يقارب القاص والكاتب الأردني من أحدث "شرفات" الشاعر والروائي إبراهيم نصر الله والتي افتتحها ب"شرفة الهذيان"، وإذا كان العمل الروائي يذهب الى تأمل أثر الأنظمة السياسية في حياة شعوبها فإن المقال يتناول جانبا مهما في الرواية يتمثل في نقد راهن المشهد الثقافي والوقوف على بنيات الخلل داخله.

إدانة الوسط الثقافي في رواية «شرفة رجل الثلج» لإبراهيم نصرالله

موسى إبراهيم أبو رياش

تُعرِّي رواية "شرفة رجل الثلج" جانباً من عيوب الوسط الثقافي، على شكل وخزات ولسعات وأحياناً صفعات. لا تقول كل شيء، فلسان حالها: "إنَّ اللبيب من الإشارة يفهم".
تأتي إدانة الرواية للوسط الثقافي من خلال سردها سيرة مندوب صحفي "بهجت حبيب"، بدأ بسيطاً، وانتهى بسيطاً، لأنه لم يجد سلمه الخاص به، أو لم يحسن تسلق السلالم التي ترفعه إلى الأعالي.

سلطت الرواية الضوء على لقطاء الصحافة، الذين تسربوا إليها في غفلة من الزمن، مثل عبداللطيف الذي قفز من عامل كافتيريا إلى محرر، وأخيراً رئيس تحرير. وعندها شعر أنه تورط، ولا يستطيع الكتابة، فأوكل إلى مدير التحرير أن يكتب باسمه: "ولم يكن يفعل شيئاً سوى قراءة المقال للاطمئنان. وحين اطمأن تماماً لأسلوب كاتب مقالاته، لم يعد يقرأها إلا مع قهوة الصباح في اليوم التالي. وفي أحيان كثيرة كانت زوجته تسمعه يصيح بفرح: "عبقري، عبقري"، فتسأله: "مَنْ؟"، فيناولها الصحيفة كي تقرأ مقالته!"(68). وهكذا يجعل البعض من أنفسهم سلماً لصعود النكرات، الذين يصدقون أنفسهم، ويحسبون أنهم عباقرة لا يشق لهم غبار، وأن لا ثاني لهم.

أما كيف وصل عبداللطيف؟ فباعتماد معايير لا تمت للمهنية والكفاءة بصلة، فقد "أثبت... نباهته أكثر فأكثر، بحيث أصبح...  رئيس التحرير يعتمد عليه في أشياء كثيرة، من تلك الأشياء التي لا يكتمل وجود الويسكي والفودكا إلا بها"(34). ومكافأة على ذلك: "وجد نفسه محرراً في الصحيفة بين ليلة وضحاها، في ترقية لم يسبق أن عرفتها الصحافة من قبل (من عامل في مقهى الجريدة إلى محرر دفعة واحدة)"(25). وكنتيجة متوقعة، أصبح عبداللطيف: "رئيساً للتحرير، بعد بعثة مخترعة مولتها الجريدة من جيوب مساهميها، قيل إنه التحق بها في لندن، وحين عاد بعد ستة أشهر، لم يجد الخبثاء من الزملاء، في الصحف الأخرى، من وسيلة يحرجونه بها سوى توجيه أسئلة له باللغة الإنجليزية، وفي كل مرة كان يتملص بحنكة يحسد عليها، لكن الأمر بات مكشوفاً حين أكد أكثر من مخبر صحفي أنه لم يغادر البلد قط."(97)

