يعود الشاعر التونسي الى لحظة فجائعية خاصة، لصورة الضحايا ممن اختاروا الرحيل الى الضفة الأخرى بحثا عن العمل لكنهم انتهوا في البحر.

حارقون إلى الأبد...وأنتم؟!

محمد علي القارصي

إبرَاهِيمُ و أيْمَنُ وَزِيَادٌ

عَلَى جَنَاحِ القَارِبِ

نَاصِرُ يَأخُذُ بِأيدي الوَافِدِينَ

مِن الصّغار.

شَوقي يَرْقـُبُ إتجَاهَ الثوره

لـَمْ تـَبْلغه مِنهَا بَعْدُ إشَارَةُ الإنطِلاَقِ

يُقـّلِبُ حَمَزَةَ أوْرَاقـًا

ثم يُلقِي بـِهَا عـَلى الرَّصِيفِ

عـَلى شَاشَة التـِلفَازِ دِمَاءٌ غـَزِيرَة فِي صَنْعَاءَ وَحُرْقـَه.

وأمَال تـَذبحُ في حمى الجُنُونِ

فِي طُبرُق رَعْدٌ وَفِي الزَّاوِيَةِ شباب فِي المَسَالِخِ

قـِطَعٌ, قـِطَعٌ ..... رُكـَامٌ فِي كـُل الأَزِقـَّةِ

والقـُلـُوبُ

سِلاحٌ, سِلاحٌ, سِلاحٌ         

ثم حَشرَجَة قـَبْلَ انـقـِطَاعِ     

البَث......                  

 رَحَّبَ حَمَزَةُ بِقـُدُومِ كـَرِيمُ وَمَكْرَمُ.....

زُهُورُ البِلاَدِ بَصَقوُا عَلى كـَلِمَات خشبية:

(الأجندة الإتّفَاقُ إحتقان حزمة، رزمة، سقف،مطالب ....)

لا أجندة وَلاَ زَعِيمَ بَينهُم

لا َ أرْض وَلا تـَفـَاوُض.

يـَتـَرنـَّحُ قـَارِبُ الرِيحِ...

تـَقـَدَّمَ شـَوْقِي

وَحمّه وَيَسِين

جَلـَسُوا قـَرِيبًا مِنَ الرُّبَان  

يـَتّسِعُ المَكـَانُ وَ تـَضِيقُ القـُلـُوبُ

عـَاطـِفُ وَ العَرْبي وَ حَاتم

عـُقـُول فـِي عُهْدَة العَاصِفـَه

كـُسور تـَنَاسَاهَا الحَريقُ

وَيتـَكَسَّرُ الصَّدَى عـَلـَى عـَتـَبَات

وَهـْمِ الخَلاَصِ

جـَزيرَةُ تـَبدُو قـَريبَة ًبَعِيدة.

معذرَة زُهَير وَناصِرُ

بـَرَاعِمُ القـَافـِلة

وَدَاعًا زيَادُ وَ سُفيان

وَ وَليدُ

سـَتـَكـْتـُبُ الصُّحُفُ أسْمَاءَ

اخترَقـَهَا الرَصَاصُ

وُ أخرَى أنقذهَا المَوْجُ

وُ جُثث أخْرَى عَلى قـَائِمَة الانْتظار...

وأنتم؟!

 

ملاحظة:الأسماء الواردة في القصيدة هي الأسماء الحقيقية لضحايا تحطم مركب المهاجرين التونسين خلسة إلى جزيرة لمبدوزة انظر جريدة الصباح يوم20  مارس (عيد الإستقلال)2011

 

شاعر من تونس