هذه الجمرة مفعمة بهيام العشق، وهي لشاعر وفنان تشكيلي عراقي، يخطها كما يشكلها مجسما من اللغة والألوان. مزيج من العلامات والصور تتفاعل كي ترسم لنا لظى شاعر يتقرى من خلال القلق المحبة.

جَمرة القَلَق

حكيم نديم الداوودي

1

سأتبعُ

مسار ظلك

 أتصفّحُ دفاتر الذاكرة.

التفتُ الى أيامي العابرة

تمرّ

حمامة ًييضاء

لها هديلُ فرح

 

سألجُ

غرفَ ما مضى من العمر

 

ثمّت

لحظاتٌ تنبض

 

بصوتَ صبابتي

وبهزيم صواعقي

 

وهسيسُ خطوي

يتمشى

فوق هدب الزمن

فهل تتذكرني

فقاعاتُ فقري ؟

 

2

 

هات فرشاتك

أرسمْ حزن دمعتي

الماجنة

خلّ ِمتاعَك

في ُصرة السفر

وأحملْ

 معك

عشقك المعتقَ

زاداً في رحلتك المجرّدة

من رفيف الأمل

كلانا بلا ريح أو زوبعة

بلا ربحٍ أو غنيمة

سنقتسمُ الصبرَ

والعَرق

وغبارَ الطريق

 

خَلفك

تتثاءبُ تِلالٌ الشهقة

لا تلتفت اليها

هي سرابٌ

يَجرحُ رحيق الأمل

 

3

ليلاً

أرشقُ القمر

بأكاذيبي الصغيرة

فيأتيني مثلَ أُمنية بعيدة

يندسّ تحت غطائي

فلا يتحققّ العشق

ولا يلامسُك الشوقُ

إلّا إذا كنتَ اثنين في آن

عاشق ومعشوق

ففي ساحات

الوجد

لا بدّ أن تلتحم

فيك رغبتان

جارتان

تنحدران من أعالي

الغيوم

أنتَ ضحيتهما الأولى

وأنت الحَجرُ يجرفك الّسيل مِن

متاهٍ الى متاه

وأنتَ جمرة القلق

 

4

على سرير غربتي

تتشظي أحلامي

حلمٌ يخترق

عظامي

وآخرُ يمخرُ في دمي

 

لك قبعةٌ من الوهل،

تقي ذكرياتك من الصدأ

لك السفينة تجرح هلام

شاطئك المستعصي.

لك البُعد من دفئي

والقرب من كسلي

لك الشطّ والشطط ،

والتيه ُ

لك الصعودُ المفاجيء

والسقوط المباغت .

لك المفاجأة والمصادفة .

والصِدامُ والأسئلة

والمحبة

 فيك اتشظى إرباً

أناً اقتربُ منكَ

وحيناً نفترقُ

ولنا وسادةُ حبّ واحدة

 

شاعر وفنان تشكيلي من العراق