«ضيعني دربي
ضيعني إسمي
ضيعني عنواني
تاريخي ما لي تاريخٌ... إني نسيان النسيانِ
إني مرساةٌ لا ترسو
جرحٌ بملامح إنسانِ..»."*
خيوط الفجر تلوح داكنة في الأفق تمحقها الأمطار، دبيب رشقاتها على الشباك أيقظني أم حلم غريب لملم النوم من حدقتي...
«يا ليتنا نستطيع الانفجار مثل السماء بوحشيتها، الصراخ كهزيم الرعد، نقذف بالآه ملء عزمنا حتى تنضب منا، يا ليتنا، يا ليتنا...»
كانت تصرخ، تستجير، ترتطم بجدران غرفة زجاجية، سمكها يحتجز صوتها المبحوح عني وأنا أرقب ترنحاتها وتقلباتها فوق الأرض الباردة من علوٍ، كما أرقب دوران رغوة النسكافة داخل الكوب الكبير فوق المضدة والمطر يواصل هطوله دون توقف، ببرود أعصاب سجان داخل غرفة التعذيب، أنتظر نزعها الأخير، انتفاض جسدها، خروج آخر رمق للحياة منها لأبدأ بعدئذٍ البكاء والنحيب، أندب حياةً لم أملك لها وسيلة للبقاء...
«البقاء لأجل ماذا، بربك قل لي؟.»
طالما طرحت علي ذلك السؤال فلا أجد لدي سوى إجابات مكرورة قد تخلف ابتسامة عبثية فوق شفتيها...
«لن يعرف بموتي أحد سوى الجيران من خلال الرائحة العطنة التي ستفوح من شقتي الصغيرة، وحتى لو كنتَ في ذات البلد والمدينة، فلن تقرأ خبر نعيي في أي صحيفة، فمن سيرثي متسكعة قضت أكثر من نصف عمرها في الترحال».
صور انتحارها ما أن تنهي كل محادثة، جثتها الهامدة، ودماؤها المسفوحة غصات متتابعة على الأرض تحَملني إثم مشاركتها جريمتها الشنعاء، تتركني أنصب مجلس عزاء تلك المنبوذة من الدنيا، أتذوق مرارة القهوة السادة حتى تشرق روحي وأنا أجدها بعد ساعات أو في اليوم التالي (أون لاين) في ذات الميعاد، مثل زوجة تنتظر عودة زوجها بعد نهار شاق من العمل...
«اليوم بعت لوحة لرجلٍ متعجرف لا يفهم في الفن شيئا، أعرف أنك ستتأفف عاليا، عندما تعلم أني قد أهدرت أكثر من نصف المبلغ في شراء الكماليات والأكسسوارات التي تبرق في عيني حالما أراها، وإن كنت أهملها حال وصولي إلى القبو الذي يأويني، المهم أني قد سددت إيجار هذا الشهر، أما بقية الفواتير فيمكن أن تنتظر لوحة آخرى ومدعِ آخر، هذه طريقة حياتي ولن أغيرها، وأرحمني من نصائحك الترشيدية، لأني لن أفعل بأيٍ منها.»
طفلة لم أعرف لها عمرا محددا، بالطبع، ولكنها عموما لم تصل عقدها الخامس بعد، حسب التواريخ التي حدثتني عنها...
