هاتفي لا يرن مطلقا في هذا الوقت من الليل، فقط أتفحص الرسائل المرسلة، وأجدها كلها لشخص واحد، طالما نبض قلبي باسمه،أجدني وبطريقة تلقائية أطلب الرقم الذي يسجله الهاتف باسم"حبيبي".
-الرقم المطلوب مغلق أو غير متاح من فضلك.
انتظر كالعادة لساعات وساعات أفكر بك، وأتمنى أن أطلب الرقم، فلا أجد الرد الذي تعودت عليه حتي أصبح عاديًا جدا،وغيره هو الغريب.
منذ شهور قليلة كنت أجلس بنفس القلب المضطرم بالغضب والحزن، قلب امرأة تنتظر وهي تبكي ولا تعلم ماذا يحدث بعد؟
الآن أجدني اعتدت الأمر، وراجعت جملة الأحلام التي صنعتها في بداية قصة حبي وأخذتني ضحكة استخفاف وسخرية بكل تلك الرومانسية والأوهام الغرامية، كم كنت خيالية حينما نسجت هذه الأحلام، وكم كنت حزينة في أولي لحظات الكشف، كشفي أنك رجل عقلاني، تستخفُّ برومانسيتي وتعتبرها"قديمة قوي".
لا زال هاتفي نائم وعقلي وعيوني في يقظة مخيفة، والليل يمر والدقائق تحرقني، أطلب الرقم للمرة التي لا أذكر.
- ألو
- وحشتني........
- انتي كويسه؟
- تمام،حاول تفتح الشباك وتشوف القمر شكله حلو قوي النهارده
- قمر!!!!!،أنا هنام بعد شوية عايزه حاجة.
- تعرف إنو يشبه........ يشبه حاجة حلوة، لونه فضي وجميل، شبه نص السندوتش.
- نص السندوتش!!!!!،إنتي جعانة.
- لا بس أصل الوقت بيمر بسرعة وانت هتنام وعايزه أقول لك حاجات كتير فتلخبطت.
- طيب سلام أنا هنام، تصبحي علي خير
- وأنت من أهله
أذكر أنني جلست لساعات أمام القمر هذه الليلة، أنظر إليه وأبحث له عن تشبيه آخر غير نصف السندوتش، فلم أجد.