وعند ذلك يتساءل عبداللطيف:  "بدأ ينتابه إحساس غريب حول العلاقة التي بين عامل البوفيه ورئيس التحرير، واهتدى أخيراً إلى أنها كلها خدمات، وكلها مطلوبة، وأن أهمية المرء لا تكمن في ما يعمله، بل في مَنْ يخدمه."(68) ويضع بهجت يده على مكامن تميز رئيسه: "لم يكن...  يخطئ في الإملاء كثيراً، وكانت نباهته تتجلى في معرفة الفرق الدقيق بين التاء المربوطة والتاء المفتوحة."(25) وكغيره لجأ بهجت في سبيل الحصول على وظيفة لسرقة جهد غيره؛ ليدلل على موهبته، فقد سطا على قصيدة للشاعر علي: "خياري في النهاية وقع على قصيدة له، انتحلتها من ألفها إلى يائها، بعد أن غيرت عنوانها فقط، فبدل أن يكون (نهار جميل) أصبح (فضاء جميل) واستبدلت كلمة (نهار) بكلمة (فضاء) حيثما وردت في القصيدة دون أن يتغير الوزن أو ينكسر!"(201) بل إن بهجت يفلسف ويشرعن ما فعل: "وصلت إلى قناعة قد لا تعجب الكثير من الشعراء، وهي أن الشعر ينبع أولاً من الخارج ويصبُّ في داخل الشاعر الذي ما يلبث أن يكتبه وكأنه هو صاحبه، وفي هذا الأمر نوع من سرقة الجمال وادعائه للنفس، أي أننا كلنا نسطو على ما ليس لنا، نسطو على بدائع خلق الله!

حين وصلتُ لهذه الفكرة، ... أحسست أن انتحالي لقصيدة (نهار جميل) ليس أكثر من استعارة شيء من النهار الجميل نفسه، لا من شاعرها."(205) ويستسهل كتابة الشعر، فيقول: "حين تذكرت الأوزان الشعرية التي تعلمتها في المدرسة، أدركت أني وصلت إلى نصف الطريق، فالقوالب لدي! وليس عليّ سوى أن أملأها!"(198). وكل ذلك إدانة لمدعي الشعر، الذين يسطون على جهد غيرهم، دون وازع من خلق أو ضمير.ولكن ضمير بهجت يؤنبه، فيعترف للشاعر بما فعل، فيضحك قائلاً: "ها إحدى قصائدي تثبتُ أنها نافعة فعلاً لغيري!  ... أن القصائد أثبتت مفعولها في مجال لا يتخيله النقاد.(219) ويتمادى بهجت معترفاً أنه اشترى كل نسخ الديوان خوفاً أن تكتشف سرقته ذات يوم: "اشتريت كل النسخ الموجودة في مكتبات العاصمة، ولفترة بقيت أمرُّ وأسأل عن هذا الديوان بعينه، ولا أستريح إلا إذا سمعت صاحب المكتبة يقول لي: لقد نفد!"(220). في سخرية مبطنة بالشعراء والنقاد على حد سواء.

في اليوم الأول لعمل بهجت خريج معهد المحاسبة، يأخذه زميله في جولة التعارف للوزارات المطلوب منه تغطية أخبارها، ويطمئنه بعد أن يلاحظ ضيقه بكثرة ما جمع من أخبار: "كل شيء جاهز، ما عليك سوى أن تضع العناوين، وتسلم الأخبار للسيد عبداللطيف. وإذا كنت تريد أن تعطي الانطباع أنك تبذل جهداً كبيراً، ما دام اليوم هو يومك الأول، فأظن أن قيامك بنسخ الأخبار بخط يدك سيعطي انطباعاً جيداً بأنك عملت وتعبت، وأنصحك: افعل ذلك دائماً، لا اليوم فقط."(19). ويؤكد له أن "كل ما يلزمك أن تعرفه في عالم المندوبين الصحفيين، ستعرفه في أسبوع لا أكثر!"(20). في تعرية صارخة للمستوى المتدني الذي يمكن أن تصله الصحافة، واللامبالاة التي تؤخذ بها الأمور. ويدلل على ذلك أيضاً عبداللطيف الذي يواسي بهجت: "لا عليك! مندوبو المحافظات يتفننون في ارتكاب الأخطاء، ولا أكتمك أنني في حالات كثيرة لا أستطيع معرفة الخطأ من الصواب، لفرط ما أرى الخطأ منتشراً في أخبارهم، وبعد فترة لا تعود قادراً على التمييز، ولهذا قررت الابتعاد عن هذه الأخبار حفاظاً على لغتي!"(17-18) يحلم بهجت بأن يكون له اسم على الصفحة الأولى، ولكن سنوات عمره تمضي دون أن يتحقق الحلم: "كبرت يا بهجت، شخت، وقد تموت دون أن تتمكن، حتى، من الوصول إلى الصفحة الأولى. راح يستعرض وجوه أولئك الذين تربعوا على صدر تلك الصفحة، ...هاله أن كل واحد منهم لم يصل إلى هناك إلا عبر سُلَّم ما، وحين فكر باستخدام واحد من تلك السلالم، أدرك أن الأمر مستحيل؛ وهكذا، انطلق يبحث، دون جدوى، عن سلم آخر، وعندما أوشك أن ييأس تماماً، طمأن نفسه بأن سلمه لا بد أن يكون موجوداً هناك في مكان ما، وأنه سيصله ذات يوم رغم سوء طالعه المطبق على قلبه كفكي تمساح."(81)