«في أحيان كثيرة أرتحل إلى هناك، بيتنا في بغداد، قهقهات أبي ونبرته الدافئة، حنو أمي التي كانت تستحرم بعض رسوماتي الفاضحة، مشاكساتي مع أخوتي الأصغر مني، كل منهم في بلدٍ الآن، لا أعلم من منا بدأ بالقطيعة، من المخطئ، جنوني وعصبيتي الحمقاء، أم جحودهم وانشغالهم في دنياهم التي اعتادوا وضعي خلرج دائرتها، رغم اهتمامي الدائم بهم عندما علا بي دولاب الدنيا إلى فوق، أم هي جرثومة الغربة الخبيثة التي سكنتنا منذ مغادرة البلاد والتلطي بين المرافئ... آه لو تعلم كم أشتاق إليهم، إلى سماع صوت أحدهم أو أحد أبنائهم، تتصور لو أنني رزقت بولد أو قتاة لتبدلت حياتي؟... كثيرا ما أذهب إلى المتنزهات أو مدينة الملاهي القريبة، فقط لأرى التماعات عيون الأطفال أثناء اللعب، ضحكاتهم تلتاج داخل أوصالي، أكاد أقفز إلى أقربهم مني، أحتضنه كما لم أحتضن أحدا من قبل لو لا خوفي من اتهامي بالجنون الحقيقي أو محاولة سرقته والإسراع به إلى وكري الذي لم يضم نهنهة طفل من قبل... لو أن خطيبي لم يستشهد في الحرب مع إيران لربما كان لدي الآن شاب أو شابة على وشك بلوغ سن الزواج، بكيته كثيرا، رغم أني وافقت عليه فقط تحت إلحاح والدته وخواته، تستطيع أن تقول أني أشفقت على شغفه بي، وأنا عندئذٍ لم أكن أفكر في حب أو عواطف تجاه شخص بعينه، ربما تستغرب ذلك، وأبضا لم أود أن أعكر صفو فرحة أهلي بابنتهم الكبرى، وإن صرعت للأبد حلم السفر بعيد المنال لأتعلم وأكتسب مهارة أكثر، في روما أو باريس أو أو أو... ولكن ما زلزل كياني بعد ذلك بفترة حقا تلك الشظية اللعينة التي هوت على رأس والدتي في حديقة الدار، كانت تحب الاهتمام بشتلات الورود وسقي الزرع كثيرا، بالمناسبة، أي ورود تحب، الجوري أم الرازقي، بالنسبة لي أنا أعشق عبق الغاردينيا والمنوليا، كانت حديقتنا عامرة بأشجارهما، أقطف وردة غاردينيا كل يوم وأضعها في حقيبتي قبل خروجي صباحا...
"أأرحل عنكِ وقصتنا أحلى من عودة نيسانِ
أحلى من وردة غاردينيا في عتمة شَعرٍ أسباني..."*
بالمناسبة، شَعري كان طويلا فاحم السواد..»
«وددت أن أكمل دراستي العليا، وكان جميع الأساتذة يشجعوني على ذلك بسبب تفوقي الدائم خلال سنوات الدراسة، ولكني تفرغت للعناية بوالدي، فجأة صار كالطفل في احتياحاته المستمرة ومتطلباته اللجوجة، كفاي لحد الآن تحفظان ملمس رأسه الرخو وأنا أضعه على الوسادة، أقَبل جبينه العريض المنمش، قبل استغراقه في النوم الذي يتمناه أن يستمر إلى ما لا نهاية، كما هو شأني الأن، آخذ كثيرا من الحبوب المهدئة علّي لا أستيقظ أبدا، ولكني دوما أصحو، ندف من الثلج تستبطن جلدي لأعاود السؤال الممل: ما الجدوى من استمرار حياتي، دعك من الفلسفة الفارغة، فلم أجد داخلي سوى الخواء، من كل شيء، حتى تلك الموهبة التي كان يشيد بها الكثيرون ما بقيت منها سوى ومضات مشتتة خلفها توهج الماضي البعيد..»
رشقات المطر العاتية تراقص سكون المكان على إيقاع نغم رتيب حزين يزيدني ضجرا من تململ أفكاري بامرأة لم أرها من قبل، لم أسمع صوتها...
