يستدعي الشاعر المغربي اللحظة الراهنة بكل زخمها الثوري، محررا قواها الفاعلة في التغيير محفزا على جعل الغد بديلا لويلات الاستبداد والطغيان.

تميمة النصر

صلاح عليوة

 

يا صديقي

لا تبالي

بادعاءات الأعادي

كلها زورٌ و باطل

يا صديقي

أنت أقوى 

من قلاع الليلِ ..

من صخرِ المعاقل

أنت أقوى .. 

لا الأعاصيرُ ستثنيكَ

ولا رعدُ الزلازل

 

قال أعداؤك : هادن

وقّع الصكَ, تنَازل  

قل لهم: بل سوف أبقى

وأقاتل

لم تزل في القلبِ آمالي

و في كفي المعاول

ربما تعلو المتاريسُ أمامي  

و يريقُ القحطُ أعمارَ السنابل

غير أني سأناضل

ربما تهوي رياحٌ بشراعي

و يهيل الليلُ أضواءَ المشاعل

غير أني سأواصل

 

إنني أصغي إلى التاريخِ

و التاريخُ قائل:

قم و حاول

سر لما تبغي

و لو قالوا:

عناءٌ دون طائل

سر ولو ردتكَ أحلافٌ 

و عادتك قبائل

سر ..

و لو عبر المتاهاتِ

الأساطيرِ

الأعاصيرِ

السلاسل

 

ثبت القلبَ

تحامل

قم ولو لليأس ألقيتَ 

و صار اليأسُ

فتّاك الأنامل   

قم وحاول 

جولة أخرى

تدير الحربَ

تُدني النصرَ ..

تطوي من تطاول

دفعة أخرى

لتنهارَ المصاريع

و ترتج المداخل

لحظة أخرى

تجرُ الأمن

من جوف القلاقل

خطوة أخرى

وتنساب على المرسى  

ابتساماتِ الأصائل

 

سر على جمرِ المفازاتِ ..

على شوكِ المجاهل 

سر ..

و لو نادى المنادي :

كل هذا الكونِ زائل

سر وواصل,

روّض الخوفَ

تخط الحزنَ

و اغرس

ما تبقي

من فسائل