صدر للأستاذ عبد الرزاق الزاهر كتاب جديد حول الخطاب التلفزيوني ضمن سلسلة " السينما والتلفزيون" دراسة تحليلية مقارنة لنشرات الأخبار، في كل من القناة الأولى والثانية وقناة الجزيرة القطرية ثم القناة الثانية الفرنسية، ويتشكل الكتاب في حجم متوسط أنيق يتضمن 72 صفحة. منشورات سينما وتلفزيون تحث طلب من المجلس الأعلى للسمعي البصري ) الهاكا( .
في البداية قام الكاتب بتحليل الجريدة المتلفزة من خلال تناول عناصر اللفظ والصورة والصوت ومدى تأثيرهما على المتلقي مستندا بالدراسة " أليزيزفيرون" دراسة ذات مرجعية سيميو- قولية تغلب جانب اللفظ أو فعل القول ENONCATION ، وانتقل في محور آخر للتحدث عن الدليل في الأخبار الذي يستمد انطلاقا من المادة المتوفرة أي الوثيقة المرشد لعمل الجريدة المتلفزة يظهر هذا الدليل باستمرار كل المصالح والأقسام المرتبطة بالأخبار وذلك بواسطة شاشات معلوماتية تتطور محتوياتها على امتدادا اليوم، ويتسم الدليل حسب عبد الرزاق الزاهر بالمرونة، يقبل بإعادة النظر فيه جزئيا أو كليا وفي لحظة ويتسم بالتغيير المستمر تعبيرا عن رؤية قسم التحرير في علاقتها بالأحداث كما يتكون من عناصر ثابتة : الجينريك- الزاوية – الموضوع.
كما طرح الكاتب البعد الكاريزمي لدى مقدمي القنوات والأخبار الدولية والغائب في القناتين الأولى والثانية والذي يتضح من تعدد مقدمي الأخبار إلى درجة تفقدهم ثقة المتفرج وانتمائه، فعوض أن يشارك مقدم البرنامج في الحوار بشكل ناجح ويتحكم في ضيوف البرنامج من أجل أن يقدم موضوعا مقنعا بالنسبة للمتلقي من خلال قطاع الإعلام – القطاع الاستراتيجي الذي أصبح يدير السياسية والاقتصاد والفكر ..حتى أصبح يصنف من ضمن أسياد العالم، مناقشا ذلك من خلال تقديم مقارنة بناءة وشاملة بين أستوديو أخبار القناة الأولى والثانية والجزيرة القناة الثانية الفرنسية، معتمدا على عدة عناصر تتعلق بالألوان والصور ومهارات الصحفيين.
وبهذه المقارنة يظهر الفرق الشاسع بينهما فأخبار الجزيرة هي النقيض تماما لنموذج أورونيوز والخامسة سابقا. حيث أن ثقل الأخبار يستند أساس على البلاطو وعلى الجمع بين صيغة الباليو تلفزيوني والنيو تلفزيزني، قوة البلاطو من قوة المقدمين الكاريزمية، فبلاطو الجزيرة يستثمر كل الطاقات والتقنيات لإشباع فضول المتلقي واهتمامه، وفي المحور الأخير قدم جداول وبيانات دارسا من خلالها الوقت كعنصر مهم في العمل الإعلامي، المستغل في النشرات الإخبارية للقنوات التي توجد قيد الدراسة، الملاحظة التي سجلها الكاتب هو أن مبدئي الحوار والسجال غائبان في القناة الأولى والثانية وأن نشراتهما لا تنحوان هذا المنحى إذ يكتفيان بالاستجواب فقط.