«أنا أرتبك عند الكلام، وإن كلمتك فسأكلمك أيضا بالإنجليزية، فأنا لم أنطق بغيرها منذ سنوات، مع أيٍ كان، حتى تهاوت أغلب مفردات لهجتنا، ولغتنا عموما، من ذاكرتي بعد أن أحسستها أحجارا تثقل لساني، ولذا أفضل الكتابة، إنها لدي أصدق تعبيرا عن الذات كالرسم، ودع الخيال يرسم لك صورتي حسب ماتهوى كما سأفعل أنا، يكفي أن أقول أني امرأة، وذلك ليس غرورا، ولكن حسب ما سمعته من قبل كثيرين، يمتاز وجهي بجمالٍ من نوعٍ خاص، ذات إطلالة تشد الانتباه، لحد الآن صدقني..»
«تثيرين إعجاب أي رجل بملامحك البالبلية، وكأنك منحوتة غادرت لتوها أحد المعابد الملَكية وقد نضحت فيها عشتار قبسا من روحها السرمدية».
«هكذا كان يقول، التقيته في عَمان، كان رساما كبيرا، في العمر والموهبة، جاب نصف بلدان العالم بعد خروجه المتخفي من العراق، بسبب إتجهاته السياسية، وحصوله على الجنسية الأمريكية بزواجه من إحدى بنات العم سام، طلقها وترك لها ولديه متخففا من كل مسؤولية تثقل كاهله في طريق لا يدري له نهاية، الآن هما في مثل عمرك تقريبا، استغلني؟... ربما، وأنا... استغللته أم أحببته أم انجذبت لكل ما هو عليه، لا أستطيع تحديد ذلك بالضبط لحد الآن، يمكن أن تقول إن كلا منا كان يبحث ويحتاج للآخر في تلك المرحلة بالذات، لم أتعزز عليه كثيرا رغم أني أعشق مراوغات الأنثى تلك، كما فعلت مع خطيبي السابق، رحمه الله، هههه... تلك صفة من صفاتي، لم تجبرني السنون على تغييرها وعليك احتمالها، وإن كنا صديقين ليس إلا كما اتفقنا في البداية، وإياك أن تسمح لمشاعرك أن تسيرك نحو طريق الحب الوهمي، إن أحسست ذلك في عبارة من عباراتك يوما فسوف أقطع كل اتصال بك في الحال، دعني أحدثك على سجيتي ما استطعت، وإن كنت بصراحة أتشوق بين الحين والآخر لمغامرة من نوعٍ خاص، أو تستطيع تسميتها نزوة حب جارف يهبني سببا لاحتمال الحياة ولو بصورة مؤقتة..»
كم مرة هممت بقطع التواصل معها ودون إبداء أي سبب وقد حفزتني إلى ما كانت تحذرني منه، بمكرٍ خفي ربما، وحياتي في هذه المدينة المتطرفة شبه الميتة من بعد الغروب لا تحتمل أي تعقيد مضاف، تكفيني آلام رحلتي الطويلة التي قذفتني إلى هذا المنفى الشمالي، من أجله خاطرت وخلفت كل شيء ورائي، متفلتا من أسوار العجز الشائكة التي كانت تحوطني من كل صوب، لم يخالجني الظن أنه سيتبعني كظلٍ كابٍ إلى هنا، متسللا الحدود، وفي النهاية لا أجني غير راتب ضئيل، يشاركني فيه أهلي المحتجزون هناك، قليل الأصحاب والاختلاط، الشيب يتكاثر في شعر رأسي بسرعة توالي الأيام المتشابهات حتى بما تمليه علي من أفكارٍ شيطانية، وقد صارت تلك المرأة البعيدة ـ القريبة تلظي نيرانها في أوردتي أكثر فأكثر... ولكني لم اقوَ على تنفيذ قرار القطيعة أبدا، أقرأ أكثر بكثير مما أكتبه لها، تقودني لهفة عظمى لمعرفة كل شيء عنها، ملء الفراغات التي تتركها، متعمدة، لتجذبني إليها بقوة أنثوية بارعة، وإن تحمست وسألتها عن شيء من تلك التفاصيل التي كثيرا ما تؤرقني تتفلت من الإجابة بتحويل مسار الحديث وببراعة حاذقة إلى موضوعٍ آخر يستلبني بالكامل، أو قد ترد بثقة متذمرة أنها حدثتني عما أسأل عنه أكثر من مرة، مصوبة سهام اللوم لقلة تركيزي، وما أهون استغباء رجل من قبل امرأة مشدودا إليها، وإن كان كلٌ منهما في قارة...
