دأبت الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة منذ عام 1967 على اتخاذ اجراءات في غاية الصرامة والقسوة ضد الاسرى الفلسطينيين والعرب ضاربة بعرض الحائط بالقرارات التي اكد عليها القانون الدولي الانساني ,وراحت اسرائيل تفعل كما تشاء من ممارسات بحق الاسرى شملت مأكلهم وملبسهم ومنامهم وظروف حياتهم ومنعهم من النوم لايام طويلة والشبح والتعذيب والاذلال وحرمانهم من زيارات ذويهم كما هو يحصل الان مع ذوي الاسرى في قطاع غزة وكذلك من ابناء الضفة الغربية بحجة المنع الامني بالاضافة الى منع الاسرى من التقدم لامتحانات الثانوية العامة منذ عام 2007 , والتشديد في الاحكام الصادرة بحقهم من خلال اللجوء الى قوانين عنصرية والعزل الانفرادي والاعتقال الاداري والنفي والابعاد واقتحام غرف وخيام الاسرى ليلا ورشهم بالغاز المسيل للدموع والقنابل والرصاص الحي مما ادى الى استشهاد العشرات من الاسرى .
ان الحديث عن معاناة الاسرى في ظل الأسر الاسرائيلي لا يغطيه كتاب او تقرير صحفي او فيلم او قصيدة او رواية او برنامج لان مسلسل الاعتقال لم ينته من قبل سلطات الاحتلال فطالما استمر الاحتلال فألاعتقال مستمر لان ذلك يشكل الارضية الاستراتيجية للاحتلال لانه يهدف من وراء الاعتقال طمس الروح الوطنية , وهذا لم يحدث لدى ابناء الشعب الفلسطيني الذين تحدوا اجراءات الاحتلال وجعلوا من المعتقلات اكديميات للعمل الوطني والاكاديمي رغم تلك الاجراءات القاسية التي واجهها الاسرى بمعنوياتهم العالية علو جبال الكرمل وعيبال وجرزيم والمكبر ,وخاضوا نضالات جبارة خلدت في سفر النضال الفلسطيني .
واليوم وبعدما عجزت كل القيادات العسكرية الاسرائيلية عن مواجهة ارادة الاسرى يقرر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، وقف كافة «الامتيازات للأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية بسبب رفض حركة «حماس» السماح للصليب الأحمر بزيارة الجندي الإسرائيلي الأسير لديها جلعاد شاليط.وشن نتنياهو هجوماً عنيفاً على الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال، واصفاً إياها بالقتلة والإرهابيين الذي كانوا يعيشون في «حفلة» داخل السجون ولكن «الحفلة انتهت الآن» على حد تعبيره.
ويأتي ذلك الهجوم قبل يومين من حلول الذكرى الخامسة لأسر شاليط وفي خطوة وصفتها الصحافة الإسرائيلية بالهادفة للضغط على حماس لإطلاق سراحه وإعادته حياً.
وقال نتنياهو: "قررت تغيير سياسة إسرائيل تجاه الإرهابيين داخل السجون ونحن ملزمون بالقانون الإسرائيلي والقانون الدولي والمعاهدات الدولية ولسنا ملزمين بأكثر من ذلك".
وأشار نتنياهو إلى إن السلطات الإسرائيلية ستتخذ "سلسلة خطوات لتغيير سياسة السجن" مضيفاً: "فقد أوقفت النظام الذي يسمح بالتسجيل للدراسة الأكاديمية فلن يكون هناك بعد اليوم طلبة دكتوراه للإرهاب ولا طلبة ماجستير للقتل .. انتهت الحفلة الآن".
وفي أول ردة فعل حول السياسة الإسرائيلية الجديدة، اتهمت الفصائل الفلسطينية إسرائيل بمخالفة القانون الدولي الإنساني باتخاذها إجراءات عقابية ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
مطالبتاً المجتمع الدولي التدخل السريع لوقف هذه الانتهاكات.
وفي سياق متصل نظم مئات الفلسطينيين من ذوي الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي تظاهرة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة احتجاجا على مطالبتها بإجراء تواصل مع الجندي الإسرائيلي الأسير شاليط. وأكد هؤلاء رفضهم واستهجانهم لتجاهل معاناة أبنائهم القابعين في سجون الاحتلال منذ عشرات السنين مقابل الاهتمام بشاليط.
وما دام الامر قد اصبح بيد القيادة السياسية الاسرائيلية للامعان في زيادة معاناة الاسرى فأن المطلوب من القيادة السياسية للشعب الفلسطيني العمل على مساندة الاسرى ما استطاعت الى ذلك سبيلا , لانه لا يعقل ان نترك اسرانا لعبة بيد اسرائيل فقد ان الاوان من اجل القيام بحملة منظمة لفضح الاجراءات الاسرائيلية وتجنيد الرأي العام العالمي واقامة المؤتمرات للدفاع عن حقوق اسرانا وتحريرهم من اسرهم وهذا اقل ما نملك في سبيل انقاذهم .
لقد استخدمت اسرائيل كل اشكال العذاب والقمع والحصار حتى انها استوردت بعض تلك الاشكال من قواميس دول اخرى فماذا بقي لها لتعذيب اسرانا , وهل تبقى الدول التي تدعي الديموقراطية والدفاع عن حقوق الانسان في صمت ازاء ذلك .