. لا تحاولي أن تتجاوبي مع الشباب المصري أكثر من اللازم، فهم يفهمون كل مجاملة أو محادثة عادية، أو حتى مجرد ابتسامة، على أنها موافقة ضمنية على إقامة علاقة جنسية، وأغلبهم يبحث عن فرصة الزواج من فتاة أوربية أو أمريكي؛ للحصول على الجنسية والنجاة من براثين الدكتاتورية والنظام البيروقراطي والفقر في مصر.
90% من حالات زواج الأجنبيات من مصريين يعيشون في مصر تنتهي بالفشل عقب مغادرة الزوج إلى الدولة التي حصل على جنسيتها -نتيجة الزواج، وفي معظم حالات الإنجاب من زوج مصري، يحصل الزوج على الأطفال ويطرد زوجته دون رجعة أو يعود إلى وطنه مرة أخرى.
تتردد الفكرة في عقلك..
"شكراً لساعي البريد!"
هذا فقط ما تستطيع أن تحصل عليه منها، إذن ما المصائب الأخرى التي يحويها هذا الكتاب؟
تفقد الأمل معها لبعض الوقت ولكنك تحاول مرة أخرى على أمل تحسين صورتك :
-" أنا لم أدعك للجنس.. أنا أدعوك لتناول العشاء."
-" أنت تدعوني للمواعدة .. أنا لست غبية، وأعرف تفكير الشاب المصري جيداً.. أنت تريد قضاء ليلة معي، وربما تريد أن تتزوجني وتحصل من خلالي على الجنسية .. هذا جيد .. لن أسألك عن وظيفتك .. ولكن هل تمتلك حسابات بنكية في بنوك مصر وأوروبا؟!"
يبدو أن المصريين ليسوا وحدهم الشحاذين، ها هي تعرض عليك الجنسية مقابل المال، بل ربما تعرض عليك الجنس مقابل المال، وأنت لا تمتلك المال الكافي!
حسناً.. وداعاً.. ابحث عن غيرها.
تطوف وتطوف وتستخدم وسائل أكثر جرأة، وتبدأ اهتماماتك تمتد إلى الفتيات الأوروبيات في الخارج أيضا، والى بنات العز والثراء في مصر والدول العربية.
فتاة ثرية وجميلة.. اللعنة عليها!
ترسل رسائل من قبيل :
" لم أر جمالاً مثل هذا!"
" ممكن تتجوزيني؟"
" عايز أتعرف!"
" نفسي بقى!"
" إيه رأيك نبقى أصحاب؟"
وفي أغلب الأحيان لا تجد أي رد، أو رد هستيري أو سبة عابرة:
" أنت أكيد مجنون!"
" أنت مش بني أدم!"
" أدب سيس خرسيس!"
" معدش إلا أنت كمان!"
"! fuck off"
حسنا سيدتي سوف أفعلها.
تتردد الفكرة في عقلك..
"أنت " بوز ألدرين" ثاني رجل مشى على سطح القمر .. أنت نكرة .. لست أول من مشى على سطح القمر ولم تذهب إلى المريخ .. أنت الاختيار الثاني دائما وربما الأخير .. إذن أنت نكرة!"
وفي أثناء بحثك المتعرج على الفيس بوك تجدها، ترسل ذات الرسالة التي أرسلتها عشرة آلاف مرة من قبل:
" ممكن نتعرف؟"
وهذه المرة ترد عليك إيمي:
-" قدامك 150 حرفا للتعريف بنفسك وتقولي أنت مين، وياريت يكون أقل من كده، لو زودت حرف مش هرد عليك."
وهكذا تعرفت على إيمي!