ويلمح إلى أسلوب البعض في الوصول، وذلك بالطخ على الحكومة ومعارضتها: "لعلي أكون الآن قد أوضحت الكيفية التي دخلت بها إلى عالم الصحافة، وهنا أحب أن أؤكد أن كثيرين، لا بد، غيري، قد عملوا هناك بالطريقة نفسها، ولكنهم عرفوا، أو على الأقل بعضهم، من أين يؤكل الكتف، فلم يجدوا سبيلاً لذلك أفضل من الصعود على كتف الحكومة ذاته لالتهام ما يشتهون من أكتاف، أما الآخرون فقد ظلوا، مثلي، حيث هم!"(181) ويكشف بهجت إحدى أهم طرق الحصول على المعلومات والأخبار: "كل ما يلزمك كي تكون ناجحاً هو أن تجد الأجواء المناسبة لأصحاب الحكايات والأسرار كي يبوحوا بأسرارهم، لكنه لم يكن يملك أي شيء يساعده على تحقيق هذا. فلا البيت الذي يسكنه يمكن أن يكون ملائماً لدعوة الكبار واصطياد أخبارهم، ولا ما يملكه من مال يؤهله أن ينفرد بأحدهم في مطعم محترم."(24)

وتتناول الرواية تلك العلاقة المشبوهة  بين المثقف والسلطة ولو على حساب زملائه. يتحدث بهجت عن عبداللطيف: "هو رجل قادر على أن يضره، إلى حد أن يلبسه تهمة، فعلاقات عبد اللطيف باتت معروفة، ودائماً قيل إنه عمل في مقهى الصحيفة للتمويه، فقد كانت له مهمة أخرى، أكبر، وأخطر، وإن الترقية التي حصلت لم تكن قرار... رئيس التحرير، بل من فوق... فوق!"(28) وعند مراجعة بهجت دائرة المخابرات يجد نفسه وجهاً لوجه مع عبداللطيف، الذي يؤكد له مبتسماً أنه جاء "لتناول فنجان قهوة لا غير!"(57). حينها :"راح بهجت يستعيد الحكايات التي عرفها، والتي سمعها، عن عبداللطيف، وعندها أيقن أنه كان طوال الوقت يغفو ورأسه على فوهة بركان."(57) وتبوح الرواية ببعض أسرار مطبخ الأخبار في الصحف، في ظل طغيان الإعلان وتقديمه باعتباره سلطة لا يمكن مقاومتها، ومصدر دخل لا يعوض. فالأخبار التي يجمعها بهجت: "كانت تستخدم آخر الليل لملء بعض الفراغات في أسفل الصفحات، أو بين الإعلانات والتقارير الطويلة، وغالباً كان المحرر يحذف عدة أسطر من أسطرها القليلة أصلاً."(35) ويتحدث عن مصير أحد التقارير: "كان موضوع تسرب الطلاب بمثابة فاجعة، إذا صدف في ذلك السبت أن فاضت الإعلانات على الصحيفة بصورة غير متوقعة، مما أدى أن يقوم المحررون آخر الليل باقتطاع نصف التقرير تقريباً، ولم تكن هذه هي الفضيحة، إذ نسوا في غمرة انشغالهم بالقص واللصق-... نسوا أن يحذفوا أسماء أولئك الذين اقتطعوا كلامهم من المقدمة، وبهذا كان يمكن أن تقرأ أسماءهم ولا تقرأ أقوالهم، بل إن المحررين في غمرة اندفاعهم الأهوج انتصاراً للإعلانات، وضعوا صورة مدير التطوير التربوي، الذي لم يعد له وجود في التقرير."(204)

