( 1 )
لَمْ أَقُلْ إِنِّيَ رَاحِلُ
لَكِنَّ لُهَاثَ الْعَبِيدِ وَ رَائِحَةَ الْوَصْلِ دَلاَّ عَلَى أَثَرِيْ
وَ بَقَايَا الْحِكَايَةِ جَنْبَ الْأَرَاجِيحِ
قُلْتُ: تَعَالَيْ إِلَى جِذْعِي وَ هَوَائِيْ
هَذَا الدَّبِيبُ مُرِيبٌ جِدّاً
وَ هَذَا النَّخْلُ خَفِيضٌ جِدّاً
لاَ يَسَعُ الرِّئَتَيْنِ، وَ لاَ يَطْرَحُ مَاءً لِلْغَرْقَى
قَالَتْ: لاَ آمَنُ حَتَّى يَتَدَلَّى
مِنْ سَهْوِكَ عُنْقُودٌ أَبْيَضُ
لاَ يَنْفَضُّ هَوَاءٌ مِنْ حَوْلِهِ أَوْ طَيْرٌ
يَكَادُ يُلاَمِسُ كَعْبَ الْفَرَاشَةِ
لاَ يَنْفَضُّ نَهَارٌ مِنْ حَوْلِهِ أَوْ غَيْمٌ
قُلْتُ: تَعَالَيْ فَاكِهَتِي لَيْلٌ
يَتَلَوَّى فِي أَنْسَاقِ اللَّغْوِ
وَمَا غَادَرَ الشُّعَرَاءُ مِنَ الْأَوْتَادِ
لِفَاكِهَتِيْ شَكْلُ الطَّيْرِ يَحْضُنُ صَفْصَافَهُ
فِي حَدْبٍ مُرِيبٍ
قَالَتْ: لاَ آمَنُ حَتَّى تَعْدِلَ هَيْئَةَ الطَّيْرِ...
وَ افًتَرَشَتْ شَهْقَتِي، مِثْلَمَا يَفْعَلُ الطَّيْرُ
قُلْتُ: تَعَالَيْ إِلَى جِذْعِي
الشَّهْقَةُ مَاءٌ تَبَخَّرَ قَبْلَ انْعِطَافِ الْخَيْلِ
عَلَى نَخْوَةِ الرُّكْبَانِ
لِذَلِكَ أَكْسِرُ جَرَّةَ آبَائِيْ
كُلَّمَا انْفَرَجَتْ فِي الْأَقَاصِي تَجَاعِيدُ الْمَوْتَى
قَالَتْ: لَا آمَنُ حَتَّى تَعْدِلَ يَاقَةَ النَّهْرِ
هَذَا الْخَرِيرُ مُرِيبٌ جِدّاً
وَ هَذَا الْهَوَاءُ خَفِيضٌ جِدّاً
يَكَادُ يُلاَمِسُ كَعْبَ الْفَرَاشَةِ ...
قَالَتْ، وَ انْتَبَذَتْ رَغْوَتِي!
( 2 )
لَمْ أَقُلْ إِنِّيَ رَاحِلُ
لَكِنَّ لُهَاثَ الْعَبِيدِ تَعَالَى
بَوَّابَةُ الْخَوْفِ انْفَتَحَتْ
شُرْفَةٌ سَقَطَتْ، وَ كَلاَمٌ بِأَكْمَلِهِ
قُلْتُ:اشْتَعِلِي
النَّارُ حِجَابٌ/ حَمَّالَةُ سَهْوٍ/ أَصَابِعُ آدَمَ
تَعْلُو بِالطَّيْرِ، شَيْئاً فَشَيْئاً،إِلَى شَهْقَةِ الطَّيْرِ
وَ الطَّيْرُ تَرْتَجُّ فَوْقَ أَصَابِعِ آدَمَ
مِثْلَ لِسَانٍ بَرِّيٍّ يَبْحَثُ عَنْ عَائِلَةٍ
وَ بَقَايَا شِتَاءٍ عَتِيقِ الْمُلُوحَةِ
لَمْ تَمْسَسْهُ إِنَاثُ الطَّيْرِ بِرَغْوَتِهَا
قُلْتُ:اشْتَعِلِي مَرَّاتٍ وَ مَرَّاتٍ
النَّارُ مَدَى/ كَشَّافُ نَوَايَا
دَبِيبٌ مَنْثُورٌ فِي حَوَاشِي الْهَوَاءِ
يَكَادُ يُلاَمِسُ كَعْبَ الْفَرَاشَةِ
وَ انْتَشِرِي مِثْلَمَا يَفْعَلُ الطَّيْرُ...
قَالَتْ: خُذْ بَعْضَكَ نَحْوِي
بَعْضُكَ نَارٌ، وَ الْبَعْضُ الآخَرُ
يُفْضِي إِلَى شَهْقَةٍ فٍي انْعِطَافِ الرُّمَاةِ
عَلَى نِسْوَةٍ بِسَنَابِلَ بَيْضَاءَ
بَعْضُكَ بَعْضِيْ
سَبَّابَةٌ تُومِئُ ـ فِي السِّرِّ ـ إِلَى أَثَرِيْ
وَ فَرَاشَاتٍ حَمَلَتْنِي بَيْنَ أَصَابِعِهَا!
شاعر من المغرب