لم تحكِ لي سوى مقتطفات عن أسباب الطلاق من رجل يسكن عوالم اللوحات أكثر مما يحيا في الواقع، نفورُ، تمرد على البرواز العتيق الذي أراد وضعها فيه، لا تتحرك إلا في حدود المساحة التي حددها لها، بإيقاعاتٍ ثابته، لا تسمح لها بتعكير صفو مزاجه أو التسبب بإحراجه أمام الآخرين، والأهم أمام فارق السن في فراشهما الوثير...
«هو راح يبحث عن نموذج آخر، يمهره ببصماته البارعة الخاصة، أما أنا..»
كيف تعرفت على ذلك الشاب العربي، دون أن تحدد جنسيتة، ومتى، قبل طلاقها أم بعده؟؟؟... دخل أمريكا بصورة غير شرعية، اعترفت إنه يصغرها بسبعة أعوام، خطف أنفاسها باندفاع امرأة لم تلتع بشبق الحب ولا حتى رومانسيته من قبل، التياع مجنون نفح روحا جديدة في ريشتها لدى انزلاقها على جسد اللوحة، مكنها من رسم ذاتها بانسيابية بحثت عنها طويلا...
«لا تقل لي أنك لم تمر ولو لمرة واحدة بلذة امتلاك العالم بين قبضتيك ثم انصهاره داخل حواسك لدى همود كل شيء فيك..»
طلقها ما أن حصل على جنسية الفردوس، استلب جل ما جمعته من بيع لوحاتها التي عرضت في أكبر معارض نيويورك، بالاشتراك مع فنانين آخرين تعرفت عليهم من خلال زوجها الأول، بالإضافة إلى مجموعة من النقاد والمهتمين بالفن التشكيلي، طلقها رغم إدمانها عويل شهوته، وابتلاع غصتها بمر خياناته، في بيتها الفاخر، قبل استنزافه وكل ما تملكه كضرائب متراكمة عليها، على سريرها المستدير، كانت ترقبه عبر الباب الموارب وإحدى صاحباته، وكأنها تبصر انسحاق جسدها هي، يصبها المنظر المستفز تمثال شمع تخاتله ضراوة اللهيب، لم تعِ حركة يدها السريعة فوق الورقة البيضاء المستندة إلى لوح خشبي، بينما راحت يدها الأخرى تقبض عليه بتشنج يتزايد شهقةً تلو الأخرى، تتطافر قطرات عرقها الملحية من جبينها، تتصبب من مسام جلدها، حتى تطرح أرضا قرب رسمها دقيق الخطوط، المثقل بالظلال الفحمية الملتسعة بشرر الدمع...
بادلته الخيانة بمثلها؟... لم أجرؤ على سؤالها عن ذلك أبدا، أنا المستمع الوحيد لشكوى أتمنى ولا أتمنى النفاذ من شباك حيرتها وضياعها في لجة الغضب المستفحلة في عروقها، تهبها مزيدا من ظمأ التيه، عن ذاتها، عن لوحاتها، ينزع عنها الانتماء لأي مكان أقامت أو ستقيم فيه، تتكور داخل فقاعة هائمة في فضاء فوضوي، تتابع الأخبار وهي منطرحة على سريرها الحديدي وسط بعثرة أغراضها، بحدقيتين محمرتين متحجرتين، يسومهما الدمع والاستغراب واللامبالاة في آنٍ واحد، تبحلق في دمار وطن بعيد، يسكنها لوهلة ويغترب عن ذاكرتها طويلا، كما لو أنها تسمع اسمه للمرة الأولى، ترقب ذعر عوائل الجنود المسافرين للقتال، ترحاله إلى عيون أولئك البؤساء الملوثين بدمائهم ودماء ضحاياهم، لعلها كانت فيما مضى تعرف هذا أو ذاك، لعل أحدهم غازلها على استحياء ذات يوم، تحرش بها، أضحكتها حماقة تودده إليها، وتلك العجوز الناحبة، يمكن أن تكون كرمشة وجهها الحزين بصمت لوحة من لوحاتها المنسية...