وعلى شاكلته تقرير آخر عن أطفال الشوكولاتة: "إذ تم نشره بصورة محترمة، بمنحه ثلث صفحة، أو يزيد قليلاً..... كان التحقيق يستحق صفحة كاملة! لكنهم ظلوا يحذفون منه، إلا أن أصبح على تلك الحالة."(259) ورغم ذلك، فقد تلقى التقريع والتأنيب، لأنه أوشك أن يُدخل الجريدة في مشاكل. وتتفاقم الأمور عندما تقوم إحدى صحف المعارضة بإعادة نشر التقرير تحت عنوان: "أطفال الشوكولاته إلى المحاكم وسارقو الملايين ينعمون بها دون محاكمات!"(261)، مما هدد مستقبله الوظيفي والعائلي: "كاد يدمر كل شيء في حياتي، ما مضى، وما سيأتي"(261) ومن المظاهر الملفتة التي أشارت إليها الرواية مشكلة إعجاب بعض الفتيات بالشعراء أو المبدعين، انخداعاً بكلامهم وسرابهم، أو أنهن  يتقربن إليهم من أجل الظهور، ومن ذلك الشاعر الذي تلاعب بمشاعر فتاة حيث "خرجت يائسة من علاقة حب من طرف واحد ... وقد: "سلبها ثلاث سنوات من حياتها وهو يحدثها عن الحرية وأغاني الشيخ إمام وقصائد بابلو نيرودا ويمطرها بالكتاب تلو الكتاب، من زوربا إلى مؤلفات هنري ميلر."(63) ويسخر بهجت من أسلوب الروائيين: "يبدو أنك... تكتسب عادات الكتاب السيئة ما إن تحاول رواية قصتك ككاتب، تطيل، وتدخل في أشياء جانبية، وتلف وتدور وتتذكر حتى تصل في النهاية إلى شيء صغير واضح تريد أن تبوح به."(163) ويبلغ الاستخفاف بالشعراء ذروته، عندما يكلف السيد غنام عبداللطيف باستقبال الشعراء العرب متجاوزاً كل من هم أعلى منه منصباً: "بلا شعراء بلا بطيخ! لست بمزاج جيد لكي أستقبل كل هؤلاء العصافير في وقت واحد. استقبلهم أنت. حدثهم عن أهمية الشعر والثقافة في حضارات الأمم! وأكد لهم أن أمة بلا ثقافة هي أمة ميتة. ويمكن أن تداعبهم قليلاً فتقول لهم: وليس هناك أمة أثبتت أنها حية مثل أمتنا والحمد لله. لماذا؟ لأنكم، كشعراء، ومنذ الجاهلية، كنتم دليل حياتها."(64)

ويفتخر عبداللطيف بما أنجز فيقدم خبر الاستقبال هدية لعروسه ليلة زواجه، حيث  نشر على أربعة أعمدة "اشتملت على حديثه عن أهمية الثقافة...، والوضع العام للقصيدة العربية في ظل انتشار قصيدة النثر –وهذه ملاحظة قالها له مدير القسم الثقافي- وعلاقة الصحافة بالثقافة، وسبل دعم الحركة الثقافية العربية."(65) أما صاحب مكتب الإعلانات فيعتبر "الصحافة مقبرة المواهب!" ويدلل على ذلك بقوله: " دخلت الصحافة شاعراً يشار له بالبنان، وانتهيت كاتب عمود أسبوعي مرهق لفرط السرعة التي يسير بها الزمن بين مقال ومقال! وحمد الله أنه لم يعمل في صحيفة يومية تورطه بكتابة عمود يومي."(169)

