بيان التجمع الثقافي المقدسي: حول طرد السيد جاك برزخيان من الشارقة

نعلن عن ارتياحنا لقرار حاكم الشارقة الدكتور سلطان القاسمي بطرد السيد جاك برزخيان وإبعاده عن مؤسسة الشارقة للفنون وبينالي الشارقة. وهو قرار، على أهميته، نرى أنه قد جاء متأخراً، بعد أن أوقع جاك برزخيان أضراراً بالثقافة العربية، من خلال استغلاله لموقعه في الشارقة في السنوات الماضية.

وها هو اليوم السيد جاك برزكيان، الذي كان يمارس الرقابة بأبشع أشكالها في البينالي المذكور، يزاود ويزعم أنه شهيد الرقابة ويفبرك عرائض احتجاج لدعمه، وللأسف انزلق بعضهم ووقعوا في الفخ.

ونحن نتساءل، كم عملاً منع جاك برزكيان بنفسه في البينالي الفني المذكور لأسباب رقابية؟ لقد سبق  لبرزخيان طرد عدة فنانين من بينالي الشارقة لأسباب رقابية والقصص معروفة لمن يهمه الأمر. وقد اعترف برزخيان قبل أسبوع في لقاء مع إحدى الصحافة  الامارتية بالانجليزية بأنه غفل عن مراقبة العمل المذكور الذي يزعم بأنه كان السبب وراء طرده وإنه لو انتبه للعمل المسيء لكان منعه! ونحن في النهاية نعلن موقفنا الواضح مع الحرية الفنية والفكرية ونستنكر الرقابة أياً كان مصدرها، لكن المعلومات التي تسربت من الشارقة تؤكد بأن  طرد جاك برزخيان جاء لأسباب مالية و أخلاقية، وربما بعد أن انكشف دوره كوكيل إسرائيلي وعميل للسياسات الغربية الامبريالية (يمكن مراجعة الخلفيات السياسية لقسم كبير من الضيوف الأجانب والعرب الذين كان يحضرهم لدولة الإمارات العربية المتحدة. يمكن مراجعة معاداته المستميتة لجميع حركات التحرر وقوى المقاومة. يمكن مراجعة برنامج البينالي الأخير الذي أفرد فيه مساحات واسعة لتلطيف فكرة الخيانة ونقلها إلى مستوى وجهة النظر الفنية).

وحين فقد السيد جاك برزخيان الأمل من إمكانية إعادته إلى موقعه الذي لا يستحقه في الشارقة، والذي حقق من ورائه ثروة طائلة في السنوات الماضية؛ ها هو  يحاول الانقلاب على أولياء نعمته ويحاول إبتزار القائمين على مؤسسة الشارقة وبينالي الشارقة، الذين انتبهوا متأخرين إلى حقيقته وكان عليهم طرده منذ سنوات. بالأحرى كان عليهم عدم منح وكلاء التطبيع -من الجهلة المزوقين بالمصطلحات التي لا يفقهون معناها- مكاناً في مراكز القرار الثقافي والمالي العربي. ولا سيما أن حاكم الشارقة والكاتب المسرحي الدكتور سلطان القاسمي معروف بمواقفه العروبية المناهضة للتطبيع.   

نثق أنكم تعرفون حجم الضرر الذي يمارسه كارهوا الثقافة العربية الاسلامية، من أمثال جاك برزخيان الذي حارب حضور فلسطين المقاوم في الإمارات العربية المتحدة بطرق خبيثة طوال وجوده هناك. ولعلكم تعرفون أدواره التطبيعية وكونه الكيوريتر المعتمد والنموذج الذي يريده لنا الاسرائيلون منذ أن كان منسق معارض في "متحف إسرائيل" في القدس المحتلة، قبل أن يتم تصديره الى الإمارات العربية المتحدة تحت غطاء أنه "مستشار وزير الثقافة الفلسطيني". لعلكم تعرفون ملفات فساده وإفساده في "وزارة الثقافة الفلسطينية"، و"تعاونه" مع مؤسسات إسرائيلية بل ودوره في تنظيم احتفالات اتفاقية جنيف التي تفرط بالحقوق الفلسطينية وتفرط بالقدس. ولعلكم لا تعرفون أنه لا يتورع عن تقديم وشايات للسلطات: من سلطة رام الله إلى سلطة السفارات الأجنبية إلى سلطة الاحتلال.

وفي النهاية ها هو يدبج عرائض زائفة ومن خلال علاقاته الاسرائيلية يدفع بعض الصحفيين الأجانب المضللين إلى الدفاع عنه من أجل الضغط على حاكم الشارقة  الذي نثق بأنه لن ينصاع للابتزاز ولن يقبل باستمرار الخديعة. بعد تاريخه الحاشد بالفساد والتطبيع يحاول برزكيان أن يلعب دور شهيد الرقابة ويرسل رسائل لاستدرار تضامن كاذب معه من مؤسسته المشبوهة (التي تدعى المعمل) والتي ندعو إلى مقاطعتها ووقف العمل معها ومع الدوائر التي تقف وراءها وتمولها. 

إن لم نتصدى، كمثقفين وفنانين فلسطينيين وعرب، لأمثال جاك برزخيان من الفاسدين دعاة تقويض الثقافة العربية وثقافة المقاومة، ودعاة الاستسلام للاستعمار الجديد، أمثاله من المتطفلين والمتسلطين على خطابنا الثقافي والفني، إن لم نتحرك كمجتمعات ثقافية لها إرادة وطنية حرة؛ فلا  أمل إذن بتحرير الحياة الثقافية العربية، التي ينبغي أن تنهض إلى مستوى ثورات الشباب في العالم العربي.

 

 

التجمع الثقافي المقدسي

فلسطين المحتلة، أيار/مايو 2011