حماقة أم يقظة متأخرة شدت في داخلي عصب الانتفاض على كل شيء، التذمر على خمول حياتي وسكونها عند شاشة الكومبيوتر، أستقي حكاية تلو الأخرى من شهرزادي حتى الخدر، تسلبني حق التفكير بمتناقضاتها ومبالغاتها، مفارقات الغنى الغافي فوق السحاب والفقر المعتصر كينونتها، يحيلها إلى شبه متسولة، قدرتها على جذب الرجال في أي حال تكون عليه، أغنياء وذوي مكانات اجتماعية مرموقة، نقاد يمدون لها أيديهم، يحاولون تلقفها من متاهتها ووضعها في المكانة الفنية التي تستحقها، دون وصاية من الرسام العجوز، تفضيلها التسكع مع المتشردين في حياة بوهيمية تتلذذها يوما وتكون أكبر دافع يتلقفها للتفكير بالانتحار أغلب الأيام، ويتكرر السؤال اللجوج, كما لو أنها توجهه لطالب بليد تعرف تماما عدم مقدرته على الإتيان بإجابه مقنعة عليه: «لأجل ماذا البقاء؟؟؟»..
قذفت كلماتي كطعنات خنجر، كل ما في داخلي يبصق الحياة العفنة التي تأسرني هنا، بعيدا عن صرخات أخي المختلجة أذني كهزيم الرعد لدى بتر ساقه إثر انفجار هز منطقة من المناطق المغيبة عن ذاكرتها المضطربة...
(انتحري، أو افعلي ما تشائين في دنيا محدودة الخيارات، ومن يدري، لربما ألحق بكِ بعد حين، أما الآن فكفي عني بهلاوسك وسخرياتك التي تصل بي إلى حد القهقهة وإن كنت تستخرجيها من رحم المأساة، بتشتت ألغازك التي حكتها حولي مثل أنثى العنكبوت...)
«مع الأسف، ظننتك مختلفا عن الآخرين، كلكم حمقى، كلكم حمقى، حمقـــــــــــــى.»
ستارة شفيفة ناصعة البياض منسدلة فوق وجه خمري اللون، يومض ببريق فيروزتين رائق، لوحةٌ صغيرة اعتلت الجانب الأيمن من آخر رسالة وجدتها على الماسنجَر بعد أيام عسيرة من القطيعة، لم تتضمن سوى كلمة واحداة: «الوداع..»
ستة أحرف تتلفع بملمس أفعى زلق تتزحلق خطواتي فوقه، ما أن يعتقني حرف حتى يتسلمني آخر، لأدور في فلكه من جديد...
يرود شاشة الكومبيوتر الصامت يجلدني، ضبابية الأسئلة والتشككات المتصافعة داخلي تسخر من بلاهتي وميلودرامية جملها المسرحية مرة وتلقيني مرات إلى شطط من هذيان، يضنيه البحث عن حقيقة تلك المرأة التي واتتني مثل عاصفة ثلجية، لم تخلف غير أكوام رمادية هشة، تتصلب، تزداد كثافة حينا بعد حين داخلي بدلا من تلاشي الذوبان...
* من قصيدة نهر الأحزان ـ نزار قبّاني
قاص وروائي عراقي مقيم في الأردن
10 ـ 11 ـ 2009 عَمان