الحراك السياسي والإصلاحي الذي يعرفه وطننا، يجعل المثقف المغربي,أمام محك مليء بالأسئلة الراهنة المنفتحة على المحيط السياسي والاجتماعي والاقتصادي بكل حمولاته التي تحتاج إلى فكر منخرط، يحول اللغة إلى ممارسة بآليات تتفاعل فيها الفضاءات الثقافية التعبيرية بمختلف الأجناس وتجسد الفكر على أرض الواقع ,بالانتماء الفعلي إلى الأسئلة القلقة المحيطة بالذات الثقافية ,والداعية إلى الانخراط في التفكير الجماعي لكي لا يظل المثقف خارج نسقه بعيدا عن التدبير الفكري الذي يعتبر آلية الاشتغال الأولية لخلق الاستراتيجيات الكبرى للخروج من الأنفاق الضيقة التي عادة ما يحدثها التصدع الناتج عن اعوجاج في الأطروحات المطالبة بالإصلاح والتدبير في مجالات حية وإستراتيجية... إن مسؤولية المثقف وانخراطه في الأسئلة القلقة هو بوابة لمد الجسر بين الفكر والواقع المدبر,وفتح العقول التي يمكنها بانخراط المثقف إن تنشغل بجوهر التدبير وإمكانية جعله تدبيرا نابعا من الوعي بالسؤال الجوهري والأساسي عن الفضاء الذي يحتاج إلى تكاثف الجهود بين الفكر والواقع من اجل الخروج بخارطة طريق ومسالك منفتحة على المستقبل الأفضل....من هذا المنطلق فان التفكير في فضاء اشتغال جيل جديد من المثقفين المغاربة ليس بالمفهوم العمري بل بالمفهوم الفكري ,يجعلنا نضع السؤال ونحن نتجه الى تأسيس فضاء اشتغالنا من منطلق يشدنا نحو المستقبل ,متألمين فعلا من انزواء مثقفينا ,وانغلاق مؤسساتنا الثقافية على ذاتها في حروب تكاد تكون مجانية وغير مفيدة للجسم الثقافي المغربي ,ناهيك عن وجود أسماء لا علاقة لها بالثقافة والفكر تجول وتصول في فضاءاتنا الثقافية باسم الفن والفكر والإبداع، ربما في غفلة منا أو بخلط الأوراق في دروب الفوضى والتعتيم... إن مجتمعنا اليوم يعيش مرحلة تاريخية تدعو المثقف الى القيام بدوره الريادي والتأطيري وتحمل المسؤولية أمام وطنه وضميره ومجتمعه، و سيضعنا الانزواء اليوم في موقف سلبي من هذا الحراك التاريخي الذي سيستمر في خط موشوم بمحطات أساسية ومصيرية,ولهذا فان الإعلان اليوم عن ميلاد "جيل جديد من المثقفين المغاربة" هو دعوة صريحة إلى ركوب سفينة التاريخ لكي لا نخلف الموعد.....
إذن أمام هذا المشهد الثقافي المغربي الملتبس وفي ظل الانقلاب الحاصل في آليات التواصل بين الفاعل الثقافي والمجتمع خصوصا على مستوى أسناد التواصل الإلكترونية نرى أنه قد أصبح من الضروري بل أن اللحظة الحاسمة والمواتية قد نضجت لتوحيد شتات المئات من الأصوات المغربية التي راهنت على الشبكة العنكبوتية منذ نصف عقد من الزمن في التواصل مع المتلقي من أجل بناء إطار ثقافي مغربي نتمنى أن يشكل قيمة مضافة وازنة في فسيفساء الهوية الثقافية المغربية التي من دون شك قد هزت كيانها هي أيضا رياح الرقمية والمعلوماتية وحتمية الانخراط في تكنولوجيا المعلوميات ... وانطلاقا من كل ما سبق قررنا أن نكف عن الانتظار ونشرع في مراحل التحضير لتأسيس إطار وطني يضم ما اصطلحنا على تسميته "الجيل الجديد للمثقفين المغاربة"
وكأرضية للنقاش، نقترح أن يقوم هذا الإطار على الأسس التالية:
1ــ أن يحمل اسم : إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة.
2 ـ أن تعهد تدابير التأسيس إلى لجنة تتشكل أساسا من الأسماء الموقعة أسفل هذا البلاغ والتي أسهمت في إطلاق هذا المشروع منذ البداية كما يمكن إنضمام أسماء أخرى دعمت المبادرة بطريقة مباشرة أوغير مباشرة.
2 ــأن يكون الانضمام إلى هذا الجيل الجديد مفتوحا لجميع الأدباء والكتاب والكاتبات المغاربة الناشطين في مجال النشر الإلكتروني أساسا أو الإلكتروني والورقي معا منذ سنتين على الأقل قبل تعميم هذه الأرضية.
3 ـ أن يكون هيأة ثقافية تتمتع بالإستقلالية التامة عن أي تيار سياسي أو إيديولوجي أو نقابي .
4 ـ لا يهدف إطار إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة ليكون بديلا عن إطارات ثقافية وطنية يشهد لها تاريخ الثقافة المغربية بالرسوخ والنضال والتراكم الوازن منذ عقود ...
5 ـ يتفق الفريق المعد لهذه الأرضية على تحديد أجندة لإعداد لقاء تشاوري على المستوى الوطني يتم من خلاله انتخاب لجنة يعهد إليها الشروع في إعداد مشروع قانون أساسي للإتحاد يتم عرضه لمناقشته والتصويت عليه خلال الجمع العام التأسيسي .
6 ـ يتم لاحقا تحديد مكان مقر الإتحاد على ضوء تطور معطيات التأسيس.
وستعمل اللجنة التحضيرية على موافاة الرأي العام الثقافي المغربي بكل جديد عن عملية التأسيس. كما أنها تنتظر تفاعلكم واقتراحاتكم التي ستكون لا محالة خير سند لنا لتحقيق هذا الهدف النبيل.
-عناوين الإتصال بالإتحاد هي:
ueimoroccan@yahoo.fr
ueimoroccan@gmail.com
ueimoroccan@hotmail.com
الموقع الإلكتروني:
http://ueimarocains.wordpress.com/
توقيع
بديعة الراضي، عبدالعزيزبنعبو، عبده حقي