أكد الدكتور خبير التراث العالمي والمدير السابق للمنظمة الدولية لصيانة ودراسة الممتلكات الثقافية بروما (إيكروم) التابعة لليونسكو الدكتور منير بوشناقي إن التراث الثقافي لشعب ما هو ذكرى ثقافته الحية، ويتم العبير في عدد من الأشكال المادية وغير المادية، موضحاً إن أصول هذا التراث متنوعة أيضاً، وتكمن في إعادة تتبع نسبها الثقافي الخاص بها وفي الاعتراف بالتأثيرات المختلفة التي ميزت تاريخها وشكلت هويتها، فبإمكان الشعوب ان تبني علاقاتها السلمية مع الشعوب الأخرى بطريقة أفضل وأن تعمل على متابعة ما يكون في الغالب حواراً قديم العهد وأن تطوع مستقبلها وتشكله..
جاء ذلك خلال المحاضرة التي القاها الدكتور بوشناقي مساء (الاثنين) في متحف البحرين الوطني ضمن برامج شهر التراث في عام المنامة عاصمة الثقافة للعام 2012 بحضور معالي وزيرة الثقافة مي بنت محمد آل خليفة وعدد من الخبراء والمهتمين والمتخصصين.
وتطرق الدكتور بوشناقي في محاضرته إلى عدة محاور تتمثل في تطور مفهوم التراث الثقافي منذ الاجتماع الأول للجمعية الدولية للمهندسين المعماريين الذي انعقد في أثينا اليونانية العام 1931، كما تطرق إلى تطور أطر العمل القانونية على المستوى الدولي مما أعطى دوراً كبيرا للمجتمع الدولي يتعلق بشأن حماية التراث الثقافي وإدارته. إلا أنه في الوقت ذاته حذر من الأخطار على التراث الثقافي، ليس مجرد الأخطار الناجمة عن التغير المناخي والكوارث الطبيعية فحسب، بل ايضا تلك الأخطار الأكبر الناتجة عن العمل البشري وعن النمو العمراني المضبوط أو المحكم والنزاعات التي تؤثر بشدة على التراث الإنساني أو الحروب.