ويسخر بهجت من طقوس بعض الكتاب: "القهوة مهمة للمحققين، كما هي مهمة للكتاب حين يضيفون لها التدخين! رغم أن الأستاذ علي قال لي... إنه لا يدخن، وهذه مسألة غريبة جعلتني على وشك إعادة النظر في أهمية كتاباته! كما أنه لا يشرب القهوة لا حين يكتب ولا حين يقرأ! وهذا أمر غريب فعلاً!"(215)

وتكشف الرواية كيف يستغل البعض مناصبهم في تحقيق مكاسب شخصية لهم، يتحدث بهجت عن عبداللطيف: "استدعاني ذات ظهيرة وطلب مني أن أتولى أمور مكتب الإعلانات الخاص به، من أولها إلى آخرها، فقبلت بذلك دون مناقشة. سألته: وعملي هنا؟ قال: ستتركه! وكنت سأتركه فعلاً ما دام يقول لي ذلك، ولكنه قال لي: الأفضل، ربما، أن أخفف أعباء عملك هنا، بحيث يكون باستطاعتك أن تجمع العملين!"(257) العلاقة بين الصحف قائمة على التنافس والصراع وخاصة في مجال سوق الإعلان، وانعكس ذلك بالضرورة على العاملين في الصحف، فقد: "كانت مشاهدة أحد من موظفي صحيفتنا في مبنى صحيفة منافسة، لا يعني سوى شيء واحد (التعامل مع العدو!)"(217). بل إن بهجت يعتبر دخول الصحيفة التي يعمل بها الأستاذ علي ذات المستوى المتواضع: "يحمل معاني رهيبة، كأن نضبط امرأة جميلة وغنية ومثقفة زوجها يتحرش بجارة لا تمت للجمل بصلة، وأكبر منها بعشر سنوات على الأقل!!"(217) كان بهجت كغيره يطمح أن يترقى، وأن يكون له وجود في الصفحة الأولى، ولكنه بعد استقصاء لما ينشر في الصفحات الأولى، فقد الأمل ليقينه: "أن الأخبار الكبيرة لا تخصص لأمثاله."(38) وهكذا فإن بهجت "بدأ حياته الصحفية مندوباً، وأمضاها مندوباً، وسيعيش ما تبقى له مندوباً وسيموت، إذا لم يطلع نجم سعده، مندوباً. وكلما كان ينظر إلى زملائه الذين عملوا معه في الفترة نفسها، وما بعدها، كان يراهم هناك، في الأعلى، كما لو أن الله منحهم أجنحة ولم يمنحه سوى ما يمنح السلاحف التي لن تستطيع في أي يوم أن تطير!"(97)

وإذا جاز لنا أن نعتبر الوزير مثقفاً، فإن من المعيب أن يكون لقاء التعارف مع بهجت بصفته مندوباً صحفياً، بهذه السطحية، فهو يقول بعد تردد حسمه في نهاية المطاف، مفصحاً عن همه الدفين: "بس غيرولنا هالصورة إللي بتنشروها مع أخباري! أي ما في غيرها عندكم؟!"(189) وبعد، فإن إدانة الوسط الثقافي في هذه الرواية، لم تأتٍ من فراغ، ولم تفتئت على أحد، بل إنها لامست الجرح، وأشارت إلى بعض مواطن الخلل البارزة، وألمحت إلى عيوب هنا وهناك. ليس من أجل إصلاح الخلل، فالأمر جلل، ولكن تبرئة للذمة، وإراحة للضمير، ورسالة إلى من يهمه الأمر، إن كان ثمة أحد يهمه الأمر!

 

mosa2x@yahoo.com