أخّرتُه عامداً
مستعدّاً لغيبته ِ
دون ذكر التفاصيل عما سيحدث ُ من فتنةٍ
في الجهاتِ البعيدة عن عينهِ
سأبدو شديد البأس في دفتر الحقّ
سأبدو مثيرا لسخط السماء
سأبدو كمن يستبد بقلب اليتيم ِ
حين أَرُدّكَ عن دفء بيتكَ
مرسلاً فيك صوت البراري:
توارى عن الظامئين لما تحت كفّكَ
فالمنكَرون يزيدون قبحا
توارى
ودعهم يقولون أودى بهِ
دعهم يفيضون كُرهاً
المهم السلامة ُ
ليس المهمُّ رضاهم عليكَ
وأنت يكبّلك الأقربونْ
خطأ فادحٌ
ما تُعلّمنا الأساطيرُ
كيف أعرفُ أنّ النهايةَ محكمةٌ في ذراعي
وأنّ طيورا سوف تحملني للأمان الوثير
في ساعةِ الانشقاق ِعلى الذات
أين كانت هذه الطيور في صبرا و شاتيلا
حين متنا دونما رداءٍ يسترُ العورات ؟
قم يا أخي من جوارٍ يضيقُ على ساكنيهِ
خلّص ترابكَ من خطيئة النكران
فلن يستطيع مواراة أحبابهِ
مَنْ تقاسَمَهُم ليلَه ُ
وتغنّوا بنجمتهِ
كيف له أن يخنقَ موّالهم تحت أقدامهِ
دون السماح له بالبكاء ِ على حبّهم أجمعين
توارى
لعلك تفجعهم بالنجاةِ بصوتِ القرى و المدن
بتأريخ عمر الزهور التي سكنت شرفة الجارةِ
سُلطتها في عالم رجلٍ في القرن الآفلِ
وهل كانوا يضيئون طقسا من الاحتفال
بميلاد الأنبياء و ميلادهم ؟
توارى
وخذ ما شئت من الاعتراف
عما يثير الحماسةَ
و ما يؤرق أحلامنا
خذ أسماء من تركوا لنا النيران تأكلنا
هناك رأينا جهنم أول مرة
قلتُ : إذا كانت جهنم أُحضرت ها هنا
فلابد أنّ الجنة في الجهة الأخرى
حيث أنتَ هناك ..
Sabte48@yahoo.com