مسرحية «عزلة» ... خدعة التواصل المصطنع في عالم مفكك

تعرض في السادسة والنصف من يومي الثلاثاء والأربعاء 12 و 13 تموز القادمين، مسرحية «عُزلة...»  التي تخرجها جويس الرّاعي عن نص لهشام البستاني تم تشكيله من قصص مختلفة له منشورة في مجموعتيه القصصيتين الصادرتين عن دار الفارابي في بيروت. سيقدّم العرض ضمن إطار حركي/إنفعالي/بصري يميّز انتاج مجموعة "جسد لفنون الأداء" التي تنتمي إليها مخرجة العمل، وهو يقوم جزئياً على "المسرح الابتكاري" حيث قام الكاتب بتوليف أجزاء من النصوص المكتوبة سابقاً بحريّة داخل عملية البروفات المسرحية وبالتفاعل مع المخرجة والممثلين، إضافة إلى كتابة بعض النصوص الجديدة ضمن سياق تفاعلي مع الانتاج المسرحي، وإن كان المصدر الأساسي للنص هو من قصتي "عزلة" و"ورقة على الطاولة بجانب الكرسي المقلوب" من مجموعة "الفوضى الرتيبة للوجود"، وقصتي "اليوم السابع" و"غيمة صيف بطعم العسل" من مجموعة "عن الحب والموت".

عن الفكرة الأساسية للعرض، يقول هشام البستاني مؤلف العمل: "يقارب هذا العرض واحدة من أهم الاشكاليات المعاصرة المتمثلة في ازدياد عزلة البشر بعضهم عن بعض من جهة، وعزلتهم عن عناصر الطبيعة الأخرى من جهة ثانية، وتقوقعهم الكامل داخل ذواتهم، رغم انفجار وسائل ‘الاتصال’ و‘التواصل’ المعاصرة، التي هي في حقيقتها وسائل لدفع الناس الى اعماق جديدة من الانعزال والغربة والانسلاخ عن الواقع الموضوعي." ويضيف: "النزعة الأنانية والتنافسية والتسابقية هي إحدى أهم مميّزات عصرنا، والتكنولوجيا الحديثة تعزّز هذا التوجّه اللاإجتماعي لتطوّر العلاقات البشرية من حيث تركيز عالم الفرد الكامل في مجموعة من الأدوات ‘الشخصية’ كالكمبيوتر المحمول والهاتف الخلوي والتلفاز، واستغراقه الكامل في هذا العالم الوهمي والاستهلاكي في ذات الوقت. هذا العرض يتحدّث عن هذه الأكاذيب بالتحديد".

فيما تقول جويس الراعي مخرجة العرض: "رغم الشكل الخارجي الخادع لعالم متكامل ومتواصل، فنحن في الحقيقة نعيش في عالم مفكك تبتعد عناصره بعضها عن بعض. بوعي أو بدون وعي، نحن نقتل أنفسنا ونقتل الآخرين. وهناك دائما ‘الأمل’، ذلك العنصر الخبيث التي يتسلل إلى داخلك دافعاً إياك إلى التفاؤل الذي يظهر كذبه حال اصطدامك بالآخر، بالعالم، بالكذب". وتضيف الراعي حول تقنيات المسرحية: "يعتمد العرض على دمج تقنية الفيديو ضمن اطار العرض المسرحي، لا بالشكل التقليدي المعروف، بل سيكون الفيديو جزءاً من الفعل التمثيلي الحيّ أو استكمالاً للفعل التمثيلي الحيّ، فتتفاعل الصورة المسجّلة مع الفعل الأدائي وتتكامل معها، كما سيدمج العرض مقطوعات من الموسيقى الحيّة التي سيؤدّيها موسيقيون بشكل مباشر".
سيكون العرض من تمثيل محمد بني هاني وبان المجالي ولارا صوالحة، أما السينوغرافيا فهي لمحمد بني هاني، والمادة الفيلمية لعائد نبعة.

جويس الراعي، مخرجة العرض، تحمل درجة البكالوريوس في التمثيل والإخراج المسرحي من جامعة اليرموك، كما تحمل درجة الماجستير في الأداء الجسدي/النفسي وتدريب المؤدّين من جامعة إكسيتر – بريطانيا. عملت كممثلة ومخرجة في العديد من المسرحيات والأفلام، وهي محاضرة في قسم الفنون المسرحية في الجامعة الأردنية.

هشام البستاني، كاتب النصوص، هو أحد أبرز أصوات الكتابة العربية الجديدة. له مجموعتان قصصيتان: "عن الحب والموت" (بيروت: دار الفارابي، 2008) و"الفوضى الرتيبة للوجود (بيروت: دار الفارابي، 2010)، وستصدر مجموعته الثالثة خلال أشهر عن دار الآداب. حازت انتاجاته الأدبية على تقدير نقدي لافت بوصفها كتابة أصيلة وجريئة وذات اسلوب متفرّد، مشغولة بحرفيّة عالية، وتنفتح على السينما والفنون التشكيلية والفوتوغراف وعلم النفس والشعر والفلسفة والعلوم. اختارته مجلة "إينامو" الألمانية كأحد أبرز الأصوات الأدبية العربية الجديدة ونشرت قصصاً له مترجمة إلى الألمانية ضمن عدد المجلة الخاص بـ"الأدب العربي الجديد" اوائل 2010.

يذكر أن العرض سيقدّم في إربد يوم الاثنين 18 تموز، كما سيقدّم في معان ضمن فعاليات أيام معان المسرحية يوم الجمعة 22 تموز.

للمزيد من المعلومات، الاتصال بـ:

هشام البستاني hbustani2@yahoo.com

جويس الراعي joyce_raie@yahoo.com